فور تلويح فريق نادي الآفاق الرياضي الخنيفري للكرة النسوية بقرار الانسحاب من البطولة الوطنية القسم الأول، بسبب الضائقة المالية التي أضحى يتخبط فيها، تناسلت العديد من التعاليق التي تطالب هذا الفريق بالتراجع عن فكرة الانسحاب، نظرا لكونه من الفرق الوطنية المتكاملة والمنتجة التي فرضت نفسها على الساحة الرياضية بقوة، بعد سنوات طوال من البناء، فيما أوضح رئيس هذا الفريق، محمد العبدي، في تعليق على صفحته الخاصة بالفيسبوك، أن فريقه «يصعب عليه المواجهة وحيدا»، معربا عن تأسفه الشديد حيال ما وصفه بعدم الاعتراف بما قدمه الفريق للمدينة والإقليم، ولكرة القدم الوطنية. وفي ذات التعليق، كشف محمد العبدي عن الوضعية الصعبة التي بلغها فريقه وفريق شباب أطلس خنيفرة، حيث «عامل الاقليم يرفض التأشير على منحة المجلس البلدي، ورئيس الجامعة يماطل في صرف منحة الشطر الثالث، بل ويتعمد إحراج الفرق مع اللاعبات، ووالي الجهة يمتنع عن التأشير على منحة الشطر الثاني لمجلس الجهة للعام الماضي، علاوة على رئيس الجهة الذي يكره الرياضة»، على حد تعبير العبدي الذي أطلق رسالة مفتوحة، استهلها بعبارة «ماذا لو أن فريقي المدينة قدما اعتذارا في أول مباراة؟، ويعني بهما فريق الآفاق الرياضي لخنيفرة وشباب أطلس خنيفرة، بسبب الأزمة المالية الخانقة التي خلقت لهما مشاكل كبيرة مع اللاعبات. وأبرز محمد العبدي، ضمن رسالته المفتوحة، أن الفريقين أعلاه ينتظران، منذ فترة طويلة، تأشير عامل الإقليم على منحة المجلس البلدي، المصادق عليها خلال دورة فبراير الماضي، رغم كل الرسائل والملتمسات الموجهة إليه، من أجل التدخل لانقاد الفريقين من أزمتهما المالية وتسديد مستحقات اللاعبات، علما أن الفريقين لم تشفع لهما تضحياتهما وتمثيلياتهما المشرقة للمدينة، والإقليم والجهة، على المستوى الوطني، إذ تمكن فريق شباب أطلس خنيفرة من الفوز بكأس العرش في مناسبتين ولعب نهائي ثالث، فيما لم تنفع لفريق الآفاق الرياضي نتائجه بالفئات السنية، وفوزه لأول نسخة لأبطال الحي واحتلال الرتبة الثانية بالبطولة الوطنية لأقل من 17 عاما. ولم يفت رئيس فريق الآفاق الرياضي بالتالي التأكيد أن الفريقين يلعبان بالقسم الوطني لكرة القدم النسوية، ويؤطران قاعدة واسعة من بنات مدينة خنيفرة، وحضورهما وازن على المستوى الوطني، ليتساءل: لماذا هذا التضييق وهذا التجاهل؟، ويذكر بتدخل عمال أقاليم خريبكة والفقيه بن صالح وابن جرير وطنجة وتطوان لإنقاذ فرق حدودهم الترابية، شأنهم شأن عامل إقليمسيدي قاسم أيضا الذي تمكن من إنقاذ فريقي اتحاد سيدي قاسم وعمل بلقصيري، فلماذا الاستثناء لخنيفرة؟، يضيف الرئيس ذاته الذي لم يجد تفسيرا منطقيا لرفض والي جهة بني خنيفرة التأشير على الشطر الثاني لمنح الجمعيات الرياضية رغم المصادقة عليها السنة الماضية. وبينما حمل رئيس الجهة مسؤولية التماطل الرامي إلى الإجهاز على منح الجمعيات الرياضية، شدد رئيس فريق الآفاق الرياضي على تأسفه حيال عدم قيام الجامعة الملكية لكرة القدم بدورها صرف الشطر الثالث للمنحة، وفرضت العودة للتباري في هذه الظروف الكوفيدية، فيما توقف في رسالته لتجديد ملتمسه من عامل الإقليم قصد التدخل لإنقاذ فريقي الآفاق الرياضي وشباب أطلس خنيفرة للكرة النسوية، حتى لا يكونا مجبرين على الانسحاب من البطولة بتقديم اعتذار ستكون له انعكاسات خطيرة على الكرة الوطنية وعلى صورة الكرة المحلية، علما أن رئيسي الفريقين اتفقا على تقديم هذا الاعتذار جراء الأزمة المالية التي دفعت اللاعبات إلى رفض استئناف التداريب. ومعلوم أن أزمة لاعبات كرة القدم النسوية، بإقليمخنيفرة، ازدادت عمقا واستفحالا، على خلفية توقف نشاطهن الكروي، إثر إيقاف المنافسات الوطنية وإغلاق الملاعب، بسبب ظروف حالة الطوارئ الصحية والإجراءات الاحترازية الناتجة عن تفشي جائحة فيروس كورونا، وهن الآن يواجهن الهشاشة وراء الأضواء التي كانت مسلطة عليهن وهن في قلب الملاعب، وفي هذا الصدد، وبعد أن بحت صرخاتهن الموجهة للجهات المركزية والمجالس الإقليمية والجهوية، فات لجريدتنا أن تسلمت ملتمسا مفتوحا لعامل إقليمخنيفرة قصد التدخل من أجل إنقاذ لاعبات كرة القدم من الوضع الصعب الذي يعانينه، ومن المصير المجهول الذي آلت إليه ظروفهن. ومن بين معاناة كرة القدم النسوية، بحسب رئيس نادي الآفاق الرياضي دائما، فهي كثيرة، ذكر منها «عدم القدرة على تسديد مستحقات اللاعبات والطواقم التقنية والإدارية، وعجزها عن تصفية ديونها المتراكمة على كاهلها لفائدة المطاعم والأكرية وفواتير الماء والكهرباء»، مبرزا أن لاعبات الكرة النسوية يعتبرن من الفئات التي لا تتوفر على أي تغطية اجتماعية ولا بطاقة الراميد، ولم تستفذ لا من دعم الصندوق الخاص بالجائحة، ولا من دعم الجهات المعنية ولا الدولة»، ولو «من باب التعويض عن فقدان الشغل لمدة أربعة أشهر»، سيما أن «اللاعبات لا مورد مالي لهن غير ما يجنيهن من نشاطهن الكروي».