الجهاز سيكون ثورة مغربية في المجال الطبي عالميا بعد أن أشرفت شركة «كوسومار» على تمويل صناعة جهاز تنفس ذكي من صنع مغربي مائة في المائة، أجرت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» حوارا مع المدير العام المنتدب للشركة، الذي أبرز انعكاسات هذا الجهاز على حياة مرضى الجهاز التنفسي في زمن جائحة فيروس كوفيد 19، وما بعدها. عن كيفية انبثاق فكرة صنع جهاز تنفس ذكي، عن شركة «كوسومار» أوضح «منير حسن، المدير العام المنتدب للشركة، أن «التفكير كان في شيئين: توفير الكمامات أو أجهزة تساعد على التنفس، لكن لاحظنا بأن المغرب في مجال صنع الكمامات، أصبح رائدا في العالم كله، بعد توجيه وحدات صنع النسيج نحو صناعة الكمامات والتي وفرت الاكتفاء الذاتي للمغاربة، بل أصبحت تصدر خارج المغرب، والكل يتابع تنويه العالم كله بهذا المجهود ، الذي يبذله وطننا المغرب من أجل مكافحة الوباء. أمام هذا بقيت فكرة صنع جهاز تنفس ذكي، والفكرة فرضها الراهن الذي يعيشه المغرب، في ظل جائحة كورونا، التي تعاني من أضرارها كل دول العالم، وحتى تلك التي تعد قوية اقتصاديا وعلميا. ذلك أننا كشركة مواطنة نتابع المجهودات التي يقوم بها القطاع الصحي في مجال محاربة جائحة فيروس كورونا، ووقفنا على الإكراهات التي يعاني منها الأطباء المدنيون والعسكريون وأطر التمريض، خاصة الذين يشتغلون مباشرة في أقسام العناية المركزة، في المستشفيات المخصصة لعلاج المصابين بوباء كوفيد 19، وما يفرضه عليهم العمل في هذه الأقسام من مجهودات لإنقاذ المرضى من صعوبات التنفس التي يخلقها ويضاعفها الوباء، والتي تشكل خطرا على حياتهم». وعن تطوير الفكرة علميا أوضح المدير المنتدب لشركة «كوسومار» أن الجهاز بما أنه منتوج طبي ورغبة من الشركة في أن يكون مغربيا، أفكارا، وصنعا، وإنتاجا، طرحنا الفكرة على مؤسسة «البحث والتنمية والابتكار في العلوم والهندسة» إضافة إلى لجنة طبية مكونة من فريق من جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، وطبيب عسكري من المصلحة الطبية للقوات المسلحة الملكية . وأثمرت أكثر من ثلاثة أسابيع من العمل المستمر، كان دائما، كما هو في البحث العلمي، مبنيا على المشاورات والتجارب للوقوف على دقائق الأشياء ، وهنا لا يجب الحديث عن الجانب المادي في عمل إنساني واجتماعي كبير سيكون له صداه في عالم الطب على المستوى الدولي ، وقد استلهمنا فكرة أولوية إنقاذ الإنسان على الاقتصاد، من كل المبادرات التي أبدعها الملك محمد السادس. وكانت باكورة هذه المجهودات، الوصول إلى النموذج النهائي لجهاز التنفس الذكي، المتعدد الوظائف، والذي تم تجريبه يوم الجمعة 8 ماي على الدمى كما تم اختيار اسم «sircos» له.» وعن مميزات جهاز التنفس الذكي هذا، قال منير حسن إن هذا الجهاز سيبهر العالم كله، وستتحدث عنه كل الأوساط الطبية ،لأنه سيكون فريدا من نوعه، ومن مميزاته أنه سيخفف العبء عن الأطباء بحيث سيعفيهم من التواجد قرب المريض ، الذي يعاني من صعوبات في التنفس ، ذلك أنه متحكم فيه عن بعد ويمكن أن يتم ذلك من منزل الطبيب المعالج ، وأينما كان متواجدا، خاصة وأننا نعرف بأن الأطباء الآن هم خارج بيوتهم، بسبب التواجد داخل المستشفيات، أو في الأماكن المخصصة لإقامتهم، كما أن الطبيب يمكن أن يتابع حالة ثلاثة مرضى دفعة واحدة عن بعد، وبما أنه ذكي ومتطور فإنه متنقل ويصفي الأكسجين ويركزه إلى درجة أن الأكسجين تصبح نسبته 80 في المائة والأزوت 20 في المائة، وذلك عكس ما هو موجود في الطبيعة، يضاف إلى ذلك أنه يتحكم في صبيب الأكسجين حسب حاجة المريض إليه.» وعن بداية التصنيع أكد المدير العام المنتدب «لقد تم إيداع براءة الاختراع على مستوى المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، ونتمنى أن نحصل على شهادة المطابقة في أسرع وقت ممكن لنشرع في عملية التصنيع». وبخصوص الشركة التي ستصنع جهاز التنفس الذكي ،أضاف منير حسن «الكل يعلم بأن هذا الجهاز، يدخل في إطار الصناعات الطبية الشيء الذي يفرض اختيار مواد عالية الجودة ونبيلة بهذا المفهوم، ولهذا فهناك ثلاث شركات مغربية تتنافس على ذلك وقد سلم لها النموذج وبطبيعة الحال سيقع اختيارنا على الشركة التي ستعطي أحسن منتوج» وبما أن صنع جهاز التنفس الذكي ليس الأول في تاريخ شركة «كوسومار» حدثنا المدير العام المنتدب عن الأعمال التي تقوم بها الشركة لصالح الفلاحين المنتجين للشمندر السكري وقصب السكر وأوضح «من أبرز ما قمنا به قبل صنع جهاز تنفس ذكي، أننا جعلنا الفلاح يطبق التباعد الاجتماعي من خلال تسليمه بطاقة إلكترونية، تجعله يدبر كل العمليات الخاصة بتتبع منتوجه من الشمندر من منزله، ولم يعد في حاجة إلى التنقل إلى الحقل أو المعمل، أو أثناء نقل منتوجه، كل شيء أصبح مدبرا عن بعد، وحتى واجباته المالية ترسل إلى حسابه البنكي، ويعد هذا الإجراء مهما في الالتزام بطوارئ الحجر الصحي، الذي فرضه وباء فيروس كورونا. وبعيدا عن هذا الإجراء نعمل الأن على صنع جرار صغير بتكلفة قليلة جدا ستكون في متناول الفلاح الصغير، وبإمكانه استعماله في الأعمال الفلاحية ونقل منتوجاته ، بالإضافة إلى أن كل الفلاحين المنتجين للشمندر، في كل الجهات، يستفيدون من التغطية الصحية، لهم ولكل أفراد الأسرة، وهنا ندعوهم إلى الالتزام بالبقاء في منازلهم حفاظا على سلامة أنفسهم ومساهمة في المجهودات الكبيرة التي تقوم بها الدولة من أجل القضاء على وباء فيروس كورونا».