انعكس الجفاف الذي عرفته البلاد خلال الموسم الفلاحي الماضي على سوق الآليات الفلاحية، إذ تشير التقديرات المتوفرة إلى هبوط عدد الجرارات الفلاحية التي تم تسويقها بنحو 69 في المائة بين 2018 و2019. وتشير التقديرات إلى أن عدد الجرارات التي تم تسويقها خلال العام الحالي بلغ نحو 8 آلاف جرار، مقابل 13.5 ألف جرار خلال سنة 2018. وترتكز هذه التقديرات على البيانات المالية التي نشرتها شركة أوطوهال، التي تعتبر فاعلا أساسيا في سوق الآليات الفلاحية. ويرجع هذا الانخفاض إلى ضعف المحصول الزراعي،إذ تشير إحصائيات وزارة الفلاحة والصيد البحري إلى انخفاض محاصيل الحبوب الثلاثة خلال هذا الموسم بنحو 49 في المائة مقارنة مع الموسم السابق، ليبلغ فقط 52 مليون قنطار. ويعد هذا المستوى من الإنتاج أقل بنحو 35 في المائة من متوسط إنتاج سنة عادية، والذي يقدر بحوالي 80 مليون قنطار. وللتذكير فإن حجم التساقطات خلال هذا الموسم كان أقل بنحو 23 في المائة من الموسم السابق، وبنحو 11 في المائة من متوسط تساقطات 30 عاما الأخيرة. وتميز الموسم الماضي كذلك بسوء التوزيع الزمني للأمطار، إذ تركزت التساقطات بشكل خاص في بداية الموسم الفلاحي. وتشير الإحصائيات إلى أن 75 في المائة من حجم تساقطات هذا الموسم، والتي بلغت 290 ملمتر، سقطت قبل شهر يناير، فيما عرفت المراحل التالية من الموسط الزراعي جفافا تاما في العديد من المناطق، الشيء الذي أثر سلبيا على ظروف نمو الزراعات ومردودية شبه منعدمة في بعض المناطق، ووضع كارثي في المناطق التي لم تعرف أية تساقطات. وتشير البيانات التي نشرتها شركة أوطوهال إلى انخفاض مبيعاتها من الجرارات إلى 1512 جرار نهاية نوفمبر الأخير مقابل 2287 جرار في نفس الفترة من العام الماضي، أي بنسبة 51.26 في المائة. ورغم هذا الانخفاض القوي فإن حصة أوطوهال من سوق الجرارات الفلاحية ارتفعت من 17 في المائة في العام الماضي إلى 19 في المائة هذه السنة، الشيء الذي يشير إلى أن مبيعات منافسيها انخفضت بنسب أكبر من المتوسط. غير أن أرقام أوطوهال لم تكشف فقط عن انخفاض مبيعات الجرارات، ولكن أبرزت انكماش سوق الشاحانات أيضا. فمبيعات الشركة من الشاحنات انخفضت بنسبة 31.3 في المائة، ونزلت إلى 3000 وحدة نهاية نوفمبر الأخير، مقابل 3940 نهاية نوفمبر 2018. وفي نفس السياق، أبرزت بيانات الشركة أن حصتها من سوق الشاحنات ارتفعت من 41 في المائة إلى 44 في المائة خلال هذه الفترة، الشيء الذي يشير أيضا إلى انخفاض مبيعات منافسيها بنسب أكبر. ويستنتج من أرقام أوطوهال أن مبيعات سوق الشاحنات عرف انخفاضا على الصعيد الوطني بنسبة 41 في المائة، الشيء الذي يعكس تراجعا عاما في النشاط الاقتصادي.