في محاولة جديدة للهروب إلى الأمام شنت البوليساريو هجوما على وسائل الإعلام الإسبانية متهمة إياها بعدم توخي الموضوعية في المقالات التي تصدرها حول علاقة الانفصاليين بالإرهاب في المنطقة والمجموعات التابعة لداعش. وكانت وكالة أوروبا برس قد عممت مقالا يتحدث عن علاقات تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى والمرتبطة بالبوليساريو والتي أضحت تشكل اليوم التهديد الجهادي الرئيسي في منطقة الساحل حيث قامت بسلسلة من الهجمات في الأشهر الأخيرة ضد جيوش بوركينا فاسو ومالي والنيجر . وأضافت ( أوربا بريس ) أن هذه الجماعة الإرهابية أصبحت تشكل مصدر قلق حقيقي لقوات الأمن مشيرة إلى إنشاء خلال قمة ( بو ) التي جمعت في يناير الماضي بين فرنسا ودول الساحل ( مجموعة الخمسة ) تحالف من أجل محاربة الإرهاب يستهدف كأولوية الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى . وأشارت إلى أن المنطقة المسماة « الحدود الثلاثة « التي تجمع بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر هي المنطقة التي تنشط فيها الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى التابعة للدولة الإسلامية منذ إنشائها عام 2015، مضيفة أن هذه المجموعة يتزعمها عدنان أبو وليد الصحراوي، وهو عضو بجبهة ( البوليساريو ) وأحد القادة الرئيسيين ل « حركة الوحدة والجهاد « في غرب إفريقيا ( موجاو) الجماعة الجهادية التي كانت تسيطر على شمال مالي في عام 2012 والتي أصبحت في عام 2013 تحمل اسم ( المرابطون )، ولم تجد البوليساريو، أمام هذه الأدلة المتزايدة حول ارتباطاتها بالتنظيم الإرهابي، سوى توجيه الاتهامات لوسائل الإعلام التي تقدم كل مرة أدلة دامغة على هذه الارتباطات. وقد سبق لإسبانيا وبعثة المينورسو أن قدمتا تحذيرات من مخاطر وقوع أعمال إرهابية تستهدف المواطنين الإسبان والأجانب بمخيمات تندوف، وكان رد فعل البوليساريو كالعادة هو الهروب إلى الأمام. فقد عممت الخارجية الإسبانية في بلاغ أكد أن» حالة عدم الاستقرار في شمال مالي وتصاعد أنشطة المجموعات الإرهابية في المنطقة يمكن أن يهددا الوضع الأمني في المنطقة حيث تتواجد مخيمات تندوف «. وأضافت وزارة الخارجية الإسبانية أن « بعثة المينورسو التابعة للأمم المتحدة حذرت بدورها من احتمال وشيك لتعرض مواطنين إسبان للاختطاف في مخيمات تندوف «. وسبق لإسبانيا أن قامت في يوليوز 2012 بإعادة عدد من مواطنيها ومواطنين أوروبيين، الذين كانوا متواجدين بمخيمات تندوف، تخوفا من التهديدات الإرهابية بالمنطقة. كما حذر العديد من الخبراء الدوليين ومراكز التفكير، مرارا، من الارتباطات والتواطؤ المكشوف أكثر فأكثر بين عناصر البوليساريو والمنظمات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء. وسبق لوزارة الخارجية الأمريكية أن أعلنت عن تقديم مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار للحصول على معلومات أو تحديد موقع المدعو عدنان أبو وليد الصحراوي، وهو العضو السابق في البوليساريو الذي أصبح قائدا للتنظيم الإرهابي «الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى». وقد تبنى هذا التنظيم الإرهابي مسؤولية نصب كمين لدورية أمريكية نيجيرية مشتركة في شهر أكتوبر 2017 بالقرب من قرية تونغو تونغو بالنيجر، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود أمريكيين. وتؤكد كل هذه المعطيات أن ما تنشره وسائل الإعلام الإسبانية والمغربية وغيرها حول البوليساريو والمجموعات الإرهابية، هي معطيات جاءت على لسان أكثر من جهة رسمية، وأن ما تقوم به وسائل الإعلام هذه هو ممارسة حقها في كشف الوجه الخفي للانفصاليين، رغم محاولاتهم حجبه بادعاءات وشعارات لم تعد تقنع أحدا.