بخصوص علاقة بلاده مع المغرب، يستمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في نهج سياسة «بارد وسخون»، إذ بعد اتهامه للرباط بتسخير لوبيات لعرقلة أي تقارب بين الجزائر وباريس، يعود، في لقاء خاص مع «روسيا اليوم»، إلى القول بأن إغلاق الحدود كان مجرد رد فعل، وأنه يؤمن بأن امتداد الجزائر هو المغرب، مشيرا إلى أن الأمل قائم في عودة الأمور إلى نصابها. فقبل أن يصبح رئيسا، كان تبون قد أبدى تشدّداً واضحاً في موضوع تطبيع العلاقات مع المغرب، مشترطاً تقديم الرباط اعتذاراً رسمياً قبل فتح الحدود المغلقة منذ عام 1994، مشيرا إلى أن هذا الشرط طرحته الدولة الجزائرية منذ تلك الفترة؛ وهو ما يعني بوضوح أن تبون يواصل بكل حنكة «صب الزيت على النار»، مستجيبا، كما فعل سلفه عبد العزيز بوتفليقة، لإملاءات أقوى مؤسسة في بلاده، ويتعلق الأمر بالمؤسسة العسكرية أو ما يعرف ب «دولة الجنرالات» التي تعتبر نفسها الوصية الأولى والأخيرة على النظام الجزائري، والتي تعتبر الصراع المفتوح والمزمن مع المغرب هو ضامن استقرارها وتوازنها في معادلة السلطة والمصالح. إن ممارسة سياسة «بارد وسخون»، التي ينهجها تبون، تسمح له ظاهريا بارتداء صورة «الوحدوي» الحريص على حسن الجوار مع جارته الغربية، لكنها تعني في العمق أن ليس بوسعه أن يغير مجريات الأمور، وأنه ليس «الرجل المثالي» لمواجهة قوة الجنرالات وإخراج بلاده من مرحلة العداء مع الرباط، كما تعني أن «قصر المرادية»، الذي يعاني من الشرعية الداخلية، مستمر في سياسة استغلال نزاع الصحراء لاستهداف مصالح المغرب.