اليوم جل المؤسسات التعليمية بالمغرب مغلقة حتى إشعار آخر. وضع جديد وطارئ تفرضه كورونا على الحياة اليومية للمغاربة بكل تبعاتها، حالة ارتباك والتباس وخوف من المجهول يتملك الجميع ،وأسئلة كثيرة تتناسل بين الصواب والخطأ. لكن الاكيد اننا أمام حدث طارئ يتطلب من الجميع التحلي بروح المسؤولية الجماعية والمواطنة لمواجهته. ومن أهم التساؤلات التي تشغل بال المغاربة اليوم، كيف يمكن لأبنائها متابعة دراستهم عن بعد، وهل تتوفر تقنية التعليم عن البعد للجميع؟ وزير التربية الوطنية سعيد امزازي، أوضح ان بوابة إلكترونية خاصة بتوفير الدروس عن بعد ستكون في خدمة التلاميذ، مشيرا إلى أن القناة الرابعة ستنقل الدروس لتلاميذ المدارس العمومية وتلاميذ العالم القروي، الذين لا يتوفرون على خدمات الإنترنت أو أجهزة الحاسوب ، و أنه جرى تكليف أطقم تقنية بوزارة التربية الوطنية لإطلاق دينامية رقمية على مستوى إنتاج المحتويات الرقمية بعد حوالي أسبوع. مشددا على أن الأولية في المرحلة الأولى بخصوص الدراسة عن بعد ستركز على المستويات الإشهادية لاجتياز الامتحانات في أحسن الظروف، وأنه مباشرة بعد استئناف الدراسة، سيتم إطلاق برامج التقوية والدعم حتى يجتاز التلاميذ الامتحانات في ظروف جيدة. من جهته، أكد إدريس عويشة، الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي، أن الجامعات ستضع كل ما هو متوفر لديها من دروس على مواقع الكليات والجامعات ، وأن دروس الطلبة، أيضا، ستُبث عبر القناة التلفزية الرابعة وتقنيات الفيديو. وكان بلاغ للوزارة قد أكد أنها ستتخذ جميع التدابير من أجل ضمان الاستمرارية البيداغوجية عن طريق كل ما يمكن توفيره من موارد رقمية وسمعية بصرية وحقائب بيداغوجية لازمة لتوفير التعليم والتكوين عن بعد، بغية تمكين المتعلمات والمتعلمين من الاستمرار في التحصيل الدراسي و أن ” المنصة التي اعتمدتها الوزارة سيتم الاعلان عن كيفية الاشتغال بها الأسبوع المقبل، وستكون مفعلة ابتداء من يوم 23 مارس الحالي، وستمكن تلاميذ الامتحانات الاشهادية المستوى السادس ابتدائي الثالث إعدادي والسنة الثانية باكالوريا من الاستفادة من دروس في المرحلة ماقبل العطلة الربيعية ودروس الدعم والتقوية”. البلاغ اكد أيضا على ضرورة “انخراط ومساهمة الأطر التربوية والإدارية في مواجهة هذا الوضع الاستثنائي، بشكل فعال ومكثف في جميع التدابير التي سيتم اتخاذها من أجل ضمان الاستمرارية البيداغوجية عن طريق كل ما يمكن توفيره من موارد رقمية وسمعية بصرية وحقائب بيداغوجية لازمة لتوفير التعليم والتكوين عن بعد بغية تمكين المتعلمات والمتعلمين من الاستمرار في التحصيل الدراسي.كما التزم بإطلاع المواطنات والمواطنين بكافة المستجدات المتعلقة بهذه الظرفية الاستثنائية عبر جميع القنوات المتوفرة لديها”. وكان رئيس الحكومة ،سعد الدين العثماني في لقائه التواصلي مع المغاربة يوم السبت الماضي قد شرح دواعي توقيف الدراسة ” لتفادي المخاطر في المستقبل” هذا التوقيف الذي لايعتبرعطلة للسفر أو التجمع التي هي من أسباب انتقال المرض. وأكد على أن ضرورة انخراط الأسرة في هذه العملية التي وضعتها الوزارة، و التواصل مع الأساتذة والمؤسسات لإنجاح الفترة . أمام هذا الوضع المنفتح على كل الاحتمالات ،تعيش الاسر المغربية حالة من الارتباك والالتباس حول مدى تفاعل ابنائها مع هذه الاجراءات، خصوصا في بعض الاسر التي لاتتوفر على تغطية شبكة الانترنيت ولا كيفية الولوج الى برامجها . في الوقت نفسه الذي تتعالى أصوات بعض أسر تلاميذ التعليم الخصوصي حول ضرورة انخراط هذا النوع من التعليم في تقنية تقديم الدروس لأبنائهم عن بعد، خصوصا وأنهم دائما مطالبون بتأدية واجبات التمدرس في وقتها وآن الاوان أن تتحمل هذه المؤسسات مسؤولياتها في عدم انقطاع ابنائها عن دروس مؤدى عنها . وإذ تقدم الوزارة هذه المعطيات، فإنها تجدد التأكيد على أن توقيف الدراسة لا يعني مطلقا إقرار عطلة مدرسية استثنائية، وإنما ملازمة التلاميذ منازلهم ومتابعة دراستهم عن بعد عوض الدروس الحضورية، كما ستحرص الوزارة على التواصل المستمر مع أسرة التربية والتكوين والرأي العام الوطني في هذا الشأن عبر بلاغات رسمية وكذا عبر قنواتها التواصلية المؤسساتية.