تمكن فريق المغرب الفاسي من انتزاع نقطة واحدة وثمينة من قلب المركب الرياضي محمد الخامس، بعدما أجبر عصر أول أمس الأربعاء مضيفه الوداد البيضاوي على التعادل بدون أهداف، في لقاء مؤجل عن الدورة 20 من البطولة الاحترافية، وأمام مدرجات شبه فارغة، بسبب إصرار مشجعي الفريق على الأحمر على مقاطعة مباريات الفريق احتجاجا على طريقة تدبير المكتب المسير لشؤون الفريق. وقد خلف هذا الغياب ردود فعل قوية، مما دفع ببعض الغيورين عن القلعة الحمراء إلى المطالبة برد الاعتبار لفريق الوداد، الذي يعتبر من أكبر الأندية الوطنية بتاريخه وألقابه وأمجاده، حيث انطلقت تحركات منذ أكثر من أسبوع من طرف بعض الجهات الودادية التي تعمل جاهدة لرأب الصدع وإعادة الجماهير الكبيرة الودادية إلى المدرجات. وبالعودة إلى هذه المباراة، التي قادها الحكم عبد الرحيم اليعقوبي من عصبة الشرق، فقد تميزت جولتها الأولى باندفاع ودادي، من خلال العديد من الحملات الهجومية التي قادها ماليك إيفونا (د11) و(د14) إلا أن الحارس عزيز الكيناني كان في المكان المناسب ودافع عن مرماه بقوة. وبادر لاعبو الفريق الفاسي بدورهم إلى خلق بعص الفرص بحثا عن الهدف منذ الدقيقة الرابعة، بواسطة البرازيلي دوس سانطوس، الذي حاول هزم الحارس الوداد عقيد من خلال ضربة رأسية، وبعد تسلمه الكرة داخل المعترك من رجل زميله هشام الفاتيحي. وكاد هذا الأخير أن يوقع هدفا في حدود الدقيقة (42) بعدما انسل من الوسط، لكن محاولته وجدت حارسا يقظا، لتمر الكرة محاذية. ومع انطلاق الجولة الثانية، أقحم مدرب الماص عبد الرحيم طاليب اللاعب النمساوي مكان الرحماني لضخ دماء جديدة على مستوى الخط الأمامي، تغيير سعى من خلاله المدرب الماصوي، الذي واجه فريقه السابق، والذي أشرف على تدريبه في بداية الموسم الجاري، قبل أن يغادره بعد تعرضه لضغط كبير، إلى تحقيق نتيجة إيجابية تعزز فرصه في تأمين بقائه ضمن بطولة الصفوة، ذلك أن رهانه الكبير كان هو تفادي السقوط بمركب محمد الخامس. وقد ارتفع ايقاع المباراة بعد مرور عشر دقائق من هذه الجولة، وذلك من خلال المحاولات التي خلقها الفريقان بغية الوصول للشباك، وكان الحارس الودادي محمد عقيد حاضرا بقوة، ومؤكدا جاهزيته للدفاع عن المرمى الودادي مباراة بعد الأخرى، كما ضغط الوداديون بواسطة فابريس أونداما في أكثر من مناسبة، لكن الحارس الكيناني والدفاع حالا دون بلوغ الكرة الشباك . ومع مجريات هذا الشوط سجل إيفونا ماليك هدفا للوداد، لكن حكم الشرط كانت له وجهة نظره، ورفضه بدعوى تسلل. وقد أقحم المدرب مصطفى شهيد (الشريف) الحواصي مكان ماليك إيفونا، وهو التغيير الذي أعطى شحنة للوداد، بفعل المحاولات التي قادها، والتي خلقت متاعب لدفاع الفاسيين. وقد شهد هذا اللقاء إصابة اللاعب وليد الكرتي بعد اصطدام مع أحد لاعبي الفريق الخصم، ما أجبر المدرب الشريف على تعويضه باللاعب ياسن لكحل، لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي. ورفع فريق الوداد البيضاوي، عقب هذا التعادل، وهو التاسع له في الموسم مقابل 10 انتصارات وسبع هزائم، إلى 39 نقطة في المركز الخامس، فيما انفرد فريق المغرب الفاسي، الذي كان يمني النفس بالفوز للخروج من المنطقة الحرجة، بالمركز الثاني عشر بمجموع 27 نقطة جمعها من ستة انتصارات وتسعة تعادلات و11 هزيمة . وكانت هذه المباراة قد تأجلت بسبب التزام الفريق الفاسي بالمشاركة في دور سدس عشر نهاية مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.