سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هاجمت فرنسا بعنف وانتقذت إسبانيا واتهمت المغرب بخلق البلبلة في شمال إفريقيا والساحل .. البوليساريو غاضبة من عودة الدفء للعلاقات بين باريس والرباط ومدريد
تسترجع العلاقات الثنائية المغربية الفرنسية، التي تميزت بقوتها عبر التاريخ، دفئها المعهود وتتجاوز باريسوالرباط حالات سوء الفهم الذي تم تجازوه، لتتوجه نحو انفراج ديبلوماسي إيجابي يتوج بلقاء مرتقب بين رئيس الديبلوماسية المغربي صلاح الدين مزواز ونظيره الفرنسي لوران فابيوس. عهد جديد اليوم بصدد البناء في العلاقات الثنائية المغربية الفرنسية، كما أكد على ذلك رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الأحد الماضي بباريس خلال إشراف صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم على تسليم أوسمة أنعم بها جلالة الملك محمد السادس على ثلاثة من ممثلي الديانات السماوية ،الإسلام واليهودية والمسيحية، في فرنسا، واصفا الصداقة بين باريسوالرباط بأنها «رابط يقاوم كل شيء». غير أن عودة الدفء في العلاقات الثنائية بين باريسوالرباط الذي تحقق بعد التوصل إلى اتفاق لتعديل الاتفاقية المغربية الفرنسية للتعاون القضائي، الذي تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى يوم السبت الماضي بباريس من طرف وزير العدل والحريات مصطفى الرميد، ووزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا، ومكن من تجاوز البرود الذي عاشته منذ ما يقارب السنة سوف يعيش مقاومة قادمة من العاصمة الجزائرية هذه المرة. لقد كست الأجواء الفرنسية المغربية أول أمس الثلاثاء ذبذبات غضب بثها وزير الشؤون الخارجية الصحراوي في ندوة صحفية بالعاصمة الجزائر، كاشفا بذلك قلق الجبهة المزعومة من عودة «الصفاء» إلى العلاقات بين المغرب وفرنسا العضو في مجلس الأمن الدولي. لم يتردد سالم ولد السالك، وهو أحد قادة بوليساريو المزعومة، التي تعتزم تنظيم جولة أوربية لمناهضة المشروع المجتمعي المغربي بكل أوجهه، في مهاجمة فرنسا واتهامها بالانحياز بشكل منهجي إلى المغرب، مطالبا إياها بالتوقف عن معارضتها للشرعية الدولية»، مضيفا أن «هذا الموقف يأتي عكس مسار التاريخ». وقال ولد السالك إن «فرنسا تنحاز إلى المغرب للتشكيك في الحدود التي رسمتها بنفسها» غداة انتهاء عهد الاستعمار. وأكد أنه « «نعرف أن فرنسا حريصة على استقرار المغرب، لكن سياستها مخالفة لمصالح شعوب المغرب»». لم تسلم الجارة الاسبانية أيضا، التي كان من آخر المبادرات التي شهدها البلدان لتعزيز التعاون بين الرباطومدريد، تأسيس نادي أصدقاء المغرب بإسبانيا الذي يروم تعزيز العلاقات بين البلدين وتقوية التقارب بين الجارين، من هجوم محمد سالم ولد السالك. لم يتوان وزير الشؤون الخارجية لجبهة البوليساريو المزعومة من دعوة اسبانيا، التي عرفت العلاقات بينها وبين المغرب طفرة نوعية وتحسنا كبيرا خاصة في نواحيها المتعلقة بتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي بعد تعيين سفير جديد للرباط في مدريد، فاضل بنعيش، دعوتها لتحمل مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية في فض النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. ولم يتوقف هجوم محمد سالم ولد السالك عند حدود الدول الصديقة للمغرب التي عرفت العلاقات الثنائية بينها دفعة جديدة في ظل الظرفية الاقليمية الجهوية والدولية الحالية، بل امتد إلى المغرب أيضا كحليف استراتيجي وصديق أساسي لا محيد عنه في بالنسبة لعدد من الدول في العالم. لم يجد وزير الشؤون الخارجية لجبهة البوليساريو المزعومة، بالموازاة مع احتضان العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء لأشغال الدورة السادسة لمنتدى باريسالدارالبيضاء، الذي يتوخى أن يشكل إطارا لتحليل التجارب وإثراء النقاش للتأسيس «لحوار من أجل البناء» حول مواضيع اقتصادية واجتماعية وسياسية، حول موضوع «تحديات غير مسبوقة تتطلب سياسات مدعومة»، من بد للتنديد بتنظيم المغرب ل«منتدى «كرانس مونتانا» الدولي» المقرر عقده من 12 إلى 14 مارس في مدينة الداخلة. وبما أن الندوة الصحفية لمحمد سالم ولد السالك احتضنتها الجزائر العاصمة ،البلد الذي لا يتردد في اتهام المغرب بإغراق أراضيه بالمخدرات، والحال أن العكس هو الصحيح، فقد انضم وزير الشؤون الخارجية لجبهة البوليساريو المزعومة، التي تجد دعما كبير من الجزائر، أيضا، لحليفه للترويج إلى أن المغرب يشكل عنصر عدم استقرار بالمنطقة. واتهم محمد سالم ولد السالك المغرب بمساهمته في تدفق المخدرات بطريقة هجومية ومحمومة إلى دول الساحل والصحراء ودول شمال إفريقيا، معتبرا ذلك مصدرا «لعدم الاستقرار»، مشيرا إلى «أن تدفق المخدرات المغربية هو« سياسة إجرامية تعتبر مصدرا للخلافات والحروب وعدم الاستقرار بالمنطقة».