بعد مولاي بوعزة، القباب، واومانة، أجلموس، كهف النسور، تعاني منطقة آيت إسحاق، إقليمخنيفرة، من ندرة المياه الصالحة للشرب، والتي تزداد اختناقا واستفحالا يوما بعد يوم، سيما في هذا الفصل الحار الذي تشتد فيه حاجة الإنسان لهذه المادة الحيوية، وجل السكان يجمعون على أن اهتمامات الجهات المسؤولة بهذا المشكل ما تزال ضعيفة جدا، رغم الوضع الذي تطور فيه الانقطاع المتكرر إلى ضعف كبير في الصبيب، ويكون، بين الفينة والأخرى، شبه منعدم، ما خرج بمسيرة نسائية للشارع قصد الاحتجاج. ولم يفت مصادر متطابقة الإشارة إلى ما يتكبده السكان من معاناة في البحث عن هذه المادة الي خلق الله منها كل شيء حي، فيما عبروا عن امتنانهم لبعضهم ممن بادروا إلى تقديم يد المساعدة بوضع صنابير خارج منازلهم لتزويد المتضررين بمياه الآبار الخصوصية، وذلك في مشاهد مثيرة للتأسف وغير المقبولة بمناطق الأطلس المتوسط التي تعتبر خزانا للمياه الجوفية والسطحية، وكم كان الوضع شديد الألم خلال أيام عيد الأضحى المبارك، لينضاف لحاجة السكان للشرب والاستحمام والتنظيف والطهي والغسيل وقضاء الحاجة. وكم يقع المواطن في حيرة من أمر ما يتلقاه من تبريرات، مرة أن المشكل سببه ندرة الماء، ومرة أن الخزان فارغ أو أن القناة الرئيسية معطلة، وبينما وجه البعض انتقاداته للجماعة المحلية لعدم اهتمامها بالوضع ولا بمراسلة الجهات المسؤولة، لم يفت مصادر أخرى تحميل كامل المسؤولية للمكتب الوطني للماء بالنظر لفشله في تدبير الأمر وتدارك العجز من الماء الشروب، حيث فات للمنطقة أن ارتبطت بمشروع من شطرين، الشطر الأول يربطها بخنيفرة مباشرة، والثاني يربطها بتيغسالين، مع تعزيزه ببعض الآبار. وبينما أخذ الشطر الثاني، بحسب المصدر ذاته، يعرف أعطابا على مستوى القنوات وسعتها غير الكافية، أضحى الأول يشكو من أعطاب القناة الرئيسية، إلى جانب مشكل الخزان الأساس الذي بات مختنقا بسبب مشكل توسع المجال بضم عدة دواوير للاستفادة منه، ولم يعد باستطاعته تلبية الحاجة المطلوبة من الماء، إلى درجة ان جماعات أخرى مجاورة وجدت نفسها تعاني ندرة هذه المادة الحيوية، ما يدعو الجهات المعنية إلى إضافة خزان آخر، وهناك حالة غضب وسخط شديدين وسط الأسر في هذه الظروف العصيبة التي تتطلب الوقاية من فيروس كورونا المستجد. ومن حق السكان أن يعيبوا على مختلف الجهات المعنية، ومصالح المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، قصورها المكشوف في مواجهة الأزمة التي يصعب تصور وقوعها ب «العاصمة الدلائية» المطلة على «سد الشهيد أحمد الحنصالي»، وإذ تنتظر الساكنة تدخل الجهات والسلطات المعنية لإيجاد حل نهائي لمشكل أزمة الماء، والقائم بحجة ندرة المياه أو عطب بالقنوات، فهي لا تتوقف، ومعها أرباب المقاهي والمهنيين، عن دق الناقوس لكون الوضع لم يعد يحتمل أو يقبل بالحلول الترقيعية.