بين النحلة والنخلة نقطة واحدة فقط ، أو لنقل قطرة ولتكن من عسل. ذلك أنهما معا تفرزانه، غير أن عسل النخلة ألذ .لهذا تشمه الدببة من مسافات بعيدة . ولأن الشاعر من فصيلة الدببة فإنه يبحث عن ذلك العسل حيثما كان . ولاسيما حين يكتب ، سواء في المطبخ أو فوق السرير .ثمة ، دائما ، تتخذ اللغة هيئة غابة نخيل : الأبجدية نخلة ، والحروف ثمار، والنقط شهدات . أهذه أبجدية مسمارية أم امرأة فينيقية ؟ أنا ، كلما تناولت استعارة لحست أصابعي . لا فرق عندي بين نخلة عالية واستعارة بعيدة . ثم إنني ما عدت أقف ، مثل كثير من النقاد ، عند « ماء النص» . ولكن أغمض عيني ، وأقتفي « عسل النص « ، ولا سيما بين الشقوق .