أعلنت رئيسة جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، د. عواطف حيار، المعينة، مؤخرا، على رأس القطب الجامعي للدارالبيضاء الكبرى، عن إحداث مجموعة من المشاريع الكبرى المرتبطة بقطاع التعليم العالي بإقليم بنسليمان، حيث أشارت في هذا الصدد خلال الكلمة التي ألقتها في اللقاء التواصلي الذي انعقد صباح يوم الأربعاء 27 نونبر 2019 بمقر عمالة الإقليم ، عن إحداث نواة جامعية ومستشفى جامعي بضواحي مدينة بنسليمان كمرحلة أولى على أساس أن يتم تعزيز هاته المشاريع بخلق كلية متعددة الاختصاصات ومعاهد للرياضة الجامعية وللنباتات الطبية والعطرية. وكشفت المسؤولة الجامعية عن الاجتماعات التي تمت في السابق بين الأطراف المعنية ( وزارة الداخلية، وزارة النقل واللوجيستيك، وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، ووزارة الصحة…) قصد إخراج المشاريع المذكورة إلى حيز الوجود، حيث وقع الاختيار على إقليم بنسليمان لاحتضان المشاريع الجامعية « لما يتوفر عليه من إمكانيات ومؤهلات مشجعة ومحفزة على الاستثمار فيه، وذلك بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي المهم وسط الدارالبيضاء والرباط، وتوفره على مؤهلات طبيعية وإيكولوجية وبيئية متميزة، بالإضافة إلى وجود بنيات أساسية مهيكلة تتمثل في طريق سيار ومطار وتواجد خط للسكك الحديدية وواجهة بحرية مهمة». المشاريع التي تم الإعلان عنها تدخل، حسب المسؤولين بالجامعة، « في إطار المساهمة في توسيع وتطوير وتجويد العرض التربوي الجامعي، وكذا لتكميل تواجد الجامعة بجميع مناطق الدارالبيضاء الكبرى، وتأتي أيضا في إطار الرؤية الاستراتيجية لتطور الجامعة الذي يرتكز على التنمية المستدامة وتنمية الطاقات البشرية من خلال التكوين في مجالات متعددة مرتبطة أساسا ببعض التخصصات لتسهيل عملية الإدماج والولوج إلى سوق الشغل» حسب ما أشارت إليه كلمة رئيسة الجامعة، وكذا تقريب الجامعة من شباب المنطقة، خاصة أن الآلاف من طلبة الإقليم يتابعون دراستهم بمدينة المحمدية والدارالبيضاء والرباط. و تميز اللقاء التواصلي بحضور عامل الإقليم ورئيس المجلس الإقليمي والنواب البرلمانيين ورئيس جامعة لوسيل القطرية، وبعض رؤساء الجماعات الترابية ورؤساء المصالح الخارجية بالإقليم، بالإضافة إلى عمداء الكليات التابعة للدارالبيضاء الكبرى، والطاقم الإداري لجامعة الحسن الثاني والمديرة العامة بمديرية التجهيزات العمومية ومدير الوكالة الوطنية للنباتات الطبية والعطرية، وتخللته عدة كلمات، ضمنها كلمة عامل الإقليم الذي تحدث عن البنيات التحتية الأساسية والمؤهلات الطبيعية والبشرية التي يتوفر عليها الإقليم والتي تعتبر، حسب المسؤول الإقليمي، من أهم المؤشرات والعوامل المحفزة والمشجعة على الاستثمار العمومي والخاص والتي من شأنها تحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة. نفس الاتجاه ذهبت إليه كلمة رئيس المجلس الإقليمي الذي أكد على « أن المشاريع الجامعية المذكورة من شأنها أن تعزز وتعجل بإخراج بعض المشاريع المرتقبة إلى حيز الوجود كالخط السككي الرابط بين المحمدية وبنسليمان والطريق السيار الرابط بين تامسنا وبرشيد المار بالقرب من مطار بنسليمان»، معتبرا «أن الإقليم سيبقى مجالا ترابيا ملائما ومناسبا لتنزيل الأوراش والمشاريع المهيكلة ذات الطابع الإقليمي و الجهوي و الوطني. في حين أشار رئيس جامعة لوسيل القطرية إلى « العلاقة المتميزة التي تربط جامعة لوسيل بجامعة الحسن الثاني والتي أسفرت عن تقديم 6 برامج بين الجانبين لما يميز التعليم بالمغرب من انفتاح كبير على المستوى المحيط العربي والدولي، والمأمول أن تتطور هذه العلاقة من خلال القيام بشراكات بين الجانبين». و ركزت بعض المداخلات على بعض المعضلات والمشاكل التي يعاني منها طلبة بنسليمان في مواصلة دراستهم بالكليات والمعاهد المتواجدة بالمحمدية والدارالبيضاء، خاصة على مستوى النقل و عدم وجود حي جامعي بالمحمدية وعدم استفادة البعض من المنح ومن الإيواء بالحي الجامعي بالدارالبيضاء بسبب ضعف الطاقة الاستيعابية لهذا الأخير، بالإضافة إلى عدم قبول بعض الطلبة بالتسجيل في الكليات التابعة لجامعة الحسن الثاني رغم أنهم ينحدرون من إقليم بنسليمان، حيث يضطرون لمواصلة دراستهم الجامعية بسطات، وهي عوامل تؤثر بشكل سلبي على التحصيل الجامعي وتكون من بين الأسباب التي تؤدي إلى الهدر والانقطاع عن مواصلة الدراسة الجامعية. واختتم اللقاء التواصلي بتوقيع ثلاث اتفاقيات شراكة بين جامعة الحسن الثاني من جهة وبين كل من جامعة لوسيل القطرية والوكالة الوطنية للنباتات الطبية العطرية، والمديرية العامة للتجهيزات العمومية بوزارة النقل.