تعيش ساكنة عين الجمعة بعمالة مكناس على إيقاع التهميش والإقصاء الممنهج على كافة المستويات، إذ ظلت ولعقود خلت تعاني من غياب أبسط شروط العيش الكريم وتدني جميع الخدمات العمومية ، على الرغم من توفر القرية على إمكانيات هامة وموارد طبيعة هائلة تجعلها محط اهتمام المستثمرين. إقصاء وتهميش يتجلى في تآكل بنياتها التحتية على قلتها، وافتقارها إلى مرافق اجتماعية وثقافية ورياضية، وحتى إن وجدت كما هو الحال بالنسبة للمركز الصحي، فإنها يفتقد لأبسط التجهيزات الطبية الضرورية، وغياب للمستعجلات و دار الولادة بها، على الرغم من الارتفاع الملموس لعدد السكان بالقرية، وتوفرها على إمكانيات هامة وموارد طبيعة هائلة. وهكذا فإن افتقارها هذا يفرض على الساكنة الانتقال اليومي ذهابا وإيابا من وإلى مكناس كأقرب مركز حضري إداري وتجاري ومالي. تنقل لم يسلم بدوره من المعاناة اليومية للساكنة حيث تدير أغلبية وسائل النقل ظهرها للقرية، نتيجة الوضعية المزرية والمتردية التي أضحت عليها الطريق الرئيسية الرابطة بين مكناس والجماعة القروية عين الجمعة التي تعتبر من أهم المسالك، إن لم نقل الوحيدة التي تستعملها ساكنة عين الجمعة في تنقلاتها ، وعلى رأسهم الفلاحين إما لبيع منتوجاتهم أو لاقتناء المواد والتجهيزات الفلاحية، والطلبة الذين يتابعون دراستهم بالتعليم الثانوي التقني أو العالي بمختلف شعبه، أو المعاهد، أو بالنسبة للتجار و موظفي القطاعات الحيوية كالتعليم والصحة ..... إلخ. فعلى الرغم من ضيق هذا المسلك الطرقي الوحيد وما يشكله من مخاطر وحوادث على امتداد 35 كلم، فإنه يبقى المنفذ الوحيد المستعمل حيث تشير الإحصائيات إلى احتلاله الصف الأول على مستوى الإقليم من حيث السيولة البشرية التي تتدفق يوميا عليه، إلا أنه أضحى هاجسا يؤرق الساكنة إذ لا يخلو من مخاطر وحوادث مميتة نتيجة الحفر المتواجدة على طول الطريق والأطراف المتآكلة التي توحي للمرء وكأنها تعرضت لوابل من القصف بقنابل « النابالم « هذا طبعا دون أن نتحدث عن الطريق الثانوية الرابطة بين جماعة عين الجمعة البهاليل واد الرمان رقم 7006، الواقعة بين طريق مكناسسيدي قاسم رقم 413 وطريق عين الجمعة سيدي سليمان رقم 705، التي بفعل التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها المنطقة انجرفت التربة وحولتها إل? برك مائية ومستنقعات ما جعل السكان يعيشون في عزلة حقيقية علما أنهم رفعوا طلبات وشكايات وتقارير مفصلة إلى المسؤولين على مستوى الإدارة الترابية لعمالة مكناس من ساكنة آيت مسعود، آيت التهامي، آيت الحاج حمادي، آيت علي بوكرين، آيت بابا، عين أغرباوي... ما يجعل المرء يساءل نفسه عن سر فرض المزيد من العزلة والإٌقصاء والتهميش بهذه الجماعة، وكأن ساكنة عين الجمعة تعافب عن ذنب اقترفته دون أن تدري. لذا فإن ساكنة عين الجمعة والدواوير المرتبطة بها تطالب برفع الحيف عن يطالها وذلك بإصلاح الطريق الطريق الرئيسية الرابطة بين الجماعة ومكناس، وتجهيز المستوصف بالأجهزة اللازمة و الأطر الطبية الضرورية وربطه بالنقل الصحي « إسعاف» ، وإصلاح المسالك الطرقية المؤدية إلى الدواوير التابعة للجماعة قصد فك العزلة عنها، وإحداث دور للثقافة والشباب وملاعب رياضية وتوفير وسائل النقل للنهوض بالمنطقة. إن تآكل أطراف الطرق وعدم صيانتها وتركها على حالها خسارة مادية ليست فقط لأصحاب السيارات الخفيفة ووسائل النقل الأخرى، بل هي خسارة للبلاد ككل بضياع مبالغ مهمة بالعملة الصعبة لاقتناء قطع الغيار من الخارج كون بلدنا لا زال يفتقر لمؤسسات تنتجها. لذا فإن إصلاح هذه الطرق وطرق أخرى هو استثمار واقتصاد ليس لجيوب المواطنين فقط بل استثمار للدولة وتشجيع للاستثمار في القطاع الفلاحي بالمنطقة كما هو الشأن لبعض مغاربة المهجر الذين استثمروا في ضيعات كبيرة تنتج مختلف موارد القطاع الأولي، لكن اصطدامهم بهشاشة البنية التحتية يجعلهم يفكرون في العودة من حيث أتوا. ومع ذلك لا زال الحلم يراود ساكنة عين الجمعة والدواوير المؤدية إليها لإصلاح ما يمكن إصلاحه بهدف إعادة الروح والحيوية للمنطقة وإنعاش الحركة الاقتصادية بها. فهل سيتحقق حلمها وأملها أم ستيزيد ألمها من جراء طول انتظارها للذي يأتي ولا يأتي.