الدكتور فوزية كموح (*) مع اتساع رقعة انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، تم تخصيص العديد من الأسرّة لاستقبال المرضى بمستشفى الحسني بالدارالبيضاء، مما جعلنا كمصلحة لطب الأم والطفل، وبشراكة مع القطاع الخاص، ننتقل للعمل بمصحة الياسمين بتنسيق مع أطر مصحة غاندي، وفي ظل الأرقام المؤلمة التي كانت تطالعنا بين الفينة والأخرى للإصابات أو الوفيات، كانت هناك معطيات أخرى تبعث على الأمل والتفاؤل، لا تتعلق بتعافي المرضى، وإنما بولادات جديدة رأت النور في زمن الكورونا، وتلقت رعاية كبيرة جدا، إذ وضعت نساء حوامل 150 رضيعا، ما بين 30 مارس و30 أبريل، وتم إجراء 22 عملية ولادة قيصرية في الياسمين، و30 عملية قيصرية في غاندي إضافة إلى 30 ولادة عادية بهذه الأخيرة، مع التكفل بمولودين من المواليد الخدج، في الوقت الذي كان يعاني فيه أربعة من الرضع بشكل عام من مضاعفات تنفسية، أمكن التحكم فيها، بفضل تعبئة الموارد البشرية والتجهيزات التي كانت متوفرة. لقد كان الهدف من الانتقال من مستشفى الحسني لمواصلة الاشتغال في مصحة، كما هو الحال بالنسبة للمستشفى النهاري لفحص الرضع والأطفال، والقيام بعمليات للولادة، الطبيعية والقيصرية، والتكفل بالرضع العاديين أو الخدج أو المصابين بتعفنات أو مضاعفات صحية، هو أن يتم إنقاذ الحوامل مبكرا، وإبعادهن عن مسار «كوفيد 19»، وأن يحظين برعاية أكثر هن ومواليدهن. هذه الولادات، أشرف عليها طاقمنا المكون من 3 أطباء مختصين في أمراض النساء والولادة الذين يشتغلون وفقا للتوقيت العادي ويتجهون بعد ذلك صوب مستشفى عمومي آخر، إلى جانب 8 مولّدات وطبيبة عامة، فضلا عن الأطر الطبية والتمريضية التابعة لمصحة الياسمين وغاندي، التي لم تدخر جهدا في تقديم العون والدعم لكي يرى هؤلاء الرضع النور، وأن يتم إنقاذهم وإنقاذ حياة أمهاتهم، مجسدين صورة نموذجية للشراكة بين القطاع العام والخاص، دون أن ننسى الدور الكبير لعاملات النظافة وحراس الأمن الخاص، فالكل يشتغل كفريق واحد، مجنّد في زمن الجائحة الوبائية، لكي يساهم في أن ترى النور حياة جديدة في كل لحظة. (*) رئيسة قسم طب الأم والطفل بمستشفى الحسني بالدارالبيضاء.