تصريحات جديدة مثيرة يرتقب أن تثير غضب الرباط؛ فبعد ورقة الصحراء المغربية التي وظفها قبل وبعد وصوله إلى "قصر المرادية"، أقحم الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، المغرب في مسألة تراجع الاستثمارات الفرنسية في بلاده. فبعد تحول المغرب إلى أول مُنتج للسيارات في إفريقيا وال 24 على المستوى العالمي، يبدو أن داء "الحسد" أصاب الرئيس الجزائري الذي عبر عن غضبه من تواجد مصانع السيارات الفرنسية الكبيرة في المغرب، قائلاً: "إن مصنع رونو المتواجد في الجزائر ليس مثل المصنع المتواجد في المغرب". واتهم تبون، في حوار مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، "لوبي مغربي فرنسي" قال إنه يقوم بعرقلة تطور العلاقات بين الجزائر وباريس والحد من كل المبادرات خدمة لمصالح الرباط. ويرى تبون، في حواره، أن المغرب يقف وراء تراجع العلاقات الجزائرية الفرنسية، التي دخلت في الفترة الأخيرة نفقا مسدوداً. الموساوي العجلاوي، أستاذ بمركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، أوضح أن هذه التصريحات العدائية للرئيس الجزائري تجاه المغرب "ليست الأولى؛ فمنذ كان مرشحا للرئاسة وهو يصدر مواقف بعيدة عن اللباقة وحسن الجوار وتبيان الأفق الذي يمكن أن تبنى فيه علاقات قوية بين البلدين خدمة لمصالح شعوب المنطقة". وقال العجلاوي إن تصريحات تبون تجاه المغرب "تؤكد ما كشفه الحراك الشعبي الجزائري قبل سنة من أن تغيير كراسي الحكم لن يؤدي إلى تغيير طبيعة النظام السياسي القائم. لذلك، فالشارع الجزائري مازال يطالب اليوم بتغيير النظام الذي فرض عليه منذ 1962". وأورد المتحدث لهسبريس أن إصرار تبون على ذكر المغرب في مناسبات عدة يبرز أن "النظام الجزائري الحاكم مازال يستخدم مسألة العداء للمملكة كورقة لإعادة بناء التوازنات الجديدة في هرم السلطة". "لماذا يلح الرئيس تبون على ذكر المغرب في جل تصريحاته؟"، يتساءل العجلاوي، قبل أن يوضح أن "للأمر علاقة برسائل ود إلى قادة في مخابرات الجزائر كانوا ضد ترشحه في وقت كان يسانده فيه القايد صالح، لكن اليوم يريد تبون شراء رضى الأجهزة الأمنية والعسكرية التي مازالت تستعمل قضية الصحراء والنزاع المغربي الجزائري بصفة عامة ضمن أجندتها". وشرح الخبير في الشؤون الإفريقية أن تبون من خلال تصريحاته العدائية تجاه المغرب، "يحاول التقرب أكثر من الأجهزة العسكرية لكي لا تتم عرقلة المرحلة الحالية في الجزائر التي يحاول أن يعيد بناءها". واستحضر هنا الباحث العجلاوي النقطة المتعلقة باستمرار اعتقال ابن تبون في قضية باخرة الكوكايين رفقة شخصيات أخرى، "لذلك فالرئيس الجزائري هو مجبر لتوظيف كل الأوراق وإعلان الطاعة والولاء للأجهزة المخابراتية لإيجاد مخرج لابنه خالد". ويتابَع خالد تبون، نجل الرئيس الجزائري، في قضية كوكايين وهران، التي يتزعمها رجل الأعمال ومستورد اللحوم كمال شيخي، المدعو "البوشي"، رفقة خمسة متهمين آخرين.