أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنه لولا الدعم اللوجيستيكي المقدم من طرف القوات المسلحة الملكية المغربية لما قدر لمناورات «فلينتلوك» أن ترى النور هذه السنة، التي تأثرت بسبب الأنشغال العسكري الأمريكي بمنطقة الشرق الأوسط خاصة مع تنامي حدة التوتر مع إيران. ويشارك المغرب في هذه المناورات العسكرية السنوية والتي تجري في موريتانيا والسينغال، والتي يشارك فيها 1600 جندي من دول إفريقية وغربية، وذلك بهدف "تعزيز قدرة الدول الإقليمية الشريكة في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية وحماية حدودها وضمان أمن شعوبها»، حسب الخارجية الأمريكية. وفرض التوتر القائم مع إيران ضغوطًا غير متوقعة على الموارد العسكرية الأمريكية في الساحل، تقول واشنطن، وقال المسؤولون الأمريكيون إنه نظرًا لذلك لم توفر القوات الأمريكية المشاركة في هذه المناورات سوى طائرة واحدة تابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز C-130، وهي طائرة خاصة بالشحن والنقل، غير أنه في اليوم الثاني من التمرين أصيبت بعطب ليجد عدد من الصحفيين وكذلك ضباط أمريكيون وأجانب أنفسهم محاصرين وقد تقطعت بهم السبل لمدة أربعة أيام في السنغال، قبل أن تتدخل القوات المسلحة الملكية لتوفير طائرات إضافية من نوع C-130، وقالت واشنطن إنه لولا هذا الدعم المغربي لما تم إجراء هذه المناورات. أما عن أهداف هذه المناورات، فتؤكد الخارجية الأمريكية أن التهديد الإرهابي في منطقة الساحل تزايد أكثر من أي وقت مضى. فعلى الرغم من وجود 4500 جندي فرنسي وقوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة قوامها 13000 جندي، إلا أن الهجمات الإرهابية تزايدت في الأشهر ال 18 الماضية. وأضافت أن منطقة الساحل شهدت تصاعدا غير مسبوق في هذه الهجمات التي أدت إلى مقتل ما يقارب من 2600 شخص خلال حوالي 800 هجوم إرهابي، وأغلبها استهدف بوركينا فاسو، وخاصة من الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيم داعش في الصحراء الكبرى، وهو ما أصبح يفرض تعاونا بين مختلف الدول المعنية لمواجهة هذه التهديدات. من جهته، قال الجنرال ستيفن تاونسيند، قائد قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا، إنه أمام هذه التهديات لا يمكن لدولة واحدة أن تواجهها، مؤكداً أنه «بمشاركة أكثر من 1600 جندي من أكثر من 30 دولة، سيعمل تمرين المناورات العسكرية على بناء القدرات وتحسين الاستعداد وتمكين نهج دولي للتعامل مع هذه التحديات المشتركة». وبحسب الخارجية الأمريكية فإن هذه التمرين العسكري يهدف إلى تعزيز جاهزية القوات الشريكة الرئيسية في جميع أنحاء شمال إفريقيا وغربها في مواجهة التنظيمات الإرهابية، ولحماية حدودها وتوفير الأمن لشعوبها. وقالت الخارجية الأمريكية إن الإرهابيين يسعون إلى توسيع نفوذهم في إفريقيا، وأن الوسيلة الأمثل للتصدي لهذه الجماعات هي من خلال الشراكة مع الأفارقة والشركاء الدوليين، لتأسيس قوة موحدة يمكنها منع ما وصفته ب «انتشار سرطان التطرف العنيف».