نفذ نشطاء جمعويون وسياسيون بمدينة تاوريرت ، بعد زوال الخميس 07 نونبر الجاري، وقفة احتجاجية أمام مقر عمالة الإقليم، تنديدا بما وصفوه ب «الأوضاع «المتردية» التي يعرفها قطاع الصحة بالمدينة «نتيجة ضعف الخدمات الطبية وانعدام بعضها بالمستشفى الإقليمي بتاوريرت». وجاءت هذه الوقفة، عقب سلسلة احتجاجات واعتصامات جزئية نفذها هؤلاء النشطاء أمام المستشفى الإقليمي، وذلك على إثر وفاة رضيعة بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، بعد قضائها لأزيد من 40 ساعة في غيبوبة بقسم الأطفال بالمستشفى الإقليمي لتاوريرت في انتظار موافقة مصلحة المساعدة الطبية الاستعجالية SAMU على استقبالها بوجدة. واتهم المحتجون مسؤولي المصلحة المذكورة ب»التسيب» و»الإهمال»، كما حملوا مسؤولية وفاة الرضيعة إلى إدارة المستشفى الجامعي بوجدة، معبرين عن تذمرهم «من رفض هذا الأخير استقبال الحالات المرضية الحرجة القادمة من تاوريرت، خاصة وأن المستشفى الإقليمي يعاني من نقص حاد في الموارد البشرية واللوجيستيكية، زيادة على افتقار المركب الجراحي لقسم العناية المركزة… «. وفي السياق ذاته ، راسل نشطاء بتاوريرت رئيس الحكومة، مشيرين إلى ما اعتبروه «خيبة أمل ساكنة المدينة لعدم تخصيص ميزانية السنة المالية 2020، ولو درهم واحد لقطاع الصحة بتاوريرت»، خاصة و»أن الرئيس قال عن قانون المالية الحالي بأنه، استثنائيا، اجتماعي».وتساءلت المراسلة – التي تتوفر «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منها – ما إذا كان رئيس الحكومة «لا تصله خطورة الاختلالات والنواقص» التي يعاني منها « الوضع الصحي بتاوريرت ؟ « . ووصفت المراسلة الوضع الصحي بالمدينة ب»الكارثي»، مبرزة بأن المستشفى الإقليمي «دون مستوى احتياجات 350 ألف مواطن الذين يعيشون في الإقليم»، مشيرة إلى أن «المستشفى يضم فقط 46 سريرا بمعدل سرير واحد لكل 7600 مواطن، ويعاني من نقص مهول في التجهيزات، زيادة على غياب قسم الإنعاش»، «الأمر الذي يتطلب نقل المريض إلى مدينة وجدة، على بعد 100 كلم، بعد قبول ذلك من طرف قسم الإنعاش المستقبل حسب الأسرة الشاغرة»، وفي هذا الإطار تضيف المراسلة «كم من انتظار انتهى بفاجعة، وكان آخرها وفاة الرضيعة «مروة» الذي خلف موجة من الغضب وسط المدينة». وشددت المراسلة على ضرورة التدخل العاجل لتزويد المستشفى الإقليمي «بشتى التجهيزات الضرورية، وعلى رأسها قاعة إنعاش، وتحفيز الأطر الطبية والشبه الطبية التي تشتغل في ظروف جد صعبة، بإضافة العنصر البشري اللازم لتخفيف الضغط الرهيب الذي تفرضه معادلة الحاجة للتطبيب من طرف مجتمع جد فقير وإمكانيات المستشفى شبه المنعدمة»، لافتة إلى أن «واقع تاوريرت» الذي اعتبر «مؤلما» «يقتضي تدخلا عاجلا ويحتاج إلى رؤية مستقبلية»، «ومنها برمجة إنشاء مستشفى حقيقي وبمواصفات استشفائية مقبولة لتكريم الحياة البشرية…»