كان فريق الوداد في موعده مع جماهيره العريضة التي ملأت جنبات المركب الرياضي محمد الخامس ليلة أول أمس، برسم الدورة 22 من البطولة الاحترافية، بلوحات فنية رائعة تمثلت في التيفو الذي كان معبراً بالعشق للحمراء، وبالتطلع للفوز بلقب الموسم الحالي، بفوزه على خصمه النهضة الرياضية البركانية بهدفين نظيفين، ومنحه الفرحة والتشبث بالأمل نحو تحقيق الهدف الذي سطره المكتب المسير، بداية الموسم، وراهنت عليه كل الجماهير الودادية التي أمتعت كل المتتبعين بلوحاتها وشعاراتها وحضورها القوي. الجولة الأولى تميزت باندفاع ودادي وضغط قوي للخط الأمامي بواسطة كل من بكاري كوني، رشيد حسني الذي أضاف الشيء الكثير للوداد، وفابريس أونداما، وذلك بغية الوصول إلى شباك الحارس البركاني المرابط، فيما اعتمد المدرب عبد الرحيم طاليب على المرتدات وإغلاق كل الممرات والمنافذ أمام مهاجمي القلعة الحمراء، تجنباً لانسلالهم، سيما وأن طاليب يعرف جيداً كل العناصر الودادية الذين كان يتحمل مسؤولية إدارتهم التقنية الموسم الماضي، ويدرك جيداً الخطة التي ينهجونها. وقد أتيحت لأصحاب الأرض محاولتين سانحتين للتهديف بواسطة فابريس أونداما (د 10) وماليك إيفونا (د 24)، وقد تحمل دفاع البراكنة ضغط الوداديين لغاية الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع (46)، والتي منحت الوداد الهدف الأول بواسطة الإيفواري بكاري كوني، إثر تسديدة قوية من رجل زميله رشيد حسني على مشارف المعترك، ليتدخل الحارس المرابط بنجاح ويتصدي للكرة التي عادت من جديد لرجل كوني الذي هزم الحارس بتسديدة قوية، لينتهي الشوط الأول بتقدم الوداد بهدف دون رد. الجولة الثانية، تحركت من جديد الآلة الحمراء، وضغطت بشكل كبير، محاولة تكسير الدفاع البركاني، وهو ما تأتى لمهاجمي الوداد في الدقيقة (57)، إثر خطأ للاعب الفريق الخصم ممثل الشرق الثاني، اللاعب بنون، بعد تمريرة من رجل رشيد حسني داخل المعترك لزميله فابريس أونداما، والذي أعاد الكرة من جديد لحسني رشيد، هذا الأخير كانت تسديدته كافية لمنح الوداد الثقة في الفوز والطمأنينة في اللقاء، بتوقيعه الهدف الثاني، لتشتعل المدرجات من جديد تعبيراً عن الفرحة، والحضور القوي والمتميز داخل رقعة الملعب، رغم ضيق المساحات وإغلاق المنافذ على مستوى دفاع الفريق البركاني أمام الكردي وفابريس ورشيد حسني، لكنهم أصروا على الوصول إلى شباك المرابط وتمكنوا من تحقيق هدفهم في كسب الرهان وثلاث نقط، مع تأكيد القوة. وقد أقحم جون طوشاك الربان الودادي رضى الهجهوج مكان بكاري كوني، وأمين العطوشي مكان فابريس أونداما، لإعطاء نفس جديد على مستوى الخط الأمامي، لكن دفاع الزوار إلى جانب الحارس كانوا حاضرين، وأبعدوا كل الكرات التي كانت تشكل الخطورة على مرمى الحارس المرابط. أضاف الحكم عادل زوراق الذي قاد اللقاء من عصبة المغرب خمس دقائق كوقت بدل الضائع، لكن النتيجة لم تتغير، ليعلن بذلك عن نهاية المباراة بفوز الوداد بهدفين نظيفين، وتحت تصفيقات وتشجيعات الجماهير الودادية التي ساندت فريقها لغاية صافرة الحكم. وقد صرح للجريدة المدرب المساعد للنهضة البركانية محمد النهاري على أن فريق نهضة بركان كان متعادلا، وحاضراً خلال الجولة الأولى لغاية تلقيه الهدف وبعناصر شابة، لكن قوة الوداد وخبرته كانت حاضرة ومكنته من الفوز، ويستحق ثلاث نقط أمام هذه الجماهير الرائعة التي تستحق كل شيء. للإشارة، فقد عرف مركب محمد الخامس حضوراً أمنياً كبيراً ساهم في تنظيم المباراة قبل وبعد النهاية، مع انسحاب الجماهير الودادية في أجواء تسودها الروح الرياضية ودون تسجيل أية حالة.