ازدادت في الآونة الأخيرة الاعتداءات على المسلمات المحجبات في العاصمة الدنماركية، وسط مخاوف الجالية المسلمةوذهول السياسيين، ولعل من أسباب تنامي الكراهية، خطاب بعض الأحزاب اليمينية الدنماركية وفشلها في تحقيق تقدم على مستوى الاستحقاقات الانتخابية وغياب الرغبة لديها في فهم الإسلام والحوار الحضاري، بالإضافة لأزمة البطالة والظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها هذه الفئة والناتجة عن فقدان العديد منهم عملهم بسبب أزمة كورونا. الاعتداءات التي حصلت في الشهور الأخيرة مست العنصر النسوي، وزرعت الرعب لدى العديد من النساء المحجبات، وسط غياب كلي لأي ردة فعل من المؤسسات الإسلامية . استمرار هذه الاعتداءات حرك إحدى النساء الأفغانيات لخلق جمعية إسلامية تهتم بالقيام بجرد للمحجبات اللائي تعرضن للإعتداءات والتواصل مع الجهات الأمنية للقيام بالإجراءات الأولية، لوضع حد لها والمتابعة القانونية. ما لفت انتباه إحدى المسلمات التي تعرضت لاعتداء أدخلها في حالة فزع مستمر أصبحت تخشى بسببه الخروج، هو الصمت المطبق للمساجد والجمعيات الإسلامية وسط ذهول النساء المسلما، وصمت الأحزاب السياسية، هذا الصمت دفع إحدى المسلمات التفكير في طرح هذه الظاهرة على بعض الجمعيات اليهودية ، والتي لها تجارب في الميدان، حيث يشكل اليهود لوبي» ضاغطا وسط المجتمع الدنماركي، باستطاعته التحرك لوضع حد لهذه الاعتداءات المتكررة.، وكذا للجم الأحزاب اليمينية المتطرفة والرد على خطابها عن طريق وسائل الإعلام الدنماركية، الوسيلة الوحيدة المؤثرة في الرأي العام الدنماركي، وخلق إجماع وطني لمحاربة الكراهية والإسلاموفوبيا في المجتمع الدنماركي ماغطته جريدة الإكسترا بلادا من اعتداءات جسدية ولفظية على نساء مسلمات من طرف رجال هو جريمة يعاقب عليها القانون الدنماركي بأقصى العقوبات. الصحيفة ذاتها يعتبرها العديد من المسلمين، رغم أنها دائما تكون سباقة لنشر الاعتداءات العنصرية، منبرا إعلاميا لا يخدم الاستقرار الذي نريده في المجتمع الدنماركي، آخر مسلمة تعرضت لاعتداء شنيع في أحد أحياء العاصمة الدنماركية والمعروفة بتواجد مكثف للجالية المسلمة، والتي نقلت الجريدة تخوفاتها من استمرار هذه الاعتداءات، أكدت أن هذا المسلسل في تزايد، وبنبرة أسى تؤكد أنها أصبحت تعيش كابوسا يوميا، بل تخشى على حياتها وتتفادى الخروج لوحدها. استمرار هذه الاعتداءات على المسلمات يدعو المؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني التحرك وكذا الناشطين المسلمين وغير المسلمين في الأحزاب السياسية لمحاربة الظاهرة التي تفشت في المجتمع والتي تهدد الاستقرار، ورغم استمرار الاعتداءات ضد النساء المحتجبات فإن رئيسة الحكومة لم تتخذ موقفا ومبادرة لمعالجة الظاهرة ، التي باتت تهدد السلم المجتمعي. وأعتقد أن رئيسة الحكومة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد بسبب الجائحة غير مستعدة لفتح نقاش واسع في البرلمان للحد من ظاهرة الكراهية والاعتداءات على المسلمات. Frie Grønne وهو حزب الخضر يساري يترأسه ناشط سياسي باكستاني طالب بفتح نقاش في البرلمان وتحمل المسؤولية ومتابعة كل واحد يهدد الاستقرار في المجتمع الدنماركي، كما أنه حمل مسؤولية تنامي الكراهية تجاه المسلمات لغياب خطاب حكومي صارم وغياب سياسة واضحة لرئيسة الحكومة لمحاربة الكراهية، زعيم حزب الخضر يدعو رئيسة الحكومة كما خرجت سابقا في الإعلام ونددت بسلوكات يقوم بها الأجانب في محطات القطارات ونددت بالاعتداءات التي يقومون بها، إلى القيام بنفس الشيء والتنديد بالاعتداءات وخطاب الكراهية ضد المسلمات . تبقى الإشارة في الأخير إلى أن منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية يجب أن تتحمل مسؤوليتها للدفاع عن المرأة المسلمة وتدعو الأحزاب السياسية لكي تتحمل كامل المسؤولية لمحاربة تنامي الكراهية في المجتمع الدنماركي ولنا عودة للموضوع…