جرى السبت بمراكش، تدشين محطة جوية جديدة مخصصة بالكامل لطيران رجال الأعمال والطيران الخاص بمطار مراكش المنارة، وذلك بمبادرة من المكتب الوطني للمطارات. وقد تم بهذه المناسبة، تنظيم حفل ترأسته وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، نادية فتاح العلوي، وحضره والي جهة مراكشآسفي، كريم قسي لحلو، والمدير العام للمكتب الوطني للمطارات، زهير محمد العوفير، والمدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، عادل الفقير، إلى جانب فاعلين آخرين وشخصيات أخرى. وتمتد المحطة الجوية الجديدة لمطار مراكش المنارة على مساحة 3 آلاف متر مربع وتتميز بطابعها الهندسي الفريد الذي يوفر الظروف المثلى لاستقبال مسافري الطيران الخاص وهو ينقسم إلى ثلاثة أجزاء. وشيد الفضاء الأول من قبل (جيتيكس) على مساحة 2500 متر مربع، وهو يعتبر ثاني أكبر جناح للطيران الخاص عبر العالم بعد محطة دبي، وقد كلف هذا المشروع استثمارات بقيمة 35 مليون درهم، ووفر ما لا يقل عن 40 منصب شغل مباشر وغير مباشر. وشيد الفضاء الثاني من طرف (سويسبورت) على مساحة 525 متر مربع تقريبا، وهو يعتبر أكبر محطة للمجموعة عبر العالم، وقد كلف بناء هذا الجناح 7,5 ملايين درهم، ومكن من استحداث 14 منصب شغل مباشر و10 مناصب غير مباشرة. وفضلا عن تهيئة الأراضي وتهيئة مواقف السيارات والطائرات والمسالك الطرقية التي تربط هذه المحطة الجوية، فقد قام المكتب بإنجاز منطقة وسطى مخصصة للإجراءات الأمنية وعمليات المراقبة الأمنية وإجراءات السلامة للمسافرين وأطقم الطائرات والأمتعة. وتم اختيار الفاعلين الدوليين»جيتيكس التنفيذية للطيران المغرب» و»سويسبورت التنفيذية للطيران المغرب» بعد انتقائهما في إطار طلب عروض دولي تم إطلاقه من طرف المكتب الوطني للمطارات. وقد مكن إدخال هذين الفاعلين الدوليين المكتب الوطني للمطارات من وضع إطار فعال لتطوير الطيران الخاص، وفقا لأفضل المعايير الدولية المتعلقة بالأمن والسلامة وجودة الخدمات. وهكذا، أصبح مطار مراكش المنارة ثاني مطار مغربي يتوفر على محطة جوية مخصصة بالكامل لطيران رجال الأعمال والطيران الخاص بعد مطار محمد الخامس بالدار البيضاء. وبالمناسبة، أشادت نادية فتاح العلوي بافتتاح هذه المحطة الجديدة المخصصة للأعمال، قائلة «هذا يوم هام جدا لطيران الأعمال الذي يشكل دعامة لكثير من القطاعات الاقتصادية، لاسيما السياحة». وأضافت الوزيرة أن افتتاح هذه المحطة الجوية يندرج في إطار استمرارية تحسين البنيات التحتية المحدثة لخدمة الاقتصاد بصفة عامة والسياحة بصفة خاصة، مسجلة أن نشاط النقل الجوي يشهد نموا جيدا، خاصة طيران الأعمال. وذكرت فتاح العلوي، في هذا السياق، بأن هذه البنية الجوية تم تشييدها تماشيا مع أرفع المعايير الدولية في هذا المجال. من جانبه، توقف المدير العام للمكتب الوطني للمطارات، زهير محمد العوفير، عند معدل نمو طيران الأعمال الذي بلغ نسبة 10 في المئة على الصعيد الوطني، بمعدل نمو هام بالنسبة لمدينة مراكش لوحدها، مشيدا بتدشين هذه البنية الجديدة التي وصفها «بالإنجاز الكبير». وأوضح أنه عبر هذا النوع من المحطات الجديدة «نأمل في إضفاء دينامية جديدة لهذا القطاع المحوري بشكل يشجع على استقطاب المستثمرين والترويج المكثف لوجهة المغرب عموما ومراكش خصوصا». ويتميز الطيران الخاص عن الطيران التجاري (الرحلات الجوية المنتظمة الداخلية والدولية) التي توفرها شركات النقل الجوي وعن الطيران الخفيف (الرحلات الجوية الرياضية والترفيهية بواسطة الطائرات الخفيفة). ويستعمل هذا النوع من الطيران في أسفار رجال الأعمال، وفي عمليات الإجلاء الطبي ونقل الشخصيات بطائراتهم الخاصة أو بواسطة شركات الطيران الخاصة. ووعيا من المكتب بالآفاق التنموية لهذا القطاع، فقد أطلق المكتب في متم سنة 2015 طلب عروض دولي لتفويت الخدمات الأرضية المخصصة للطيران الخاص حسب مفهوم (Fixed Base Operator). وتبعا لطلب العروض هذا، فقد تم منح امتيازين للاستغلال على التوالي لكل من المقاولة الإماراتية «جيتيكس» على مستوى مطارات محمد الخامس، مراكش، الرباط، أكادير، والداخلة ولمقاولة «سويسبورت التنفيذية» على مستوى مطارات محمد الخامس، مراكش، الرباط وطنجة. وقد مكن دخول هاتين المقاولتين المكتب من إيجاد إطار فعال لتطوير الطيران الخاص، يرتكز على التزامات بتحقيق أهداف مسطرة، من أجل توفير منشآت مطارية وتجهيزات ملائمة وحلول مندمجة تتيح مستويات عالية من الجودة تطابق أعلى المعاير الدولية. وهكذا، فقد تم التوقيع على اتفاقيتين مع الشركتين المغربيتين اللتين تم استحداثهما من قبل هاتين المجموعتين تحت مسمى «جيتيكس التنفيذية للطيران المغرب» و»سويسبورت التنفيذية للطيران المغرب».