خرج الأسبوع الماضي العشرات من المحتجين من رحال آيت بوغلاس (آيت حسان ) المستقرين في أعالي جبال ايموزار مرموشة إقليم بولمان، في مسيرة على الأقدام نحو مدينة فاس احتجاجا على الأوضاع المزرية والرعب الذي عاشه السكان جراء العواصف والتساقطات الثلجية المهمة التي شهدها الإقليم الاسبوع الفارط . احتجاجات الساكنة جاءت نتيجة تجاهل المسؤولين لمعاناتهم وحرمانهم من أية مساعدات طيلة فترة حصارهم أمام الثلوج. فرغم التعليمات الملكية الرامية الى التدخل السريع لمساندة المواطنين المهددين بموجة البرد والصقيع التي تعرفها مناطق الاطلس الكبير والمتوسط، يلاحظ أن الآذان مازالت صماء من طرف بعض المسؤولين والمنتخبين الذين لايبالون لمعاناة المواطنين ، وذلك راجع بالاساس الى غياب تدابير استباقية لرفع التهميش عن سكان المناطق النائية والجبلية . وفي ظل تنامي الاحتجاجات يبقى السؤال المطروح والذي يؤرق بال المواطن بالاقليم : الى متى سيبقى الاقليم على حاله ومتى سيرفع التهميش عنه حتى يواكب قاطرة التنمية كغيره من الاقاليم الاخرى المجاورة كإقليمصفرووإقليم ميدلت ؟ الكل يجمع أن رفع التهميش عن إقليم بولمان رهين بسياسة تنموية وحكامة جيدة تتطلب تشخيص وتقييم الواقع ومعرفة الاختلالات التدبيرية وتوفر نخب مبدعة في التسيير ورؤية عقلانية وواضحة وشاملة لمسيرة التنمية على صعيد عدة مجالات اقتصادية واجتماعية. فرغم أن الاقليم يحظى بالتفاتة في بعض البرامج والمخططات الوطنية والجهوية، إلا أنها تبقى محتشمة أمام ما يزخر به الاقليم من مؤهلات طبيعية وفلاحية ومعدنية وموقع استراتيجي ، والتي وجب ترجمتها واستغلالها في مشاريع وبرامج مدرة للدخل وستكون لامحالة رافعة لتنمية جهوية وقطب اقتصادي وسياحي مهم في الجهة. للإشارة فإن النائب البرلماني الاتحادي عن دائرة بولمان رشيد حموني وفي سؤال كتابي وجهه لرئيس الحكومة موضوعه اتخاذ تدابير عاجلة لدعم سكان إقليم بولمان لمواجهة الظروف الطبيعية الصعبة وانخفاض درجة الحرارة ، والذين يحتاجون الى تضامن عمومي وإجراءات من جانب الحكومة خاصة في مجال: - تخفيض ملموس لكلفة الكهرباء بالنسبة لسكان الإقليم خلال الفترة من 15 نونبر إلى فاتح أبريل، لتمكين السكان من استعمال وسائل التدفئة الكهربائية عوض استغلال الحطب وما يترتب عنه من استغلال غير عقلاني للغابات؛ - تخصيص اعتمادات خاصة لدعم كلأ وأعلاف الماشية التي تعتبر المورد الأساسي لمداخيل سكان الإقليم. - زيادة حصص الأقاليم من المواد الاستهلاكية المدعمة؛ - إطلاق أوراش محلية وإقليمية مؤقتة لتمكين السكان من تحقيق مداخيل مالية تمكنهم من التغلب على الظروف الاستثنائية التي يعانون منها؛ - تعزيز وسائل النقل المدرسي لتمكين التلاميذ من الوصول إلى المدارس؛ - تعميم وتعزيز برامج التغذية والتدفئة بالمؤسسات التعليمية لمساعدة التلاميذ على التغلب على انعكاسات انخفاض درجات الحرارة على قوتهم وعطائهم وتحصيلهم. - فك العزلة عن عدد من المداشر في عدد من الجماعات التي تحاصرها الثلوج كعسلوج بإنجيل وبني حسان واولاد علي وتيمتار وغيرها.