لا يحتاج أي متتبع للشأن الكروي المغربي أن يخمن لمعرفة نتيجة فريق رجاء بني ملال في منافسات الدوري الاحترافي، فالنتيجة محسومة للفريق الخصم حتى قبل إجرائه المباراة. الهزيمة و لا شيء أخر غير ها هي العلامة المصاحبة للفريق الملالي. الخبر ليس مفاجئا، وأتى هذه المرة من مقابلة مؤجلة عن الدورة الثامنة، حيث انهزم الفريق أمام الوداد البيضاوي بالملعب البلدي بوادي زم بهدفين مقابل هدف واحد. وكالعادة وبأداء ضعيف وبلاعبين عاديين، وقع الملاليون في الهزيمة الثامنة رغم أنهم كانوا السباقين إلى التهديف منذ د8، حيث سجل نبيل الجعدي هدفا جميلا بتسديدة أرضية مركزة، إثر ارتباك في وسط الدفاع الودادي. فرحة الجمهور الملالي القليل، الذي لم يتجاوز 100 مناصر مقابل حوالي 2000 مشجع من الفريق الأحمر، لم تدم أكثر من 20 دقيقة حيث سجل الوداد هدف التعادل في د20 بواسطة أيوب الكعبي، مستغلا تهاون وسط الدفاع الملالي، عقب تمريرة جيدة من جهة اليمين من تيغازوي. خمس دقائق بعد ذلك أضاف بديع أوك الهدف الثاني للزوار بتسديدة أرضية باغتت الحارس الملالي كبير العلوي، إثر تمريرة من تيغازوي في د33 . الشوط الثاني عرف بعض المحاولات المحتشمة للملاليين، في حين ضل الفريق الأحمر مستحوذا على الكرة وبدون مغامرة، تفاديا للإصابات، لكونه ضمن الفوز وبدأ يفكر في مباراة الديربي المرتقبة يوم الأحد المقبل أمام غريمه التقليدي الرجاء البيضاوي. لينتهي اللقاء بفوز مستحق، وبأقل مجهود ممكن، لفريق الوداد مكنه من الاستمرار في زعامة الترتيب برصيد 19 نقطة، في حين تجمد رصيد الملاليين في نقطة واحدة في انتظار نفس المصير يوم الاثنين المقبل أمام المولودية الوجدية برسم الدورة العاشرة. المدرب الملالي عزيز العامري صرح بعد المباراة أنه لاعبيه يفتقرون للمهارات الفردية، التي تمكنهم من تقديم الإضافة للخطة المتبعة، وهو ما لا يمكن اكتسابه في فترة زمنية قصيرة. وأضاف بأنه يتمنى أن يقوم الفريق بجلب لاعبين جدد في أقرب وقت لتجريبهم قبل الميركاتو حتى لا يقع الفريق في نفس الخطأ، الذي وقع فيه المدرب السابق مراد فلاح في بداية الموسم. المدرب العامري يتمنى لكنه يعلم بأن جلب لاعبين جيدين في هذه المرحلة من الموسم أمر شبه مستحيل، إضافة إلى أن الفريق محتاج كما يبدو إلى حوالي ستة أو سبعة لاعبين جيدين متمرسين جاهزين لمقارعة نظرائهم في الفرق المنافسة. علما بأن وضعية فريق عين أسردون برصيد نقطة واحدة في مؤخرة الترتيب لا تبشر بالخير. من جهة أخرى، وارتباطا بمقالنا الأخير ليوم الاثنين الماضي حول مسؤولية المسيرين في النتائج السيئة التي يقع فيها الفريق منذ بداية الموسم، وبعد تفاعلات كثيرة من طرف الجمهور الملالي الغيور على فريقه، وخاصة على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، خرج رئيس الفريق الملالي في "فيديو" لتوضيح الأمور، مصرحا بأن "المسؤول الحقيقي على الانتدابات هو المدرب فلاح، لأنه جلب لوحده تسعة لاعبين، وأنه وعد الرئيس بأنه سيفاجئ الجمهور الملالي بهذا الفريق…" الجمهور الملالي شغوف بفريقه ولا تهمه سوى سمعته، ويتشوق لأن يرى فريقه يقارع بقوة الفرق الكبيرة كما دأب على ذلك في المواسم السابقة. أما من المسؤول على هذه المهزلة الكروية التي وقع فيها الفريق، فإن المجالس المنتخبة التي تدعم الفريق من المال العام والسلطات هي المعنية بمراقبة وتتبع طرق صرفه من طرف الممنوحين.