" إننا لا نعيش الزمن الديمقراطي ، ولم نحقق بعد الانتقال إليه .. ولذلك فان ما تحكونه بمرارة من معاناة مع بقايا فلول ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان .. لا يقتصر على مدينة مكناس لوحدها .. وإنما هي معاناة موجودة على امتداد البلاد طولا وعرضا .. ويبقى على المواطن مسؤولية مواجهة و فضح وبكل الوسائل المشروعة والممكنة أي سلوك ، قد يؤجل الوصول السليم الى دولة الحق والمؤسسات .. وأن ما تقومون به من نضالات سلمية وحضارية ، لإسماع صرختكم محليا ووطنيا .. لهو وسام المواطنة على صدوركم . لأنكم من جهة تدافعون عما تعتبرونه حقا ، ومن جهة ثانية ، لم تتوانوا عن الجهر ا بالدفاع عن هذا الحق ، الذي هو في العمق دفاع عن دولة الحق والمؤسسات ... هناك القانون الذي يجب أن يسمو فوق الجميع ، ويخضع له الجميع .. ومتى اختلط القانون بالتعليمات ، فتمة شطط .. وهذا ما يجب مواجهته بالنضال ، و التشبث بالقانون .. ولا شيء غير النضال والتشبث بالقانون ." بهذه العبارات البسيطة في أسلوبها ، والقوية بمضمونها وحمولتها السياسية ، خاطب الأخ ادريس لشكر رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب ، أعضاء تنسيقية سكان سيدي بوزكري بمكناس ، المهددون بالإفراغ من طرف وزارة الأوقاف ، وجزء من سكان عمارة بيرنار التي تم تعريض بهوها للانهيار .. بسبب المبالغة في حفر أساساتها ، لإنشاء سوق تجاري ممتاز ، وإفراغها من جميع قاطنيها.. وذلك في اللقاء الذي جمع الفريق الاشتراكي بهؤلاء المواطنين داخل مجلس النواب ، زوال يوم الثلاثاء 10يونيو 2014 . وبعد أن بسط ممثلو سكان سيدي بوزكري معاناتهم مع الأوقاف ، التي وضعت يدها على أملاك سيدي بوزكري ، بمقتضى حكم قضائي صادر عن محكمة النقض ، بعد أن كان الحكم في صالح الورثة ابتدائيا و استئنافيا ..ثم صارت تطالب السكان الذين اشتروا الأرض من ورثة سيدي بوزكري ، و بنوا فوقها المسكن الذي يؤويهم وذويهم .. وعملية البيع والشراء والبناء هاته ، انطلقت مع حقبة الاستعمار يوم كانت الأرض تابعة لأحواز مكناس .. واستمرت عملية البيع والبناء حتى وقتنا الحالي هذا ، قبل أن تتوقف مع سنة 2013 ، مما قفز بعدد السكان الى أكثر من مائة ألف نسمة ، وأكثر من 35 ألف وحدة سكنية . وهنا استدرك أحد المتدخلين ليخبر الفريق الاشتراكي بأن عملية البناء ، مستمرة الى اليوم ، و بتواطئ السلطات المحلية والأوقاف والمنتخبين ، بهدف ضرب وحدة السكان .. كما وضع أعضاء التنسيقية الأخ لشكر ، وأعضاء الفريق المرافق له ، في صورة ما تلجأ إليه الأوقاف من تحايل ومناورة على السكان ، ففي الوقت الذي تعتبر الأرض فلاحية ، ويرفض الفلاحون " المترامون " عليها كراءها، أو إعادة كرائها فإنها في الواقع تحاول أن تغطي الشمس بالغربال على واقع عنيد لا يرتفع ، وهو أن المساحة التي كانت فلاحية قبل خمسة عقود خلت ، قد تحولت اليوم الى مساكن ، ومعامل ومدارس ابتدائية و إعدادية والى مرافق اجتماعية و إدارية وثقافية ... ففوقها يوجد أكبر سوق أسبوعي بالإقليم ، يخضع للسمسرة العمومية ، وهو يدر في خزينة الجماعة الحضارية