باحثون يقوضون الاعتقاد السائد بأن أسباب الخيانات الزوجية ناتجة عن أمراض نفسية أو دوافع اجتماعية بتأكيدهم على أنها وراثية بالأساس. 40 بالمئة من النساء لعبت الوراثة دورا كبيرا في عدم إخلاصهن للشريك ربطت دراسة جديدة بين العوامل الوراثية وتعدد العلاقات الجنسية، وذلك بعد أن عثر علماء على مجموعة من الجينات تعمل سويا على تحفيز الإنسان على الخيانة الزوجية. وأكد الباحثون أن الحمض النووي ?دي إن إيه?، الذي يورث الأبناء بعض الصفات من آبائهم يمكن أن يحمل إليهم أيضا نزعة الإخلاص أو الخيانة. وأشارت الدراسة التي أجريت على عينة من الرجال والنساء غير المخلصين، إلى أن 40 بالمئة من النساء و63 بالمئة من الرجال لعبت الجينات الوراثية دورا كبيرا في عدم إخلاصهم للشريك. وقال برندان زيتش الباحث الذي أشرف على الدراسة بجامعة كوينزلاند الاسترالية إن الجينات الوراثية لها تأثير كبير على الإخلاص للشريك، وهذه الجينات في الغالب تكون متوارثة من الآباء. وسبق أن قوض علماء بريطانيون الاعتقاد السائد بأن أسباب الخيانات بين الرجال والنساء ناتجة عن أمراض نفسية أو دوافع اجتماعية، مؤكدين أنها وراثية بالأساس. وقال تيم سبيكتور من وحدة أبحاث التوائم بمستشفى سانت توماس بلندن إن لديه أدلة على وجود عنصر جيني في الخيانة، غير أنه لم يعلن صراحة عن وجود جين واحد للخيانة. وأوضح ?من غير المحتمل أن يكون هناك جين معين للخيانة. ولكن يمكن أن تكون هناك مجموعة من الجينات التي تساهم في الخيانة، أي أن عددا من الجينات تعمل سويا0. أما ع221,,لماء النفس فيرون أن الجينات وحدها لا تحدد ما إذا كان من المحتمل أن يصبح الشخص خائنا أم لا، فالعوامل الاجتماعية تلعب أيضا دورا كبيرا في ذلك، والطفل الذي يدأب على رؤية أمه أو والده يخونان، من السهل عليه أن يقلد نفس السلوك عند الكبر. ونبهوا إلى ضرورة عدم الاستخفاف بأهمية العلاقة الحميمية بين الزوجين والتمسك بالمعتقدات القائلة أن الحياة الزوجية تقوم على أسس أعمق من الجنس. وأوضحوا في الدراسة التي نشرها معهد الصحة النفسية في براغ أن الرجال لا يكفيهم ممارسة الجنس بشكل متكرر، وأنهم قد يخونون زوجاتهم جراء الروتين والنمطية في علاقاتهم الحميمية. وكانت إحدى الدراسات العربية قد أكدت أن العلاقة الجنسية تحتل مرتبة رئيسية ضمن أولويات الحياة الزوجية، متقدمة على الكثير من الأمور الأخرى. ونبه المشرفون عليها إلى وجود العديد من الأسباب التي يمكن أن تدفع الأزواج إلى الخيانة، وفي مقدمتها عدم الشعور بالاهتمام والتقدير من الشريك. ودعوا الأزواج إلى عدم الانشغال فقط بمشاكل الحياة اليومية، وإهمال الجوانب العاطفية في حياتهم التي هي اللبنة الأساسية لصمود الأسرة ولديمومة الزواج. وأشاروا إلى أن من أهم أسباب الخيانة هو التعويض عن الفتور العاطفي الذي يواجهه الشريك في علاقاتهم الجنسية، وأن الفرق بين الشريك المخلص والشريك الخائن يكمن في مدى الإشباع العاطفي الذي هو أساس التوافق النفسي بين الزوجين. ولكن مها تعددت الدوافع لارتكاب الشريك للخيانة، فالمخلفات يمكن أن تكون وخيمة حسب ما يرجح بعض العلماء، الذين اكتشفوا ازدياد حالات الوفاة بين الرجال الذين يقدمون على خيانة زوجاتهم مع العشيقات بعيدا عن أجواء المنزل والعائلة. ولفتوا إلى أن الأسباب الرئيسية ليست واضحة بالقدر الذي يجعلهم يجزمون بهذه النتيجة، مرجحين أن الشعور بالذنب والضغط النفسي اللذين يقعان على الرجال لإبقاء العلاقة في طي الكتمان، بالإضافة إلى إرضاء مطالب العشيقات صغار السن التي لا تنتهي، كلها أسباب تؤثر على صحة قلوبهم. وربط الباحثون بين حدوث النوبات القلبية وبين العلاقات التي تكون خارج نطاق الزوجية، ووجدوا أن كلا من النوبات القلبية المميتة وغير المميتة كانت نادرة نسبيا عند الرجال المخلصين بينما أصيب بها الرجال الخائنون.