بعد سنة ونيف من المعاناة والترحيل القسري من منازلهم، وحرمانهم من حقوقهم التعاقدية ضدا على جميع الحقوق المقررة دستورا وقانونا، وبعد سلسلة من المراسلات إلى المسؤولين من وزارة الأوقاف ومسؤولي الإدارة الترابية وطنيا ومحليا، وبعد أن صمت الآذان وأغلقت الأبواب في وجههم، عادت تنسيقية « السبت الأسود « لعمارة برنار بمكناس إلى الاحتجاج، بتنظيمها وقفة احتجاجية تحت شعار « مساءلة المسؤولين عن الانحرافات الناتجة عن استعمال المال العام ، سند لتحقيق مقاصد الوقف بعودة المشردين إلى محلاتهم «. وردد المحتجون شعارات حملوا فيها مسؤولية مأساتهم للمسؤولين عن الأوقاف وباقي الإدارات المعنية بملفهم، إلا أن مطلبهم الأساسي تجلى في الرجوع إلى محلاتهم السكنية والتجارية والمهنية. وعلى هامش الوقفة أصدرت التنسيقية بيانا احتجاجيا ذكرت فيه بالتماطل والتسويف الذي يعرفه ملف وزارة الأوقاف وأصحاب الحقوق بعمارات برنار، الأمر الذي جعلها تعود للاحتجاج، وطالبت التنسيقية بإرساء مفهوم جديد للتعاقد الوقفي مع الابتعاد عن منطق الأقوى لضمان توزان داخل العلاقة التعاقدية. كما اعتبر البيان العقار الوقفي دعامة للتنمية البشرية لتعديل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السائدة للمواطنين بضمان حقوق المكترين وليس مدخلا لتشريدهم. تجدر الإشارة الى أن تنسيقية « السبت الأسود « تضم 8 عائلات إضافة إلى 12 عائلة أخرى انضمت إليها ( 12 محلا سكنيا + تجاري + مكتب ). وجدير بالذكر أن آخر جواب لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عن معاناة ساكنة عمارة «برنار» يعود إلى شهر غشت من السنة الماضية، حيث ذكر فيه بقرار إفراغ السكان بمجرد وقوع انهيار سقف بهو العمارة حفاظا على سلامتهم وتم تكليف مختبر تقني مختص لإجراء خبرة عليها وتحديد نوعية الأشغال التي تتطلبها ، وأن مصالح وزارته في تنسيق مع شركة « أسيما « مكترية قبو العمار لإحداث مركز تجاري، والتي تسببت أشغالها في تصدعات العمارة. إلا أن السكان يرفضون هذا الرد الذي يدخل في باب المماطلة والتسويف لإجبارهم على التخلي عن حقوقهم التعاقدية، وهل يعقل تقول ماجدة اليامني منسقة التنسيقية « أن تبقى الأسر مشردة لأزيد من سنة وشهور وكأن المختبر المختص ينجز خبرة في كوكب آخر، إننا تضيف ماجدة « لا نريد لا نريد تعويضا و لا ترحيلا، نحن نطالب بحقنا في الرجوع فقط. « فهل سيأخذ محمد قادري والي جهة مكناس الجديد، أمر ساكنة عمارة برنار بجد ويبحث عن حال عاجل للعائلات التي أصبحت عالة على عائلاتها وأضحى الكثير منها يقاوم فاتورة الكراء والمعيشة والاقتراض المفروض عليها.