اليوم ، 400 مليون سنتم سنويا .. وفوق هذه الأرض بنيت جماعة الزيتونة سابقا ، ومقر رئاسة المنطقة الحضرية بالزيتونة .. وفوق هذه الأرض بنيت مستوصفات ، ضمنها المستوصف الذي كان رئيس الفريق البرلماني للحزب الحاكم اليوم ، يشتغل فيه كطبيب .. وفوق هذه الأرض فصلت الدوائر الانتخابية ، التي بموجب أصوات قاطنيها صنعت السلطة صنائعها .. اليوم تدعي الأوقاف هذه الأرض فلاحية .. وما هي كذلك ، وتطلب منا كراء المساكن التي اشتريناها وبنيناها ، وولدنا فيها أبناءنا .. وهي لا تريد في الواقع ، سوى أن تثبث أحقية واقعية وملموسة على الأرض من خلال علاقة : مكري ومكتري ، حتى إذا ما مكناها مما تريد ، طردتنا من منازلنا ، كما فعلت مع أحد السكان ، الذي ما أن قبل بمبدأ الكراء ، حتى أنهت معه العقدة وصارت تطالبه بالافراغ ؟؟ ونحن لا نطلب منكم يضيف أعضاء التنسيقية موجهين الخطاب للأخ ادريس لشكر وباقي أعضاء الفريق السيد الرئيس ، سوى أن تقفوا على الحقيقة لتتكون لديكم القناعة بالدفاع عنا والوقوف الى جانبنا . بعدها عرض سكان عمارة بيرنار معاناتهم مع الأوقاف ، التي اكترت بهو العمارة لإنشاء سوق تجاري ممتاز.. ورغم الشكاوى التي كان يجأر بها السكان ، ضد طريقة حفر الأساسات ، والتي على أساسها ، وعلى أساس عدم التوفر على رخصة البناء ؟؟ أوقف قائد المقاطعة التاسعة ، أشغال الحفر هاته ، ثلاث مرات .. الى أن وقعت الواقعة .. يوم 16 نونبر 2013حيث تم إخراجنا بسرعة قياسية ، بملابسنا " للي على ظهرنا فقط " .. دون أن يسمح لنا بإخراج أي من متاعنا وحوائجنا ، والى اليوم .. وعوض أن يلتزم المسؤولون بتنفيذ التزامهم حيال الساكنة وذلك بإعادتنا الى مساكننا .. بعد انتهاء الآجال المضروبة . وبعد أن تبين بأن العمارة ليست آيلة للانهيار ، كما كان يشاع .. عوض ذلك صارت السلطات تعتبرنا عنصر شغب ، وجب تربيته على الانضباط ،.. ونحن اليوم نعلنها أمامكم كرئيس فريق برلماني محترم ، وكرئيس لحزب مناضل : إننا لا نطالب سوى بالرجوع لمساكننا التي أصبحت جزء من هويتنا وتاريخنا . عندها أكد الأخ ادريس لشكر على ضرورة تفعيل كل ما يؤكد كوننا مواطنين ، وليس من سبيل لذلك سوى بالتشبث بالقانون ، وإعمال كل الآليات التي يتيحها القانون ، قضائية كانت أو سياسية أو نضالية .. وأنا أخاطبكم كرئيس للفريق الاشتراكي ، ألتزم انسجاما مع قيم و مبادئ حزبنا في الالتحام بقضايا الجماهير الشعبية بالمطالبة بلجنة برلمانية استطلاعية لزيارة منطقة سيدي بوزكري .. كما ألتزم كفريق بمواكبة مشكل ومعاناة سكان عمارة بيرنار، بما يحقق حلا عادلا لا يجحف حق أحد . وعلى هامش هذا اللقاء الذي عبرت الساكنة من خلاله على اعتزازها بالأهمية التي أولاها الفريق الاشتراكي لمشاكلها ، وتجاوبه الايجابي مع مطالبها ، كاستمرار لوقوف الحزب محليا الى جانبها بتغطياته الاعلامية الموضوعية وغير المخدومة ، ومن خلال موقف اللجنة الإقليمية التي أصدرت بيان دعم ومساندة في الموضوع . على هامش ذلك نظمت تنسيقية سيدي بوزكري وممثلي جزء من سكان عمارة بيرنار ، وقفة رمزية أمام البرلمان ، صامتة وبدون شعارات .