ويستمر مسلسل هزائم رجاء بني ملال، وهذه المرة كان المستفيد هو حسنية أكادير، الذي هزم فارس عين أسردون أمام أنصاره بالملعب البلدي بمدينة وادي زم، برسم مؤجل الدورة الرابعة من البطولة الاحترافية. الرجاء الملالي الذي وقع على الهزيمة السابعة، في ثماني دورات، يقبع في أسفل الترتيب برصيد نقطة وحيدة. أداء ضعيف بلاعبين تائهين وسط رقعة الميدان، وخاصة في الشوط الثاني، حيث ظهر عليهم عياء كبير، وخصوصا بعد تسجيل الفريق السوسي هدفه الثاني في الدقيقة 73 بواسطة المدافع سفيان البوفتيني، الذي استغل تهاون وسط الدفاع الملالي، إثر ضربة خطأ نفذها أمين الصادقي بطريقة جيدة. حوالي 20 دقيقة بدا خلالها اللاعبون الملاليون كأشباح، في حين لجأ الأكاديريون إلى اللعب الاستعراضي مضيفين الهدف الثالث في د86 بواسطة البديل كريم البركاوي، من تسديدة مركزة في شباك الحارس كبير العلوي. وكان الفريقان قد أنهيا الشوط الأول بنتيجة التعادل بهدف لمثله، بعدما سجل هدف السبق للسوسيين ماليك سيسي في د23 بسهولة، مستغلا تثاقل المدافعين جاد أصواب والمهدي مصياف، وتدارك الملاليون تأخرهم بتسجيل هدف التعادل في د45 بواسطة المهاجم كانوزو، إثر تمريرة ذكية لنبيل الجعدي من جهة اليمين. نتيجة أحيت أمال الجمهور الملالي، لكن الأداء الواقعي للسوسيين في الشوط الثاني، مؤطرين بطريقة صارمة من طرف المدرب امحمد فاخر، أعاد الأمور لصالح الحسنية مستغلين تفككا واضحا في خطوط الفريق الملالي، وخاصة غياب التغطية اللازمة في عمق الدفاع. علما بأن الملاليين أكملوا المباراة بعشرة لاعبين فقط، بعد طرد محمد الإدريسي من طرف الحكم الجعفري بسبب خشونة واضحة على عبد الحفيظ ليركي الذي غادر بدوره متأثرا بإصابته في رأسه، حيث نقل إلى المستشفى لتلقي العلاجات. هذه الهزيمة، وبهذا الأداء الضعيف، تؤكد بالملموس بأن الفريق الملالي غير قادر على مقارعة فرق قسم النخبة بلاعبين جد عاديين لا يتوفرون على مؤهلات فردية ولا جماعية ولا حتى على ثقافة تكتيكية، إضافة إلى ضعف اللياقة البدنية المطلوبة لتطبيق خطط المدرب عزيز العامري. إنها نتيجة انتدابات خاطئة قبل بداية الموسم، يتحمل مسؤوليتها المدرب السابق مراد فلاح ورئيس الفريق، الذي برر ذلك بالخصاص المالي، في حين كان من الأجدر تكليف لجنة تقنية للإشراف، رفقة المدرب فلاح، على الانتدابات كما هو معمول به في جميع الفرق التي تغلب سمعة ومصير الفريق على الجانب المالي. رئيس الفريق يعول على المركاتو الشتوي لتعزيز الصفوف بانتدابات جديدة، لكن يبدو أن المجموعة الحالية، وهي الأضعف ضمن فرق النخبة، ستعجل بعودة الفريق إلى القسم الثاني بشكل مبكر، وقد يتم ذلك قبل نهاية المرحلة الأولى من البطولة. استراتيجية سبق وأشرنا إلى أنها فاشلة من بدايتها، لأن التركيز على الجانب المادي فقط سيؤدي بالفريق إلى الاندحار إلى القسم الأسفل، وبشكل مهين للفريق ولجمهوره الذي يعشق فريقه المحبوب ويغير على سمعته وتاريخه المجيد. أما الآن، والفريق يغرق من دورة إلى أخرى، فما على المكتب المسير سوى التفكير في استراتيجة بديلة تستشرف البناء على المدى المتوسط. وفي انتظار ذلك فالجمهور المسكين له موعد يوم الأربعاء المقبل مع هزيمة أخرى أمام فريق عملاق، ألا وهو وداد الأمة.