مع حلول كل موسم صيف وارتفاع درجة الحرارة، يعيش عدد من سكان جماعات ترابية نواحي سطات تخوّفات من ندرة الماء الصالح للشرب لهم ولبهائمهم، أو المخصص لسقي مزروعاتهم، بعدما جفّت أغلب الآبار وضعفت فرشة المياه الجوفية. هسبريس زارت جماعات ترابية عدّة نواحي مدينة سطات، حيث هناك من يعتمد على الآبار الخاصة لتحقيق اكتفاء ذاتي من الماء الصالح للشرب، في حين ينتظر آخرون ما تجود به صنابير تعرف انقطاعات متكرّرة، وهو ما يزيد من المعاناة مع هذه المادّة الحيوية. ميلود الناجح، أحد سكان منطقة بني مسكين الغربية، قال إن "السكان ينتظرون الربط الفردي بالماء الصالح للشرب والقطع مع السقايات الجماعية"، موضّحا أن المشكل الذي يعيق ذلك يتمثل في عدم توفّر الاعتماد المالي بجماعة سيدي بومهدي التي ينتمي إليها. في حين طالب أحد السكان الذين صادفتهم هسبريس بقبيلة بني مسكين بنقل معاناة السكان كل موسم صيف مع ندرة المياه، سواء على مستوى مذاقه وانقطاعه المتكرّر، أو غياب الربط الفردي، أو انعدام الماء في بعض المناطق، وقال: "شوف أخويا، نريد تحقيق المشاريع على أرض الواقع بعيدا عن الترويج لكثرة الهضرة والاجتماعات الرسمية والوعود الكاذبة التي تنطلق مع قرب موسم الانتخابات". تلويح بالاحتجاجات مصطفى السباعي الإدريسي، عن جمعية الإصلاح والتنمية بأولاد سي مسعود دار الشافعي، قال إن "المشكل الذي يؤرق سكان أغلب الجماعات الترابية ببني مسكين هو الانقطاعات المتتابعة للماء الصالح للشرب على مستوى السقايات المنتشرة بالدواوير، بسبب الأعطاب التي تصيب كل أسبوع قنوات المياه المهترئة والمغشوشة الرابطة بين الجماعات الترابية في المنطقة". وأوضح السباعي أن السكان وقّعوا عرائض، توصّلت هسبريس بنسخ منها، لتوجيهها إلى الجهات المعنية "للمطالبة بتسوية مشكل الانقطاعات المتكررة للمياه التي تدوم أياما، مع العمل على إصلاح القنوات المتسببة في ذلك، تفاديا لمعاناة المواطنين مع هذه المادة الحيوية باعتبارها أساس الحياة للإنسان والحيوان وباقي الأحياء، وتحقيق طموح السكان في الربط الفردي لمنازلهم بالماء الصالح للشرب". واعتبر المتحدث أن تكاليف استفادة السكان من الماء الشروب مرتفعة جدا، تصل أحيانا إلى ما يفوق 180 درهما شهريا، وهو ما يتطلّب، بحسبه، الربط الفردي لتقريب الماء من السكان، وتقنين الاستهلاك الفردي وترشيده. ولوّح الفاعل الجمعوي بعزم السكان تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر عمالة إقليمسطات، قصد الإسراع بتحقيق مطالبهم. وفي السياق ذاته، أفاد يوسف العمراني، عن جمعية المواطنة للتواصل والتنمية بقبيلة بني مسكين دائرة البروج، بأن المشكل المطروح هو الضعف على مستوى الصيانة، موضّحا أن انقطاع الماء عن سكان بعض الجماعات في منطقة بني مسكين يدوم مدة أسبوع تقريبا، "وهو ما يجبر السكان على البحث عنه بطرق تقليدية، اعتمادا على الدواب، والبحث عن الآبار بالمنطقة، ما قد يهدّد صحتهم". وأشار العمراني إلى أن الأشغال تسير بوتيرة جيدة