مع توالي الجولات، تزداد نار التنافس اشتعالا، وذلك أن مجموعة من الفرق أفصحت عن ط موحها في التنافس على اللقب، وخمسة أندية تتموقع بمنطقة الجاذبية وأضحت معنية بالنزول، ورغم اختلاف المواقع والطموحات، فالرهان هو اقتناص النقط، و توسيع دائرة الحظوظ، لكن- أحيانا - يقف التحكيم كشبح يفسد أحلام الفرق، ويعبث بمصير الأندية. لقاء الكلاسيكو، الذي اعتبر قمة الجولة الثامنة عشرة، وجميع الجيش والرجاء، انتهى باقتسام نقطتي التعادل، وهي نتيجة اعتبرها المتتبعون منطقية، ومنصفة للطرفين، لكن ما يمكن الوقوف عنده، و نحن نتحدث عن هذه المباراة ذات الحساسيات المفرطة هو الصرامة التكتيكية التي نهجها لاعبو الفريقين، وهو أسلوب افتقدت معه المباراة نكهة الفرجة، ومع ذلك فقد كان بإمكان الفريق العسكري، الذي فرض أسلوبه خلال الجولة الثانية، أن يخرج متفوقا، حيث ضيع العديد من الفرص السانحة للتهديف، وحسب تصريح الإطار التقني الوطني حميدوش، فإن النتيجة كانت منصفة، لكنه استدرك أن فريق الجيش لم يحسن ترجمة الفرص التي أتيحت له إلى أهداف، ولم يخف حميدوش قوة الرجاء، حيث اعتبر في تصريحه، أن الجيش واجه فريقا متكاملا وقويا. بطل الموسم الماضي المغرب التطواني تلقى هزيمة قاسية بملعب العبدي بهدفين نظيفين، وهي الخسارة الأولى للمدرب الإسباني لوبيرا، وكانت من توقيع الدفاع الجديدي الذي أصبح رصيده 27 نقطة، وهو رصيد مكنه من ولوج طابور فرق المقدمة المرشحة للتنافس على لقب الدوري، وفي المقابل تجمد رصيد حمامة تطوان في 28 نقطة بعد هزيمة غير متوقعة، ونأمل ألا تؤثر هذه الخسارة على معنويات اللاعبين التطوانيين المقبلين على خوض منافسات عصبة الأبطال الأفارقة نهاية الأسبوع الجاري. فريق حسنية أكادير حقق الأهم، وفاز على نهضة بركان رغم النقص العددي، وبهذه النتيجة يصبح رصيد الفريق السوسي 28 نقطة، وهو إنجاز مهم إلى حدود الجولة الثامنة عشرة، ومع ذلك فالمدرب عبد الهادي السكتيوي يراهن على صنع نتائج أحسن خلال القادم من الدورات، لكن، في المقابل - فالخسارة التي مني بها الفريق البركاني رمت به داخل قوقعة الفرق غير الآمنة برصيد لا يتعدى 22 نقطة. مباراة المتناقضات التي جمعت المغرب الفاسي والفتح الرباطي آلت نتيجتها لفائدة المحليين بفوز عريض، وهي نتيجة رفعت رصيد الماص إلى18نقطة، وفتحت أمامه هوامش حظوظ البقاء، وهو الفريق الذي عانى الكثير هذا الموسم قبل أن يلتحق به المدرب رشيد الطاوسي، الذي عرف كيف يحسن توظيف العناصر بما يضمن تطوير الأداء، وصنع رهانات الفوز. مدرب الفتح لم يتهم التحكيم، و اعتبر بعض قرارات الحكم يوسف الهراوي عادية، لكنه تأسف على سلوكات بعض اللاعبين، لأن طرد ثلاثة عناصر سيطرح مشكلا أمام وليد الركراكي خلال المباراة المقبلة ضد الوداد. مرة أخرى يصنع الكوكب المراكشي انتصارا خارج الديار، وجاء على حساب الكاك، الفريق الذي يعيش أزمة نتائج رمت به داخل منطقة الجاذبية برصيد 18 نقطة، وهي وضعية تترجم التراجع الملحوظ لهذا الفريق الذي أضحى مطالبا بتجاوز مرحلة الفراغ التي يمر منها، وفي المقابل فالكوكب المراكشي لم يقدم منتوجا كرويا مشرفا، فبعدما اقتنص هدف السبق تراجع إلى الوراء كعادته، في محاولة للحفاظ على الامتياز. ورغم عودته بتعادل ثمين من ملعب المسيرة، فقد ظل شباب أطلس خنيفرة وفيا لموقعه في الصف الأخير، برصيد لا يتعدى خمس عشرة نقطة، وحسب المدرب التونسي كمال الزواغي، فإن عملا كبيرا ينتظره لانتشال الفريق من هذه الوضعية التي يوجد عليها بالمنطقة الحمراء، إلا أنه استدرك بأن اللاعبين قادرون على ركوب التحدي. وضعية شباب الحسيمة ازدادت تأزما عقب حصده لخسارة جديدة بملعب الفوسفاط أمام أولمبيك خريبكة، وهذه النتيجة قفزت بالفريق الخريبكي إلى الصف الثاني برصيد ثلاثين نقطة، وبذلك يرسل المدرب التونسي أحمد العجلاني رسائل مشفرة على أنه مرشح هو الآخر للتنافس على لقب الدوري، وهو الذي لعب الموسم الماضي من أجل البقاء. المدرب مصطفى مديح الذي عاد إلى دكة الاحتياط بعد انتهاء العقوبة، مطالب بتصحيح المسار والبحث عن الوصفات الناجعة لانتشال الفريق الريفي من القوقعة المظلمة التي يتواجد بها لتفادي حسابات آخر لحظة. فريق الوداد البيضاوي عزز رصيده بثلاث نقط عقب فوزه على اتحاد الخميسات بثلاثة أهداف، وإذا كان الوداد قد استعاد توازنه وأكد أنه مرشح فوق العادة للظفر باللقب، فإن وضعية الفريق الزموري لا توحي بالتفاؤل بعد تلقيه صفعة جديدة وبحصة كبيرة، وهذه الخسارة وضعت الفريق في المرتبة الأخيرة، وجعلت أحواله تزداد سوءا فوق خريطة الترتيب، ما يعني بأن مهمة المدرب جمال فوزي الذي تلقى الورقة الحمراء صعبة للغاية في انتشال الفريق الزموري من هذه الوضعية المأسوف عليها. النتائج حسنية أكادير- نهضة بركان 1-2 الجيش الملكي - الرجاء البيضاوي 1-1 أولمبيك أسفي - شباب خنيفرة 0- 0 الدفاع الجديدي - المغرب التطواني 0-2 المغرب الفاسي - الفتح الرباطي 0-3 أولمبيك خريبكة - شباب الحسيمة 0-2 الوداد البيضاوي - اتحاد الخميسات 0-3