من يوم لآخر تزداد أزمة لاعبات كرة القدم النسوية عمقا واستفحالا، على خلفية توقف نشاطهن الكروي، إثر إيقاف المنافسات الوطنية وإغلاق الملاعب، بسبب ظروف حالة الطوارئ الصحية والإجراءات الاحترازية الناتجة عن تفشي جائحة فيروس كورونا، وهن الآن يواجهن الهشاشة وراء الأضواء التي كانت مسلطة عليهن وهن في قلب الملاعب، وفي هذا الصدد، وبعد أن بحت صرخاتهن الموجهة للجهات المركزية والمجالس الإقليمية والجهوية، تسلمت جريدتنا ملتمسا مفتوحا لعامل إقليمخنيفرة قصد التدخل من أجل إنقاذ لاعبات كرة القدم من الوضع الصعب الذي يعانينه، ومن المصير المجهول الذي آلت إليه ظروفهن. وفي اتصال برئيس فريق نادي الآفاق الرياضي لكرة القدم النسوية، بخنيفرة، محمد العبدي، أكد في ملتمس مفتوح لعامل الإقليم مدى «تأثر كرة القدم النسوية، بالبلاد عموما، خنيفرة خصوصا، من تداعيات الجائحة، وكيف وجدت نفسها أمام عطالة حقيقية»، علما أن «اللاعبات، والطواقم التقنية والإدارية والطبية العاملة بهذا المجال، يعتبرن من الفئات التي لا تتوفر على أي تغطية اجتماعية ولا بطاقة الراميد، ولم تستفد لا من دعم الصندوق الخاص بالجائحة، ولا من دعم الجهات المعنية ولا الدولة»، ولو «من باب التعويض عن فقدان الشغل لمدة أربعة أشهر»، لا سيما أن «اللاعبات لا مورد مالي لهن غير ما يجنيهن من نشاطهن الكروي»، يضيف رئيس النادي المشار إليه. ومن بين معاناة كرة القدم النسوية، بحسب رئيس نادي الآفاق الرياضي، فهي كثيرة، ذكر منها «عدم القدرة على تسديد مستحقات اللاعبات والطواقم، وعجزها عن تصفية ديونها المتراكمة على كاهلها لفائدة المطاعم والأكرية وفواتير الماء والكهرباء»، مبرزا أن المجلس البلدي لخنيفرة فات له أن صادق، في دورة فبراير المنصرم، على منح الفرق، ولعل صرفها ينتظر تأشير عامل الإقليم عليها، بحسب بعض المنتخبين»، ما دفع برئيس النادي إلى التشديد على التماسه من عامل الإقليم «اعتبار الفرق النسوية ضحية تأثيرات الوباء المباشرة، والتدخل للتأشير على صرف هذه المنح»، على الأقل للتخفيف من وطأة الوضعية الصعبة. ورأى رئيس نادي الآفاق الرياضي أنه «من المفروض اعتبار قطاع الرياضة النسوية بالمدينة أشد تضررا بالجائحة»، علما أنه يعاني أصلا من «أشكال التمييز على مستوى الدعم المالي والمنح»، وبينما «عمد المجلس الجهوي بني ملالخنيفرة، وللسنة الثالثة على التوالي، إلى الاجهاز على نصف منح الجمعيات الرياضية، كان على المجلس الإقليمي أن يلزم نفسه بالترفع عن احتقار القطاع الرياضي والثقافي، ويسارع لبرمجة منح الدعم الخاصة بالجمعيات الرياضية لأجل التخفيف من أثار الجائحة على قطاع الرياضة بالإقليم، ومنه كرة القدم النسوية التي تعتبر واجهته الإشعاعية»، يضيف رئيس النادي. وصلة بالموضوع، بلغت صرخات اللاعبات إلى قبة البرلمان، بعدما تضاعفت معاناتهن، اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا، وذلك من خلال سؤال شفوي، وآخر كتابي، تقدم بهما أعضاء من الفريق الاشتراكي بمجلس النواب لوزير الثقافة والشباب والرياضة، عثمان الفردوس، لأجل مطالبته ب «الكشف عن الاجراءات والحلول التي تقترحها وزارته» لدعم كرة القدم النسوية، حيث استعرض أعضاء الفريق، البرلمانيتان فتيحة سداس، حنان رحاب، والبرلماني نبيل صبري، مدى «تأثير توقف المنافسات الرياضية، على الحياة المعيشية والأسرية للعديد من الرياضيات والرياضيين»، ومن ضمنهم لاعبات كرة القدم النسوية.