يعيش مئات الآلاف من المواطنين المغاربة عزلة قاتلة، بسبب غياب التجهيزات التحتية الأساسية، وتزداد شدة المعاناة خلال فصل الشتاء، حيث تنقطع المواصلات بشكل نهائي عن القرى والدواوير، ومن بينها قريتي عين الزهراء ومزكيتا من بالمنطقة الشرقية، وتنعكس هذه الوضعية على قطاعات الصحة والتعليم والنقل والتجارة. فعلى بعد 94 كلم من عين الزهراء الى مدينة تازة، وفي مفترق الطرق التي لا وجود لها، تتوسط قرية مزكيتام كل من مدن جرسيف و تازة والدريوش، إنه موقع جغرافي كان من المفروض يثري اهتمام المسؤولين، ويبادروا إلى توفير شروط تنميته اقتصاديا واجتماعيا، إلا أن المنطقة ظلت تعاني من التهميش، وزاد الوضع استفحالا، مع توقف عجلة التنمية، وتراجع الاهتمام بصيانة الطرق والمسالك. إن عبور الزائر لما يسمى الطريق الرابطة بين امسون إلى مزكيتام ومنها إلى عين زهرة بإقليم الناظور،يعطيه الانطباع بوجود مشاكل لا متناهية،أمام كل قنطرة مهترئة أو منحدر مليء بالحفر والمنزلقات. إن المسلك الذي يمكن أن يسمى طريقا، مليء بالحفر والمنزلقات الخطيرة، قناطر أغلبها تجاوز عمره الافتراضي ولم يعد يستطيع المقاومة أكثر، يبدو أن هذه الطريق لم يعلم بوجودها المغاربة بعد، إذ تلاحظ أن المسالك قد تحولت إلى اسمنت وسط الحفر عكس ما قد يخيل إلى دهن المرء. حيث أخاديد عميقة رسمتها السيول ما يجعل المرء يندهش للبعد السحيق للمنطقة عن كل أشكال التنمية. ويظهر أن المسئولين لا يبالون بمعاناة السكان ، لا طرقات، لا مصالح، المنطقة تعيش العزلة والتهميش بكامل معنى الكلمة، إن المواطنين لا يطالبون إلا بإصلاح الطريق، بالرغم من منطقتهم تفتقر إلى ابسط متطلبات العيش... ويتأكد بالملموس أن التهميش الحاصل بالمنطقة مرجعه الأساسي هو الطريق، حيث سيول الأمطار تجرف معها أجزاء الطريق، وكذلك أحلام الشباب الذين يعيشون على إعانات ومساعدات أبناء المنطقة بالخارج . والخطير أن السلطات العمومية، تدعي رصد ميزانيات ومبالغ مالية مهمة من أجل التجهيز، إلا أن السكان لم يلمسوا أي شيء على أرض الواقع، وأملهم معلق على ملك البلاد من أجل زيارة المنطقة، والوقوف عند حالتها المزرية وفك العزلة عنها .