ساهمت أمطار الخير، التي شهدتها مناطق عديدة تابعة للنفوذ الترابي لجهة سوس- ماسة، مؤخرا، في التخفيف من حدة توالي سنوات الجفاف ذات التداعيات الثقيلة، وذلك بعد أن بلغت معدلات المياه المخزنة في السدود أرقاما تدعو إلى التفاؤل، وانتعشت الفرشات المائية التي كان يتهددها، وبات الاخضرار اللون الموحد لمجموعة من المراعي في أكثر من جماعة ترابية. وضعية جعلت الساكنة تستبشر خيرا بشأن القادم من الشهور في ما يخص توفير مياه الشرب وما تتطلبه تربية الماشية من أعشاب وحشائش تقدم لها كأعلاف. في ظل أجواء التفاؤل هذه، وبعد أن شوهدت، في الأيام الأخيرة ، «قوافل» للرعاة الرحل تتحرك، في مجموعة من «المناطق»، عاد موضوع الرعي الجائر ليطفو على «سطح» التداول والنقاش – عبر وسائل التواصل الاجتماعي أساسا – بين منحدرين من جماعات عديدة تابعة لأقاليم تارودانت، تيزنيت واشتوكة أيت باها …، وذلك في أفق لفت انتباه الجهات المسؤولة قصد اتخاذ المتعين من تدابير استباقية تحول دون تكرار حوادث «الاعتداء» على ممتلكات الساكنة المحلية وما ينجم عنها من أجواء احتقان وتوتر. وارتباطا بالموضوع ذاته، ينبغي التذكير بأهمية الحرص على التنزيل الأمثل والناجع لما تنص عليه مقتضيات القانون 13-113، المتعلق «بتنظيم الترحال الرعوي وتهيئة وتدبير المجالات الرعوية والمراعي الغابوية»، والتي سبق أن شكلت محور لقاءات متعددة احتضنتها العديد من مقرات العمالات ذات الصلة بموضوع «تنظيم الرعي»، تمخضت عنها توصيات مهمة شددت على «التفعيل الدائم لأدوار اللجن الإقليمية» ذات الاختصاص، في ما يتعلق ب «تأطير تنقلات الرعاة الرحل» بهدف إبقائها في منأى عن كل ما من شأنه «المساس بمصالح الساكنة المحلية»، إلى جانب «تنظيم حملات تحسيسية بشكل مسترسل لفائدة كافة الأطراف المعنية، تعلق الأمر بالكسابين الرحل أو سكان المناطق المعنية ومنتخبيها والفعاليات المدنية». وحسب تصريحات بعض أبناء دواوير إحدى الجماعات القروية بالنفوذ الترابي لإقليم تارودانت، فإن «الحالة الراهنة للمراعي الآخذة في التحسن، بفضل التساقطات المطرية الأخيرة، «تستوجب يقظة دائمة من قبل الجهات المسؤولة، وذلك من خلال العمل على مواكبة عملية تنقل قطعان الرحل، لجعل عبورها لنفوذ هذه الجماعة أو تلك، يتم بشكل سلس، يفضي إلى تجنب حدوث أي اصطدام مع الساكنة المحلية»، مذكرين ب «أحداث مؤسفة عرفتها، قبل أزيد من سنة، الجماعة القروية تومليلين «إدوسكا أوفلا»، تمثلت في «اعتداءات» خطيرة على بعض أبناء المنطقة حاولوا الحيلولة دون استباحة أراضيهم ب «أشجارها ومغروساتها «المعيشية» ومياه «مطافيها» المدخرة لاستعمالها في أوقات الشدائد، من قبل بعض ممتهني الترحال الرعوي»؟ هذا، وتجدر الإشارة إلى أن بعض «نزاعات الرعي العشوائي» قد ارتدت، في أكثر من منطقة، لبوس ملفات تنظر فيها المحاكم، كما هو الشأن بالنسبة لقضايا بتت فيها المحكمة الابتدائية لتارودانت، السنة الماضية، على إثر دعاوى رفعها فلاحون متضررون من دواوير «إيمفر، تيسلان، تابيا وأكرض نتغزوت»- جماعة تابيا آيت علي – قيادة أيت عبد لله، على خلفية أحداث سجلت في شهر دجنبر 2019.