أكد محمد زهير العوفير، المدير العام للمكتب الوطني للمطارات، أن المحطة الجوية الجديدة لمطار المنارة بمراكش، التي كلف إنجازها 1.22 مليار درهم، سترفع الطاقة الاستقبالية لهذه المنشأة إلى 9 ملايين مسافر سنويا، معلنا أن هناك مخططا لإعادة هيكلة المحطة الأولى التي تستقبل حاليا 6 ملايين مسافر، لتصبح الطاقة الإجمالية لهذا المطار 12 مليون مسافر سنويا. وأفاد العوفير في تصريح ل "الصحراء المغربية" أن القيمة المضافة لهذا المشروع ستساهم في دعم توجهات السياحة بالمغرب عموما ومراكش على وجه الخصوص، وتكريس هذه الوجهة الأخيرة عالميا، مضيفا أن هذه المحطة ساهمت من جانب آخر في تنشيط الحركية الاقتصادية بالمدينة الحمراء، من خلال خلق المزيد من فرص الشغل. واعتبر العوفير أن إنجاز محطة جوية جديدة بمطار مراكش المنارة، يأتي في سياق مواكبة نمو حركة النقل الجوي بهذا المطار، الذي يعتبر ثاني بوابة جوية بالمغرب، وذلك للزيادة في طاقته الاستيعابية وتطوير جودة الخدمات المقدمة به خلال العشرية المقبلة، وهو ما يبرز عزم المكتب الوطني للمطارات في جعل مطار مراكش المنارة دعامة أساسية لتعزيز جاذبية المدينة الحمراء. وأنشئت هذه المحطة الجوية الجديدة وفق تصميم يجمع بين المعاصرة، والفضاءات الشاسعة والجمالية، ما مكن من توفير جو من الراحة والرفاهية يجعلان المسافر يشعر بأعلى مستويات الرضى عن تجربة إيجابية بالمطار. ويندرج هذا المشروع في إطار برنامج تطوير مطار مراكش الذي يشمل كذلك إعادة تهيئة المحطة الجوية 1 ومنشآتها وتجهيزاتها. وذكر العوفير أن المحطة الجوية الجديدة شيدت على مساحة 57 ألف متر مربع وهي مساحة أكبر من مساحة المحطة الجوية الحالية، وهو ما مكن من الزيادة في الطاقة الاستيعابية الإجمالية للمطار لتصل إلى 97 ألف متر مربع، ما يسمح بمعالجة 9 ملايين مسافر في السنة. وتتوفر المحطة الجوية الجديدة على فضاء تجاري صمم انطلاقا من مفهوم مبتكر من المحلات التجارية Duty Free موضوعة ومرتبة على امتداد ممرات المسافرين وتشكيلة متميزة من العلامات الوطنية والعالمية. ويضمن تصميم هذه المحطة الذي يؤهلها لتكون من الجيل الجديد للفضاءات الذكية، توجيها سهلا وسلسا للمسافرين داخل فضاءات واسعة ومجهزة بأحدث التجهيزات المبتكرة وذلك عن طريق علامات تشوير جديدة برموز مطابقة للمعايير الدولية في هذا المجال، إضافة إلى تدبير عقلاني لطوابير الانتظار لتفادي إجهاد المسافرين، كما تتوفر هذه المنشأة على تجهيزات من أجل مرور سلس للمسافرين وهي عبارة عن بوابات إلكترونية، أدراج ميكانيكية، مصاعد، إلى جانب أحدث تجهيزات السلامة وكاميرات المراقبة. يشار إلى أن المحطة تتوفر على ممرات تليسكوبية يمكنها استقبال طائرات من الحجم الكبير، كما تمنح المنشأة إمكانية تغطية بواسطة شبكة الويفي بمختلف مرافق المحطة الجوية. وتم تصميم وإنشاء المحطة الجوية الجديدة من خلال رؤية تهدف إلى تخفيض حاجياته الطاقية عن طريق الواجهات المزدوجة، ونظام لتجميع مياه الأمطار، وتتوفر، أيضا، على نافورات وباحات خضراء، وهو ما يمكن من تجديد الهواء باستمرار وخلق بيئة صحية داخل المطار. واعتبر المدير العام للمكتب الوطني للمطارات، أنه ومن هذا المنظور يمكن اعتبار المحطة الجوية الجديدة بمثابة تكريس لمشروع بيئي يهدف إلى التحكم في تأثيره على البيئة الخارجية وخلق بيئة صحية ومريحة داخل المحطة الجوية. يذكر أن هذا المشروع مول من طرف البنك الإفريقي للتنمية بمبلغ 663 مليون درهم بدون احتساب الضرائب، والباقي من أموال ذاتية للمكتب الوطني للمطارات. يشار إلى أن هناك 25 شركة للنقل الجوي تعمل بمطار مراكش المنارة تسير حوالي 630 رحلة جوية أسبوعية وتربط مدينة مراكش بأزيد من 50 وجهة منها رحلة جوية من المسافات البعيدة تربط مدينة مراكش بمدينة الدوحة بقطر.