“إن رأيت جدارا يبتسم، وواجهاته تشع ألوانا، في وجه الحزن والحداد، فاعلم أن فرشاة جمعية لمسات فنية قد مرت من هناك”، بهذه “الثقة القوية في الفن”، أطلق عدد من الفنانين التشكيليين من “جمعية لمسات فنية”، بمدينة خنيفرة، وعلى غرار زملائهم الفنانين عبر العالم، مبادرة إبداعية ملموسة، مساهمة منهم في الحرب ضد فيروس “كورونا” اللعين، وذلك برسم جداريات على إحدى المقاطعات الحضرية للمدينة، ومن خلالها جسد الفنانون بريشاتهم لوحات تكريمية لمن هم في الصفوف الأمامية للمعركة، واعترافا بجميلهم، عبر بورتريهات ترمز لعناصر من الصحة والأمن والنظافة والوقاية المدنية. وقالت مجموعة “لمسات فنية”، أنها “جاءت لتنثر ألوان الحياة على أزقة المدينة، وحيطان مؤسساتها وساحاتها العمومية”، وفي زمن كورونا، أبت إلا أن “تكسر الجمود والصمت الذي خلفه الحجر الصحي، وقانون الطوارئ وشبح الجائحة، بالأزقة الشوارع، وأن تعزف سمفونيتها بالشكل واللون، على رأس هذه الفترة العصيبة التي تمر منها البلاد، ومعها كل دول العالم”، ومن الرسومات التي تفننت مجموعة “لمسات” في رسمها، هناك فيروس كورونا في سبيل توثيق هذه الظروف، مع عبارات شكر لأبطال المرحلة، وزهور شقائق النعمان للتعبير عن فصل الربيع والتضامن مع المصابين وتهنئة المتعافين، ثم كمامات للتحسيس بأهمية الالتزام بالتدابير الممنهجة في مواجهة الوباء. وتطمح مكونات الجمعية لترجمة الظروف العصيبة إلى لغة الأشكال والألوان في مواجهة فيروس كوفيد 19 الذي أضحى وباء يهدد البشرية جمعاء، وذلك بإبداع المزيد من الجداريات، لتشمل عددًا آخر من النقاط الرئيسية في المدينة، تكون إرشادية وتحسيسية وتعبيرية، ولو أن توسيع المبادرة يحتاج إلى المزيد من الدعم، علما أن الفنان يسعى دائما إلى المساهمة بالدور المنوط به في محيطه مجتمعه ووطنه، طالما أن “الفن رسالة ووسيلة للتعبير وحالة إنسانية تتولد مع كل اللحظات”، كما جاء على قلم أحد الفنانين، بينما لم يفت أعضاء من “لمسات فنية” توجيه تشكراتهم للمساهمين في الدعم، كمجلس جماعة خنيفرة. ومعلوم أن مكونات جمعية “لمسات فنية” فات لها أن بادرت إلى إنجاز سلسلة من الجداريات بساحات وواجهات، ومؤسسات عمومية وخصوصية، على صعيد مدينة خنيفرة، وذلك من خلال لوحات فنية تشد الانتباه، عبر ما تحتويه من ألوان وصور جمالية، وتحول الأماكن إلى أروقة مفتوحة أمام الجميع، وقابلة للتأمل في جمالية الشكل واللون وصرخات الريشة، وفي بعضها لمسات تسعى إلى مسح الحزن عن جدران المدينة الحمراء، وخلق تكامل بين لونها الأحمر، لون الثورة والمقاومة والحب، وبين باقي ألوان السلم والسلام والحرية والهدوء، ليحدث المعنى، ويتحقق الهدف الذي يضعه الفن على عاتقه كأي مسؤولية أو أي خطاب ثقافي.