عدة حالات انتحار شهدتها مناطق مختلفة من البلاد، خلال أول رمضان، لأشخاص بأعمار مختلفة وظروف مثيرة، فيما تعددت ملابسات وأسباب وطرق انتحارهم، ومنها التي تعددت في شأنها التأويلات والاحتمالات والكثير من الغموض، علما أن الأسبوع الفائت سجل عدة حالات انتحار على مستوى البلاد، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، حالة انتحار أب لثلاثة أطفال (خياط) بإقليمإفران، وبعده أب لطفلين (مياوم) بذات الاقليم، ثم تلميذة بتاهلة، وخمسيني بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء، وشاب بجماعة الصباح بالصخيرات وغيرها. بتيفلت، إقليمالخميسات، اهتز الرأي العام المحلي، ليلة أول أيام رمضان، لهول خبر إقدام أستاذ للرياضيات، يبلغ من العمر 43 سنة، على وضع حد لحياته شنقا، بواسطة حبل ثبته بمصباح سطح منزله، وذلك في ظروف غامضة نسجت حولها الكثير من التكهنات والآراء المتضاربة، ومن خلال المعطيات الأولية فالمعني بالأمر أب لطفين، ويشتغل قيد حياته أستاذا بإحدى الثانويات الإعدادية بالمدينة، وتحديدا بحي الرشاد، وفور إشعار السلطات الأمنية والمحلية بالواقعة المأساوية، هرعت عناصر منها لعين المكان. وبالمنزل الكائن بحي الدالية، جرت معاينة الجثة المعلقة، مع مباشرة ما يجب من الإجراءات القانونية المعروفة، تحت اشراف النيابة العامة المختصة، قبل نقل جثة الهالك إلى مستودع الأموات قصد إخضاعها للتشريح الطبي، وبقدر ما هزت الواقعة أوساط الشغيلة التعليمية بالمنطقة، يجري المحققون تحرياتهم اللازمة للوقوف على أسباب إقدام الهالك على إنهاء حياته، مقابل استبعاد مصادر تربوية من المنطقة، في تصريحات إعلامية، أن تكون دوافع الانتحار لها علاقة بمشاكل اجتماعية أو أسرية أو حتى مادية. وعلى تراب إقليمشفشاون، استيقظت ساكنة دوار تمايلت بجماعة أمتار، على وقع إقدام امرأة، غير متزوجة، في عقدها الخامس، وتشكو من إعاقة جسدية، على وضع حد لحياتها شنقا، في ظروف غامضة، خلال الساعات الأولى من صباح السبت، فاتح رمضان، 25 أبريل 2020، وذلك باستعمال حبل قامت بربطه في جذع شجرة، حيث ظلت جثة هامدة إلى حين اكتشف أمرها أحد القاطنين بالدوار، هذا الأخير الذي أشعر عون السلطة الذي أخطر السلطات المحلية ومصالح الدرك الملكي. وبعد انتقال السلطات المعنية لعين المكان الذي يقع بجوار منزل أسرة الهالكة، تمت معاينة الواقعة وتسجيل محضر رسمي في شأنها، مع تضمينه ما تم جمعه من شهادات وأقوال الأسرة والمحيط، قبل نقل جثة المعنية بالأمر صوب مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس لشفشاون، لأجل إخضاعها للتشريح الطبي بغاية تحديد ملابسات وأسباب الحادث، فيما تجري التحريات والتحقيقات لنفض الغموض عن تفاصيل الحادث الذي ما يزال رهين مجموعة من الاستفهامات العالقة. أما بتطوان، فلم يتوقف حديث الشارع المحلي عن تداول فاجعة إقدام فتاة، لا يتجاوز عمرها 15 ربيعا، على الانتحار، ظهيرة يوم السبت 25 أبريل 2020، بحي زيانة، عبر الرمي بنفسها من الطابق السادس للعمارة التي تقطن بها، والوقوع بقوة شديدة على شرفة أحد الجيران، حيث فارقت الحياة في حينه، قبل وصول سيارة الإسعاف، وأفادت المعطيات المتوفرة أن الفتاة، كانت قيد حياتها تتابع دراستها بمؤسسة تعليمية خاصة بتطوان، فيما أجمعت مصادر إعلامية محلية أنها تتابع العلاج لدى طبيب اخصائي في الأمراض النفسية. وفور معاينة أثار الواقعة من طرف السلطات المعنية، تم نقل جثة الفتاة لمستودع الأموات بمستشفى تطوان، لأجل إخضاعها للتشريح الطبي وفق القوانين الممنهجة، موازاة مع فتح تحقيق تفصيلي في الواقعة لتحديد ظروفها وملابساتها وحيثياتها، ورغم ما تم تداوله من أقوال تفيد أن الهالكة التي تشكو من معاناة نفسية لم تتحمل ظروف الحجر المنزلي، تبقى الأسباب، إلى حدود الساعة، متضاربة، وقد كان طبيعيا أن تخلف نهاية الفتاة حزنا وألما عميقين بين أوساط زملائها ومعارفها وجيرانها، وكل الرأي العام الذي تابع الفاجعة. وفي مدينة القصر الكبير، أقدمت سيدة على محاولة انتحار، في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت، أول أيام شهر رمضان أيضا، وذلك برمي نفسها من الطابق الثاني لمنزل أسرتها، الكائن بحي الأندلس، وهي امرأة متزوجة، تبلغ من العمر حوالي 48 سنة، وأم لخمسة أطفال، وبينما بقيت ظروف ودوافع المحاولة مجهولة، عزت مصادر متطابقة الأسباب إلى أوضاع مادية تعانيها المعنية بالأمر، وأثرت عميقا على حياتها الاجتماعية والأسرية، فضلا عن بعض المعاناة النفسية التي تقاسيها. وبالتزامن مع قيام السلطات الأمنية المختصة بفتح تحقيقاتها في الحادث للكشف عن التفاصيل والدوافع الحقيقية لمحاولة الانتحار، كانت المعنية بالأمر قد نُقلت، في حالة حرجة، إلى مستشفى القرب بالقصر الكبير، ومنه إلى المستشفى الإقليمي بالعرائش، حيث تلقت ما يلزم من الاسعافات والعلاجات الضرورية التي أعادت بها إلى الحياة من جديد، وإلى أبنائها الخمسة الذين كانوا سيعيشون اليتم والتيه، فيما استقبل جيرانها، بفرح كبير، خبر نجاتها من الموت في هذه الظروف العصيبة. + صورة: جثة