قصد تحقيق الربط الفردي لجميع المنازل بالماء الصالح للشرب بالجماعة الترابية بني خلوق، مستدركا أن المشكل الحالي هو "عدم التدخّل الاستعجالي لإصلاح الأعطاب التي تصيب قنوات السقايات الجماعية، في انتظار خروج مشروع الربط الفردي إلى حيّز الوجود، خاصّة ما يروّجه المجلس الإقليمي من مبادرات داعمة للجماعات للتزوّد بالماء الصالح للشرب، باعتباره أولوية بالمقارنة مع إنشاء المدارات وإعادة تبليط بعض المناطق على مستوى المدينة"، على حد تعبيره. وأجمع المتحدثون لجريدة هسبريس الإلكترونية على مطالبة جميع الجهات المعنية بالتدخل العاجل، وفي الوقت المناسب، لإصلاح الأعطاب المتكرّرة التي تدوم ما يقارب 10 أيام، مع الإسراع بإخراج جميع المشاريع التي تصبو إلى ربط منازل السكان بالماء الصالح للشرب، وتقريب وحدات الصيانة من السكان. ودعا الجمعويون إلى تحمّل مسيري الشأن المحلي والإقليمي لمسؤولياتهم، منبّهين في الوقت ذاته إلى تفاقم خطورة الوضع مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، موضّحين أن السكان ملتزمون بالأداء في الوقت تفاديا للاحتقان أو اللجوء إلى بعث الشكايات أو تنظيم الاحتجاجات. رأي رؤساء الجماعات لاكتمال الصورة حول موضوع خصاص الماء الشروب، ربطت هسبريس الاتصال برؤساء جماعات عدّة، منهم من ظلت هواتفه ترنّ دون رد، ومنهم من كانت هواتفه خارج التغطية، باستثناء رئيس جماعة واحدة تفاعل مع اتصالاتنا. رشيد نصري، رئيس جماعة سيدي بومهدي، قيادة بني مسكين الغربية دائرة البروج إقليمسطات، قال في تصريح هاتفي لهسبريس إن "المشكل المطروح هو الربط الفردي للمنازل الذي يطالب به السكان". وأوضح أن مجلسه الجماعي ينتظر الاعتمادات، مشيرا إلى إنجاز دراسة "شملت جميع كوانين الساكنة بقيمة تفوق 700 مليون سنتيم، وتعديل اتفاقية تخصّ مشروع بلاد بني مسكين في اجتماع بعمالة سطات، بعدما جرى تخصيص 50 مليون سنتيم لكل جماعة ترابية لاستثماره في مشاريع توفير الماء الشروب حسب الحاجة". وأضاف ممثل الجماعة الترابية سيدي بومهدي أن "السقايات عرفت توسّعا بالمنطقة، وهي كافية، في انتظار تحقيق طموح الربط الفردي تدريجيا"، موردا أن المجلس الجماعي وجه طلبات إلى كل من المجلسين الإقليمي والجهويّ، ووزارة الداخلية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهي "المؤسسات التي تدعم مشاريع إحداث السقايات العمومية وليس الربط الفردي". وكالة الماء توضّح محمّد أجيب، رئيس وكالة الخدمات للماء الصالح للشرب بسطات، أوضح، في تصريح مقتضب لهسبريس، أن هناك مشروعا للربط بالماء الصالح للشرب يهمّ جماعات مشرع بن عبّو وأولاد فريحة وعين بلال بقيمة تفوق 6 مليارات سنتيم. وأضاف ممثل وكالة الخدمات أن "دراسة أجريت قصد إعادة تهيئة قنوات الماء الصالح للشرب، خاصّة تلك التي تعرّضت للعطب، لحل المشكل نهائيا، مع إعطاء وعد بمدّنا مستقبلا بجميع الأرقام الخاصة بتزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب على مستوى إقليمسطات"، وفق تعبيره.