تضع الدراسات قاعدة ذهبية تسمح لمرضى القلب بممارسة الجنس دون مخاطر، تتلخص في قيس قدرة القلب على تحمل صعود السلالم كاختبار لمدى استعداده تجاوز مرحلة الجماع بأمان، لكن لا تبدو هذه القاعدة ذات نفع في حالة الخيانة، التي تترافق عادة مع ارتفاع نسبة الأدرينالين ومستوى ضغط الدم. توصل فريق من الباحثين الألمان إلى أن الرجال الذين يمارسون الجنس خارج إطار الزواج، أي ما يعبر عنه بالخيانة الزوجية، معرضون أكثر من غيرهم للموت بسكتة قلبية. وأرجعوا ذلك إلى أن ممارسة الجنس خفية أو مع عشيقة تزيد من ضغط الدم، وبالتالي تشكل خطورة على مريض القلب. وأظهرت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون إيطاليون بجامعة فلورنسا أن الرجال الذين يخونون زوجاتهم هم أكثر عرضة لتعرض للأزمات والنوبات القلبية المفاجئة مقارنة بغيرهم من الأزواج المخلصين. وقال الباحثون إن ظاهرة الوفاة بعد المعاشرة الجنسية التي ظهرت بين الرجال الذين يقومون بخيانة زوجاتهم مع العشيقات بعيدا عن أجواء المنزل والعائلة، قد انتشرت مؤخرا بصورة أكبر مقارنة بالأزواج المخلصين. ولفت الباحثون الانتباه إلى أن الأسباب الرئيسية لهذا العارض ليست واضحة تماما، مرجحين أن الشعور بالذنب والضغط النفسي الذي يقع على عتق الرجال إبقاء للعلاقة طي الكتمان، إضافة إلى محاولة إرضاء العشيقات صغيرات السن بتلبية مطالبهن التي لا تنتهي، كلها أسباب تؤثر على صحة قلوب الرجال. ووجدوا أن كلا من النوبات القلبية المميتة وغير المميتة كانت نادرة نسبيا عند الرجال المخلصين مقارنة بالخائنين. الأخصائيون يشيرون إلى أن التخلي عن ممارسة الجنس بعد الإصابة بمرض قلبي قد يكون مبالغا فيه واقترح القائمون على الدراسة التي نشرت في مجلة ?الطب الجنسي?، أن تأنيب الضمير قد يكون سببا رئيسيا في اعتلال القلب، لافتين الانتباه إلى أن العديد من العوامل الشخصية، الجنسية والبيولوجية مرتبطة بالعلاقات التي تقع خارج نطاق الزواج. وتقعد الإصابة بأمراض القلب الكثيرين عن ممارسة نشاطات تزيد من معدل دقات القلب، ولا سيما المعاشرة الزوجية. لكن يقول الإخصائيون إن التخلي عن ممارسة الجنس بعد الإصابة بمرض قلبي قد يكون مبالغا فيه. وفي وثيقة مشتركة، تقول كل من جمعية أطباء القلب الأميركية وجمعية أطباء القلب الأوروبية إن ما نسبته 0.9 بالمئة فقط من مجموع حالات مرضى القلب تعرضت لسكتة قلبية أثناء ممارسة الجنس، وذلك بعد إجراء دراسة في هذا المجال. ويعدد الأطباء بالجمعيتين بعض النصائح لقلب ينبض حتى بعد الجماع، وتتلخص في: التقبيل والمداعبة ببطء. وإذا ما حصل ذلك دون مشاكل، فيمكن الانتقال إلى الإشباع الجنسي عن طريق وسائل أخرى غير المباشرة الكاملة. ثم إذا ما مرّ ذلك دون أن يشكو المريض من مشاكل أو إزعاج، فيمكن في الخطوة التالية ممارسة الجنس بشكل طبيعي. ومن يعاني من مرض قلبي صعب، يمكنه اللجوء إلى أدوية تخفض نبضات القلب أثناء الجماع. وأظهرت الدراسات الدقيقة أن 1 من كل 100 نوبة قلبية تنشأ عن طريق النشاط الجنسي. أما بالنسبة إلى خفقان القلب المميت فإن هذا المعدل أقل، إذ يصل إلى 1 من كل 200 حالة، أي بمعنى آخر، فإن خطر تعرض رجل سليم عمره 50 سنة لنوبة قلبية في أي وقت من الأوقات يصل إلى 2 من المليون، مقارنة بالرجال المصابين بأمراض القلب فإن الخطر يزيد 10 مرات، ولكن حتى هؤلاء فإن تعرضهم لنوبة قلبية خلال ممارستهم الجنس هو 20 من المليون. وهذه معدلات جيدة. النوبات القلبية المميتة وغير المميتة كانت نادرة نسبيا عند الرجال المخلصين مقارنة بالخائنين بيّن العلماء أن الرجال يستنفدون طاقة عند تفكيرهم وحديثهم عن الجنس أكثر من الطاقة التي يبذلونها أثناء ممارستهم له، إذ خلال ممارسة الرجل للجنس لا يزيد معدل ضربات القلب عن 130 دقة في الدقيقة، بينما يظل ضغط الدم الانقباضي (وهو القراءة العليا لضغط الدم التي تسجل عندما يضخ القلب الدم) له أقل من 170 ملم زئبق. وتزيد كل من الإثارة الفكرية والتمارين البدنية عادة من مستويات الأدرينالين مما يمكن أن يحفز على ظهور حالات النوبة القلبية، الخفقان واضطراب إيقاع ضخ القلب للدم. ويقول الناطق باسم اتحاد أطباء القلب الألماني هيريبرت بروك، لموقع «شبيغل» الإلكتروني: إن فرصة الإصابة بالسكتة القلبية أعلى أثناء مشاهدة مباراة لكرة القدم، مبينا ذلك بأن دقات القلب لا تزيد عن 130 دقة بالدقيقة أثناء ممارسة الجنس، بينما تم تسجيل معدل نبضات يبلغ 170 نبضة بالدقيقة أثناء مباراة نهائي كأس أمم أوروبا (تشامبيونزليغ) العام الماضي. ويشير بروك إلى قاعدة بسيطة، ألا وهي أن من يستطيع صعود السلالم دون مشاكل كبرى، يمكنه ممارسة الجنس دون مخاطر.