تراهن جهة سوس ماسة في تنميتها الاقتصادية وتسريع مخططها الصناعي على مشروع استراتيجي كبير، أطلق عليه اسم مدينة الابتكار، الذي كان أحد المشاريع الكبرى التي تم التوقيع عليها أمام جلالة الملك محمد السادس في زيارته الأخيرة لمدينة أكَادير، حيث أعطى جلالته يوم 06 فبراير2020 توجيهاته وتعليماته للنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية بهذه الجهة لكي تكون قطبا اقتصاديا حقيقيا يربط شمال المغرب بجنوبه. ويأتي هذا المشروع تفعيلا لبرنامج التنمية الجهوي لسوس ماسة 2015-2021 الذي حدد عددا من المشاريع ذات الأولوية في المجال الاقتصادي بهدف إعطاء دينامية جديدة للجهة عبر تحقيق تنمية ترابية متكاملة ومندمجة، والانتقال بالعمل من منطق استهلاك التكنولوجيا إلى منطق خلقها وتطويرها، ولذلك انخرطت جهة سوس ماسة في شراكة مع عدة فاعلين لإحداث وتدبير مدينة الابتكار، بحيث تم إنجاز المشروع بالمقر السابق للمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية التابعة لجامعة ابن زهر على مساحة تقدر ب 4900 متر مربع،وبغلاف مالي بلغ 42 مليون درهم تم تمويله من عدة شركاء من بينهم وزارة الاقتصاد والمالية،وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي،وولاية جهة سوس ماسة،وجامعة ابن زهر وشركة تكنوبارك. وساهمت فيه الجهة بمبلغ 12مليون درهم من أجل تهيئة هذه المدينة،لأنها تعول عليه كثيرا ليكون مكملا لمخطط التسريع الصناعي لجهة سوس ماسة، الذي أطلق في يناير2018. وبخصوص تدبير مدينة الابتكار، وقعت الأطراف المتعاقدة على تفويض تدبيره لهيئة ذات خبرة في مجال تدبير وإدارة وتنشيط فضاءات الاستقبال والابتكار، وبعد عملية الانتقاء وقعت جهة سوس ماسة اتفاقية شراكة مع كل من وزارة الاقتصاد والمالية، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وزارة الصناعة،الاستثمار،التجارة والاقتصاد الرقمي من جهة، وولاية جهة سوس ماسة، جامعة ابن زهر،شركة(MITC) MOROCCAN INFORMATION TECHNOPAK COMPANY. وتلتزم الجهة بموجب الاتفاقية المبرمة من أجل تدبير هذه المنشأة بتحويل دعم مالي من أجل التسيير يبلغ حوالي مليون درهم سنويا لفائدة الشركة المسيرة، وذلك طيلة مدة الاستغلال قصد جعل السومة الكرائية في متناول المقاولات الصغرى المستفيدة. هذا وتعتبرمدينة الابتكار بحق فضاء لاحتضان المقاولات، وتثمينا لنتائج البحث العلمي لفائدة النسيج الاقتصادي وخاصة الأنظمة الصناعية للجهة بهدف تمكين المقاولات من الاستفادة من المعارف والخبرات والكفاءات المتواجدة بالجامعة والمساهمة في تحسين المستوى التكنولوجي بالمقاولات. فضلا عن تسهيل نقل التكنولوجيا وتقريبها من محيط المقاولات الموجودة بالمنطقة الصناعية بالدراركة والمنطقة الحرة وتقريب بنيات البحث منها ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة وتشجيعها على الابتكار وتحسين الجودة وتشجيع روح المبادرة المقاولاتية لديها. هذا وتشتمل مدينة الابتكار على حاضنة للمقاولات والمقاولات الناشئة المبتكرة، ومركز للبحث والتطوير، ومختبرات عديدة ل:«تحديد وتحليل الوحدات الطبيعية»، «التكنولوجيا العضوية والصحية»،«تحليل المخلفات»،«التغيرات المناخية والتنمية المستدامة»،«الماء والطاقة والطاقات المتجددة» و«الصناعة بالمختبرات». وتحتوي أيضا على منصات للتكنولوجيات والنماذج، وعلى قاعات للاجتماعات والندوات والمعلوميات والتكوين، وعلى فضاء للعمل المشترك وآخر للتوثيق، بالإضافة إلى شباك موحد لتسهيل العمليات الإدارية للمقاولات.