أرقام ومعطيات هامة كشف عنها التقرير النهائي للزيارات الميدانية « 189 دوار « لقافلة يطو خلال يوليوز 2019 لأقاليم اليوسفية وأسفي والصويرة ، والتي كشفت عنها ندوة صحفية بالدارالبيضاء مساء يوم الثلاثاء 10 دجنبر الجاري .» رغم الصعوبات والضغوطات التي واجهت القافلة – تقول نجاة إيخيش رئيسة مؤسسة يطو لإيواء وإعادة تأهيل النساء ضحايا العنف – استطاعت الوصول لكل المناطق المسطرة في البرنامج من 15 إلى 27 يوليوز 2019 وتحقيق هدفها الذي ينبني على تدريب النساء على الانتقال من وضعية الضحايا إلى قوة اقتراحية قادرة على صياغة المطالب والترافع عنها، ثم الانتقال إلى قوة لمناهضة كل أشكال العنف في أفق تحقيق المساواة الفعلية بين النساء والرجال « . «القافلة وقفت على مجموعة من المشاكل التي تعاني منها عموم الساكنة وبخاصة النساء والفتيات والشباب ، العزلة والتهميش وندرة الماء الصالح للشرب الذي يحضر الكلام عنه أيام الحملة الانتخابية كصفقة انتخابية دون أن يتحقق أي شيء من ذلك ، عدم تعميم الاستفادة من الكهرباء ، قلة فرص الشغل ، بطالة الشباب . الفلاحة تعتبر النشاط الاقتصادي المهيمن في الدواوير، % 71 من النساء ، بكل من اليوسفية وأسفي والصويرة ، يشتغلن عاملات زراعيات يقمن بجني الأركان والأعشاب الطبيعية إما في الحقول العائلية أو عند أصحاب الضيعات والتعاونيات لكن بأجور زهيدة مقابل ساعات طويلة من العمل وفي ظروف شاقة» تقول المتحدثة. وضعية التعليم اتسمت «بارتفاع في نسبة الهدر المدرسي بشكل لافت خاصة وسط الفتيات بسبب ضعف الإمكانيات وبعد المؤسسات التعليمية عن الدواوير، انعدام وسائل النقل المدرسي اللازمة لتقريب المسافات مابين الدواوير ونقط تواجد المؤسسات مع صعوبة الطرق ، ضعف تجهيزات بعض الداخليات المتواجدة ، بالإضافة إلى الاكتظاظ الذي تعرفه إلى جانب دور الطالبة ، وهي تأوي ثلاثة أضعاف قدرتها الإيوائية، دون إغفال ارتفاع تكاليف الإيواء بالنسبة للأسر التي أغلبها تعاني من الفقر والهشاشة وضعف الإمكانيات «. سجلت القافلة ، أيضا ، « أنه رغم التراجع في عدد الأبناء غير المسجلين في الحالة المدنية فإن الظاهرة مازالت مستمرة لعدة أسباب في مقدمتها غياب عقد الزواج عند الآباء ، تعدد الزوجات، والذي تتحكم فيه التقاليد والعادات، والتأويل المغلوط للشرع وسيادة الأمية ، 55 في المائة من النساء اللائي شملهن البحث صرحن أن معرفتهن سطحية بوجود مدونة الأسرة عن طريق التلفاز والراديو ولايعرفن ما تكفله لهن المدونة من حقوق وما تفرضه عليهن من واجبات ، في وقت صرحت 45 في المائة منهن أنه ليس لديهن علم بوجود قانون يسمى بمدونة الأسرة ؟ . في السياق ذاته سجلت القافلة بارتياح موقف النساء من ظاهرة تزويج القاصرات ، حيث أن أغلبهن يرفضن وبشكل قطعي تزويح القاصرات، إما بالنظر لتجارب عشنها أوهي معاناة موجودة وسط العائلة أو بوسط الدوار الذي ينحدرن منه مع إصرارهن على الحق في التعليم .كما سجلت الإقبال الكبير على خدمات اللجنة الطبية المكونة من أطباء في الطب العام وطب النساء وطب الأطفال وممرضات ومتخصصات في الصيدلة نتيجة قلة المراكز الصحية القريبة من الدواوير ، إضافة لافتقارها ، إن وجدت، إلى التجهيزات والأدوية اللازمة وغياب الأطباء والممرضات بشكل دائم . ومن الأمراض التي رصدها الفريق الطبي المرافق للقافلة هناك داء السكري ، أمراض الجلد والحساسية ، أمراض العيون ، آلام المفاصل ، هشاشة العظام ، أمراض الجهاز التناسلي ، فقر الدم ، آلام الرأس ، الغدة الدرقية ، الأمراض المتنقلة جنسيا … كلها أمراض تستوجب التدخل المباشر والتتبع من أجل تجنيب المصابين بها المضاعفات المحتملة . «هذا وقد أجمعت العديد من نساء وفتيات الدواوير 189 للأقاليم الثلاثة، على ضرورة فك العزلة عن ساكنة هذه المناطق ، وحماية الفتيات من الزواج الإجباري ، و الطفلات من تزويج القاصرات والعمل على توعية السكان بأهمية تمدرس الفتيات وتأهيلهن للانخراط في التنمية المجتمعية « تقول إحدى خلاصات التقرير.