لم يتمكن فريق الوداد البيضاوي، المتزعم للبطولة الاحترافية، من تجاوز الضيف الفاسي ممثل العاصمة العلمية، والذي يعاني هذا الموسم في ذيل الترتيب، وذلك باكتفائه بالتعادل، هدف لمثله، في اللقاء الذي جمعهما أول أمس، بالمركب الرياضي محمد الخامس، برسم الدورة 17 من البطولة الاحترافية. فأمام جماهير ودادية عريضة، ملأت جنبات المركب الرياضي محمد الخامس، فيما لم تتمكن مجموعات كبيرة من مناصري الفريق الأحمر من الدخول للمركب رغم حصولها على التذاكر، وهو ما طرح العديد من الأسئلة وردود فعل قوية.. هذا وقد رفعت «تيفوات» من طرف الالترات وفصائل الوينزر، وأبدعت من خلال اللوحات الفنية الجميلة، وانطلق اللقاء في ليلة باردة بقيادة الحكم عبد الله بوليفة من عصبة طنجة، وهو خامس لقاء له هذا الموسم، وآخر موسم له لحمل الصفارة بعدما بلغ سن الخامسة والأربعين. تميزت الجولة الأولى بمستوى تقني جد متوسط، حيث لم تسجل فرص سانحة للتهديف،إلا بعد إعلان الحكم عبد الله بوليفة عن ضربة جزاء خيالية لصالح الوداد، حين اعتقد أن الكرة لمست يد لاعب الماص خضير « د21» ضربة جزاء نفذها بنجاح اللاعب بكاري كوني بطريقة رائعة، لتنطلق من جديد الاحتفالية بالمدرجات، وتتحرك العناصر الفاسية التي غيرت من أسلوب اللعب، وخلق مجموعة من العمليات الهجومية بحثا عن تعديل الكفة، وقد أتيحت لعمر النمساوي فرصة حقيقية لبلوغ مرمي الحارس عقيد من ضربة ثابتة إلا أن الكرة مرت محاذية، وكادت أن تستقر في الشباك. كما أهدر اللاعب الودادي مترجي هدفا محققا ببشاعة في الدقيقة 29، بعدما كان وجها لوجه مع الحارس الحواصلي المتألق، وحين اعتقد الجميع أن نهاية الجولة الأولى ستنتهي بتقدم الوداد، تمكن أبناء العاصمة العلمية من توقيع هدف التعادل بواسطة أشرف بن شرفي الدقيقة 43، لينتهي الشوط الأول بالتعادل هدف لمثله. الجولة الثانية عرفت إيقاعا مغايرا، مع تغيرات على مستوى التركيبة البشرية للطرفين، وتوقفت المباراة لمدة ثلاث دقائق، بسبب دخان الشهب الاصطناعية،حيث أقحم توشاك رضا الهجهوج مكان مترجي وماليك إيفونا مكان وليد الكرتي، كما ترك فال مكانه للأصبحي، فيما أقحم رشيد الطاوسي بصفوف المغرب الفاسي كلا من موسى كوني مكان سيدي بي، والسكتيوي مكان عبد الرحيم بن كجان المصاب فيما أشهر الحكم بوليفة الورقة الحمراء في وجه إبراهيم النقاش رجل الوسط من صفوف الوداد. طرد النقاش سهل مأمورية مهاجمي الماص، وتمكنوا من اختراق المعترك وخلق مجموعة من التهديدات، واحتكار الكرة، بانضباطهم، ولم يتمكنوا من إضافة الهدف الثاني الذي بحثوا عنه بكل ما أوتوا من قوة، وذلك من خلال تواجد حارس كبير اسمه عقيد الذي كان نجم الوداد بلا منازع، ودافع عن مرماه طيلة 45 دقيقة من الجولة الثانية بثبات وبارتماءاته الناجحة. أضاف الحكم ثلاث دقائق كوقت بدل الضائع، ولم تتغير النتيجة ليعلن بذلك بوليفة عن نهاية المباراة باقتسام النقط بين الوداد البيضاوي والضيف المغرب الفاسي، الذي سجل حضورا متميزا في الشوط الثاني، كما اتضحت لمسة المدرب رشيد الطوسي، والذي سيحاول جاهدا إنقاذ الماص من هذه الوضعية.