استهجن بيير بيرجي رئيس مجلس مراقبة يومية «لوموند» الفرنسية، مساء أول أمس، نشر صحيفة «لوموند» تسريبات مصرفية سرية تضم معلومات عن حسابات بنكية لرجال أعمال وسياسيين ومشاهير. ووصف رئيس مجلس الرقابة بيومية «لوموند» الفرنسية، في حوار له مع الصحفي مارك أوليفيي فوجيل على أثير إذاعة «إر تي إل» الفرنسية، الذي نبذ بشكل كلي «فعل النشر»، وصف ما قام به صحافيو «لوموند» من خلال نشر أسماء بعينها ب«الشعبوية». وعبر بيير بيرجي عن نبذه لأسلوب نشر تسريبات مصرفية بشكل كلي، مؤكدا في السياق ذاته أن ما قامت به «لوموند» «لا مبرر» له جملة وتفصيلا. وشبه رئيس مجلس الرقابة بيومية «لوموند» الفرنسية نشر لائحة زبناء الفرع السويسري للبنك البريطاني «آش إس بي سي»(«سويس ليكس») ب«الوشاية» ، متسائلا في الوقت ذاته «هل دور أي صحيفة هو أن تجعل أعراض الناس عرضة للنهش من طرف العموم؟». وخلص بيير بيرجي، في حواره القصير مع إذاعة «إر تي إل» الفرنسية، بالقول «أنا لا أود أن أقارن ما حدث في يومية «لومنود» مع فترات سابقة»، مشددا على أنه «ليس من أجل هذا قدمت لإنقاذ صحيفة «لوموند»». ونشرت وسائل إعلامية دولية الأحد الماضي، تفاصيل الآلية التي أنشأها مصرف «إتش أس بي سي» بجنيف لمساعدة عملائه على التهرب الضريبي وعلى إخفاء أموال غير مصرح بها، وعلى لائحة هؤلاء العملاء ملوك وأمراء وفنانون ورجال أعمال منهم المغاربة فضلا عن شخصيات من عالم الأزياء والاستعراض والرياضة.. وكشفت يومية «لوموند» وعدد من وسائل الإعلام الدولية الأحد الماضي، خفايا السرية المصرفية في سويسرا بعد وصولها إلى معلومات سربها خبير المعلوماتية أرفيه فالشياني الذي كان موظفا في «آش أس بي سي» في جنيف. وعلى مدى سنوات عديدة بقيت المعلومات التي نسخها إرفيه فالشياني، المهندس المعلوماتي الذي كان يعمل في الفرع السويسري للمصرف البريطاني، حكرا على القضاء وعلى بعض المصالح الضريبية ولو أن بعض العناصر تسربت إلى الصحافة. وحصلت يومية «لوموند» على المعطيات المصرفية لأكثر من مئة ألف من عملاء المصرف ووضعت المعلومات في تصرف الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين في واشنطن، الذي تقاسمهم بدوره مع وسائل إعلام دولية أخرى. وأوضحت الصحيفة أن عددا من الشخصيات الفرنسية والأجنبية استخدمت هذه الآلية للتهرب الضريبي. غير أن يومية «لوموند» نشرت على موقعها ردا من «أش اس بي سي» أفاد فيه المصرف أنه يقر ب«مخالفات ماضية» لكنه يؤكد أنه قام منذ سنوات بمبادرات كثيرة لمنع اللجوء إلى خدماته للتهرب الضريبي أو لتبييض أموال. وللإشارة فقد تزامنت زيارة جلالة الملك محمد السادس للرئيس الفرنسي، كتعبير عن رغبة باريس والرباط في الحرص على العمل من أجل الحفاظ على علاقة الصداقة التي تجمع بين البلدين، مع بدء جريدة «لوموند» الفرنسية ومجموعة من وسائل الإعلام العالمية نشر لائحة لمن اعتبرتهم متهربين من الضرائب عالميا، وكشفت يومية «لوموند» أن ضمن اللائحة ملوك وأمراء وفنانون ورجال أعمال منهم المغاربة. وأوضحت أنه ما يقارب 1068 زبونا من المغرب لديهم حسابات في الفرع السويسري للبنك البريطاني حيث يستعمل 21 بالمائة جوازات مغربية بينما الباقون جوازات أجنبية.