اكتشاف أول حالة للإصابة بالسلالة الجديدة لكوفيد 19 والسلطات المغربية تعلّق الرحلات الجوية صوب 4 دول
أكدت وزارة الصحة تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بالسلالة المتحورة لفيروس كورونا المستجد المكتشفة مؤخرا ببريطانيا، بميناء طنجة المتوسط، ويتعلّق الأمر بمواطن مغربي كان قادما من ايرلندا على متن باخرة انطلقت من ميناء مرسيليا. وشددت الوزارة في بلاغ لها، على أن المريض لا تظهر عليه أية أعراض، ويوجد حاليا تحت العزل الصحي بالدار البيضاء، حيث تم التعامل معه ومع مخالطيه وفقا للبروتوكول الصحي الجاري به العمل في بلادنا. وأعلنت الوزارة الوصية أنه في إطار عملية التحيين المستمرة للبروتوكول الوطني الصحي لوباء كوفيد19، خاصة في شقه المتعلق بالرصد، قد تم اعتماد مجموعة من الإجراءات والتدابير للكشف المبكر وحصر أية حالات للسلالة المتحورة، كما تم تحيين تدابير التكفل بالحالات تماشيا مع الوضع الوبائي الوطني والعالمي. وعلى إثر تسجيل هذه الحالة المؤكدة، وفي انتظار ما ستفرزه المعطيات الوبائية المتعلقة بآلية الرصد والتتبع خلال الأيام المقبلة، فقد قررت السلطات المغربية تعليق الرحلات القادمة من أستراليا وإيرلندا ونيوزيلندا والبرازيل، ومنع ولوج المسافرين القادمين من هذه الوجهات إلى داخل التراب الوطني، ابتداء من أمس الثلاثاء 19 يناير وإلى غاية إشعار آخر. وفي موضوع ذي صلة، أكدت الجمعية المغربية لضباط الصحة العاملين بنقط العبور على أنها دأبت منذ ظهور جائحة كوفيد 19 على المساهمة الفعلية بكل ما يتأتى لها من وسائل في المجهودات الوطنية المبذولة لمواجهة هذه الطارئة الصحية العمومية التي سببت قلقا دوليا غير مسبوق. وشدّدت الجمعية على أنها وفي إطار الإجراءات الاستباقية التي يتخذها المغرب لمواجهة دخول السلالات المتحورة للتراب الوطني، تعبأت من جديد بكل نقط العبور من أجل بلورة إجراءات اليقظة والمراقبة الوبائية التي قررتها وزارة الصحة والتي تهدف إلى الكشف المبكر عن أي حالة محتملة عند المسافرين الذين قد يكونون حاملين لها. وجدّدت الجمعية، على إثر المستجدات الصحية الأخيرة تأكيد التزامها الراسخ للمساهمة بكل ما يتأتى لها من إمكانيات من أجل دعم أنشطة المراقبة الصحية عبر الحدود، مشيدة بالعمل الجبار الذي تقوم به الدولة وجميع الفاعلين لمواجهة هذه الجائحة، بما في ذلك العمل المتميز الذي يقوم به ضباط الصحة في جميع الموانئ والمطارات والنقطة الحدودية للڭرڭارات في الصحراء المغربية. وعلى إثر تداول خبر اكتشاف أول حالة للإصابة بالطفرة الجديدة لفيروس كوفيد 19 في بلادنا، سادت موجة من القلق والتخوف، تم التعبير عنها في المجالس العامة والخاصة، وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مع طرح أسئلة مجددة وبقوة عن موعد إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح وسبب تأخيرها، خاصة وأن السلالة الجديدة المتحورة قادرة على الانتشار بشكل واسع، وهو ما يعني اتساع رقعة انتقال العدوى وارتفاع ولوج المرضى المحتملين إلى مصالح الإنعاش التي قد تعرف ضغطا، مما قد يسفر عن تصاعد في منحنى الوفيات مرة أخرى، الأمر الذي يتمنى الجميع تفاديه. وأكدت مصادر طبية ل «الاتحاد الاشتراكي»، أن الكشف عن هذه السلاسة الجديدة ليس بالأمر السهل، ومتى تم التأكد من أية حالة إصابة فإن التحريات الصحية يجب أن تشمل كل من كانوا على صلة بالمريض، مبرزة أن عددا من الدول وكإجراء احترازي تفرض مجموعة من القيود على الراغبين في السفر إليها، ومنها التوفر على نتيجة الفحص بالاختبار للكشف عن الفيروس، ثم الدخول في حجر صحي طوعي لمدة أسبوع، تفاديا للاختلاط وإمكانية نقل العدوى للغير، وهي نفس الإجراءات التي من المفيد جدا أن تنهجها السلطات المغربية المختصة لحماية المواطنين من موجة ثالثة من الجائحة الوبائية.