عبّر مهتمون بالشأن الصحي عن قلقهم من إمكانية عودة انتشار حالات الإصابة بداء الحصبة أو ما يعرف ب «بوحمرون» في المشهد الصحي المغربي، مؤكدين على أن التخوفات تتمثل في تداعيات المرض القاتلة، سيما بعد «الصحوة» التي ميزت المرض مؤخرا، وذلك بعد وفاة رضيع يبلغ من العمر 18 شهرا يوم الأربعاء الفارط ببرلين الألمانية، وهو نفس اليوم الذي أقفلت فيه إحدى المدارس الابتدائية أبوابها خوفا من انتشار العدوى كخطوة وقائية، في الوقت الذي سجلت فيه 570 حالة إصابة على مستوى المدينة منذ شهر أكتوبر الفارط. ولم تكن حالات الإصابة بالحصبة هاته الوحيدة، بل سبقتها أخرى بالولايات المتحدةالأمريكية بعد تسجيل 104 حالة انطلقت فصولها نهاية شهر دجنبر الفارط من «ديزني لاند»، التي كانت فضاء لانتقال العدوى، ثم فرنسا التي سجلت 267 حالة في 2014، بالإضافة إلى دول عربية كما هو الحال بالنسبة لمصر، وتحديدا بمنطقة سيوة في الجنوب، التي سجلت فيها 6 وفيات و139 حالة إصابة، بفعل تعرض الضحايا لالتهاب رئوي تسببت فيه الحصبة. بالمقابل أكد مصدر من وزارة الصحة أن السنة الحالية 2015 هي سنة القضاء النهائي على مرض الحصبة وذلك بعد إطلاق حملة في شهر مارس من سنة 2013 هي الثانية من نوعها بعد حملة سنة 2008، وذلك للوصول إلى نسبة 95 في المائة من الملقحين على الأقل، من مختلف الفئات العمرية، أطفالا ومراهقين من الفئات المستهدفة، والذين يتراوح سنهم ما بين 9 أشهر و 19 سنة، إذ كان الهدف هو رفع سن المستفيدين لأول مرة كخطوة وقائية من أجل القضاء النهائي على المرض، هذا في الوقت الذي عرف المغرب خلال سنة 2012 تسجيل 668 حالة مرضية بداء الحصبة، أي بانخفاض في عدد الإصابات مقارنة بسنوات خلت. واقع ميداني وإن لم ينفه عدد من المهتمين، إلا أنهم أكدوا على ضرورة عدم الاطمئنان وإلى تحلي وزارة الصحة باليقظة وتتبع الوضعية الوبائية للمرض التي تتطور وتنتشر في العديد من الدول، ضمنها بلدان مجاورة. ويعد الحصبة أو داء «بوحمرون»، وفقا لما هو متعارف عليه بالعامية، من الأسباب الرئيسية في وفيات الأطفال، وذلك على الرغم من توفر لقاح مأمون وعالي المردودية للوقاية من الداء، وكانت منظمة الصحة العالمية قد أشارت إلى انه في 2011 تم تسجيل 158 ألف حالة وفاة بسبب هذا المرض في جميع أنحاء العالم، أي بمعدل 430 حالة وفاة في اليوم، أو 18 حالة وفاة في الساعة.