لقد عكست مخرجات القمة ال41 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي استضافتها السعودية الشقيقة جوا من الاستقرار وتحقيق المصالحة مما يعبر عن الحرص العربي الشديد على بلورة مفاهيم ومنطقات تؤكد على البعد القومي وأهمية الدور العربي في المساهمة الفاعلة ببناء مجتمع سلمي وتنموي ليس على المستوى القومي فحسب بل على المستوى الدولي . وجاء البيان الشمولي الذي صدر عن قمة العلا ليشكل إنجازاً كبيراً لرأب الصدع وإنهاء الأزمة الخليجية وتبديد أي خلافات كانت قائمة وعودة العلاقات الأخوية العربية إلى مجراها الطبيعي، مما يعزز التضامن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، ويخدم طموحات الشعوب العربية بالنمو والازدهار ويسهم في تعزيز التضامن العربي وجهود مواجهة التحديات المشتركة وبناء اسس التكامل العربي والعمل الموحد على الصعيد القومي . لقد أثبت جميع الأشقاء المجتمعين في القمة الخليجية على حرصهم تعزيز التضامن والاستقرار العربي والاتفاق على إنهاء الخلاف وتحقيق المصالحة ولقد اثمرت الجهود الكبيرة التي قادها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، والتي استمر بها أيضا سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت لإنهاء الأزمة وتحقيق المصالحة ودعم العمل العربي المشترك وتوحيد الجهود لانطلاق مسيرة الوحدة العربية الشاملة وإعادة تفعيل الجامعة العربية وفتح مجالات التعاون العربي والاستفادة من الايجابيات القائمة والعمل على تطويرها وخاصة في مجال النقل والمواصلات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأهمية تعزيز التعاون في المجال الطبي ومكافحة الوباء وخاصة بعد وباء كورونا المستجد، ووضع آليات وبرتوكولات تعاون عربي وتنمية العلاقات العربي القائمة لخدمة المستقبل وتطلعات الامة العربية الواحدة واستمرار العمل مع جميع الأشقاء العرب لتعزيز التضامن والعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات وتعميق التعاون العربي لخدمة المصالح والقضايا العربية المشتركة وتحقيق المستقبل الأفضل لجميع الدول العربية . أكد بيان العلا على وحدة الاهداف المشتركة وتعزيز وحدة الصف والتماسك بين دول مجلس التعاون، وعودة العمل الخليجى المشترك إلى مساره الطبيعى والحفاظ على الأمن والاستقرار بالمنطقة، وتكثيف الجهود لتنفيذ خطط العمل المشترك التي تم الاتفاق عليها في إطار الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون والمملكة الأردنية الهاشمية. كما عبرت قمة العلا على أهمية دعم الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل نيل الحرية وأكدت حرص المجتمعين على مواقف دول المجلس الثابتة من القضية الفلسطينية واعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، ودعمهم للسيادة الدائمة للشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ حزيران 1967، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حقوق اللاجئين، وفق مبادرة السلام العربية والمرجعيات الدولية وقرارات الشرعية الدولية، وضرورة تفعيل جهود المجتمع الدولي لحل الصراع، بما يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفق تلك الأسس، ورفضت قمة العلا أي توجه لضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال كما اشارت الي أهمية مواصلة الدعم المالي لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين وضرورة قيام المجتمع الدولي بالتدخل واستمرار دعمه للوكالة لتواصل مهمتها في رعاية اللاجئين الفلسطينيين وتعزيز صمودهم وضمان عودتهم الي اراضيهم التي شردوا منها بدون حق. إننا ننظر بأهمية بالغة ونرحب بتلك المواقف المهمة من أجل صياغة المستقبل ونعبر عن دعمنا العميق والشكر والتقدير لقادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم التي انعقدت بمدينة العلا بالمملكة العربية السعودية والتي اعتبروا فيها القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين الأولى . (*) سفير الاعلام العربي في فلسطين رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية [email protected]