أغلقت سلطات مراكش، يوم الجمعة الماضي، المساحات الخضراء بالمدينة ومنعت التجمع بها. وجاء هذا القرار في ظل التزايد المقلق لعدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المسجل يوميا على مستوى العمالة. وتجند عناصر السلطة وأعوانها وعناصر الأمن والقوات المساعدة لتنفيذ هذا القرار، حيث وضعت أشرطة في بوابات الحدائق تمنع الدخول إليها، مثلما تكاثفت تحركات عناصر القوة العمومية على امتداد الشوارع وجنباتها التي تضم فضاءات خضراء تستغل كمتنزه من قبل المواطنين لمنعهم من الولوج إليها. وتشهد هذه الفضاءات مع ارتفاع درجة الحرارة بمراكش اكتظاظا كبيرا من قبل مرتاديها الذين يقبلون عليها ليلا. ولوحظ فيها غياب شبه مطلق لأدنى احترام لشروط التباعد التي تفرضها الجائحة، وهو ما يوفر شروطا ملائمة لانتشار العدوى. وأكد عدد من أرباب المقاهي أن السلطة كثفت اتصالاتها بمسيريها يوم السبت لحثهم على الالتزام الصارم بالتباعد الجسدي في صفوف زبنائها و إجراءات الوقاية خلال نقل مباريات عصبة الأبطال، وفي حال عجزهم عن التحكم في ذلك يمنع بثهم لهذه المباريات. وجاء هذا التدخل بعد الاكتظاظ الذي لوحظ بمقاهي مراكش مساء الجمعة خلال مشاهدة مقابلات تدخل في إطار هذه المنافسة الأوروبية. وأوضحت مصادر مطلعة أن سلطات مراكش تتجه لاتخاذ تدابير إضافية أكثر صرامة في الأيام القادمة تماشيا مع مقتضيات حالة الطوارئ الصحية واستجابة لمطلب حماية الصحة العامة وتطويق انتشار عدوى الفيروس الذي أصبح يدفع يوميا بأعداد كبيرة نحو مستشفيات المدينة. ووصف العاملون بمستشفيات مراكش، و خاصة المستشفى الجامعي محمد السادس ومستشفى ابن زهر(المامونية)، أوضاع هذه المؤسسة بفعل الارتفاع الكبير لأعداد المصابين بالفيروس التاجي بالصعبة. مؤكدين أن أقسام الإنعاش تعرف ضغطا غير مسبوق بسبب ارتفاع الحالات الحرجة التي تحتاج إلى التنفس الاصطناعي من ذوي الأمراض المزمنة والمسنين، كما أن طاقتها لم تعد قادرة على استيعاب أعداد الأشخاص الذين ينتظرون إجراء التحاليل المخبرية من المخالطين للحالات التي تأكدت إصابتهم، وفاقم هذا الوضع إصابة العشرات من الأطباء والممرضين بفيروس كورونا خاصة بالمستشفى الجامعي، وشكل مبعث قلق مضاعف للعاملين بهذه المستشفيات وزاد من حدة الضغط عليهم. وحسب إحصائيات المديرية الجهوية للصحة فقد سجلت جهة مراكشآسفي في الفترة الممتدة من السادسة من مساء يوم الجمعة إلى السادسة من مساء يوم السبت، 390 إصابة مؤكدة جديدة، حيث ارتفع العدد الإجمالي للإصابات بفيروس كورونا إلى 4858 إصابة بعدما كان قبل 24 ساعة في حدود 4468. ويخضع للعلاج في مستشفيات الجهة 1071 مصابا بالفيروس 32 منهم في العناية المركزة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 85 حالة. وتتوزع الحالات النشيطة حسب أقاليم الجهة كما يلي : مراكش 961 حالة، اليوسفية 20 حالة، قلعة السراغنة 18 حالة، الحوز 28 حالة، الرحامنة 15 حالة، آسفي 14 حالة، الصويرة 13 حالة، وشيشاوة حالتان.