المصالحة السياسية داخل تنظيم سياسي وطني عريق عم إشعاعه الوطن و أرجاء العالم ريادة وتأطيرا وقيادة وتأثيرا محمودا والذي هو مدرسة وجامعة تعلم منه ونهل من تجاربه وعطاءاته وابداعاته واجتهاداته التنظيرية والتحليلية والنقدية قوى وطنية وثورية وفكرية من مختلف البقاع.. …إن المصالحة التنظيمية والفكرية والنضالية ليست بالفهم الشعبي أي نقيض الخصومة ،، إنها ليست من تحت مع فوق أو مع تحت ، أو من فرد تجاه الآخرين والأخريات ، لأنه منطقيا لايمكن أن يوصف الإختلاف والتنوع والإبداع الفكري المتعدد لتحقيق الأهداف المتوافق عليها بأنه خصومة بين حاملي الأفكار والإجتهادات المتنوعة المستويات ودرجة الكفاءة والمردودية والنجاعة في التطبيق … إنها أقرب إلى إعتماد الحكمة بدلالاتها الفلسفية الواقعية ، وأقرب إلى الشرع بدلالاته التربوية الروحية ، حيث العقلاء ينشدون الحكمة أينما كانت وينتقون منها الأفضل وما يحافظ على رصانتهم وتعقلهم ونجاح مهامهم “الرسالية” ،إنها في الأحزاب السياسية الوطنية الواعية تكون بالسعي إيمانا وتطبيقا لإخراج الناس من ظلمات التخلف والجهل السياسي والتبعية العمياء إلى نور العقل والتقدم والإزدهار والعدالة الشاملة … سأنطلق من قناعة لها امتداداتها : أن العديد من النداءات والمناشدات طرحت في أجهزة الحزب وقواعده منذ التأسيس إلى يومنا هذا من أجل مصالحات بين مجموعات وقياديين وبين زعماء وما يترتب عليها من صراعات بالاقاليم .. إلا أن العديد منها لم يحقق المراد والمنتظر منها مما تسبب في تعقيدات وتفكك العلاقات التنظيمية والأخوية مع جنوح علني نحو الكيل بمكيالين .. فمضامين أغلب النداءات المعلنة والداخلية والمبادرات الأخوية للستين سنة الماضية أفرزت عناوين لخلاصات التداول في المصالحة و كشفت عن مواقف مختلفة معللة سواء كانت مع أوضد أو متوجسة، ومنها ما يزيد الأمور تعقيدا وسوداوية بسبب مستوى الخطاب والكلام المستفز والمبخس لأفكار وتصورات واقتراحات الآخرين والذي يسقط في الشخصنة المقيتة ، وبسبب تعنث وردود أفعال غير متعقلة ،، وقراءة سريعة في تاريخ الحزب تكشف البعض من ذلك وبطبيعة الحال كل الإتحاديين والإتحاديات “إلا من أبى “يسعون بصدق إلى توحيد أعضاء ومكونات الأسرة ، وتصحيح وتقوية الخط السياسي ، وبناء وتمتين الآليات التنظيمية ، والوضوح الإيديولوجي ، والتوفر على برامج متجددة لبناء الوطن والمؤسسات وتحقيق العدالة الإقتصادية والإجتماعية ، وبناء مجتمع الإنسانية والحقوق …. لهذا يمكن القول إن كلمة “المصالحة” قد يتحفظ عليها البعض من إلإخوة، وقد يفهم بأنها من فوق تجاه الآخر ممن بقي في التنظيم أو جمد نشاطه أو غير اتجاهه منذ سنوات التأسيس الأولى التي كانت في معظمها زمن حالات الإستثناء والرصاص والجمر ، وما افرزته من التناقضات والمواقف داخل الحزب وفي مراكز القرار بالدولة ،، وقد يكون المعنيون بالتحاور والمصالحة جانبوا الطريق أو أخطاوا التدبير … اعتقد ان نداء “المصالحة” قد يشكل عنوانا و مدخلا لوضع آليات تتفق عليها النخب الإتحادية القيادية التي لها علاقة مباشرة أوغير مباشرة بكل محطات الخلاف بما ترتضيه القواعد وتحبه ديموقراطيا وموضوعيا لبناء الإتحاد الكبير القوي الوفي للشهداء وضحايا سنوات الجمر والرصاص وضحايا الحراك الشعبي الذي يكون الإتحاديون فيه دائما طرفا أساسيا أو مساهما أعلنوا عن ذلك للعموم أم اشتغلوا في صمت ،، كما تتطلب المصلحة العامة الإنتفتاح على القوى اليسارية والديموقراطية والحداثية وتشكيل تحالفات قوية مرتكزة على المشترك نظريا وتخطيطا مرحليا واستراتيجيا من اجل الإصلاح والتغيير .. ولم لا يصوغ الكتاب الأولون للحزب نداء مشتركا يوجهونه للأسرة الأتحادية وفق منجهية تستحضر مصلحة الحزب والوطن .. لتيسير انخراط الجميع في مسيرة الوحدة النضالية والوضوح الإيديولوجي وبناء المؤسسة الحزبية الديموقراطية الضامنة لحرية التعبير والحق في الاختلاف و… إنه من المفيد الأساسي لتيسير المصالحة إرساء اتفاق من بقي من القيادات التاريخية للإتحاد إضافة إلى الرمزية من جيل المؤتمر الإستثنائي وما بعده، و من برز كقيادات شبابية ونقابية كانت تشكل رأيا مخالفا للقيادة الحزبية وحتى لبعض قرارات الأجهزة الحزبية وتطور تدبير الخلاف إلى قطيعة وتشكل تنظيمات منها من تحول إلى أحزاب … إن تاريخ نضال وتضحيات الإتحاد هو الذي بنى الإتحاد وأكسبه المصداقية .. كما أن القرارات والمواقف الشجاعة والمتميزة المنحازة للصدق والوفاء والشعب كان لها دور لاينكره إلا جاحد أو جاهل ،، كما أن تاريخ عطاءات واجتهادات مفكري وعلماء ومبدعي الإتحاد على المستوى التنظيري والتأطيري والفلسفي والثقافي والإقتصادي والإجتماعي والنضالي الجماهيري بصياغتهم لتصورات ونظريات وبرامج ودراسات وقرارات ساهمت في بناء الدولة ،وبناء اليسار وقوى الحداثة والديموقراطية،، وكانت من الأسباب المباشرة في كل التحولات والتوافقات والصراعات التي مر منها المغرب، جعلت الحزب وازنا على الصعيد الوطني والعربي والعالمي بل ويسترشد باجتهاداته ومنهجية عمله.. ومن هنا لن يستقيم الأمر ويبني الإتحاد مكانته ويسترجع قوته المؤثرة في المشهد الوطني بانفصال عن تاريخه وابتعاد عن أساتذته ورواده الذين هم آباء وخبراء وحكماء ومجتهدون قامت الدولة لضرورات مختلفة في أكثر من حقبة بإسناد مهام وطنية وديبلوماسية واستشارية لهم لكفاءتهم وقيمتهم المتميزة ،، إن هجرة أدمغة من الوطن إلى الخارج ، وهجرة أدمغة وطاقات من الإتحاد الأسرة و التنظيم ، جعلت العديد من هؤلاء و أولائك يعطون بهجرتهم الكثير فمنهم من أبدع وأصبح من الأعلام والفاعلين في مختلف المجالات يفتخر بهم الوطن والحزب ، وهجرتهم تلك نتج عنها اختلالات وتضييع لاستثمار طاقات بوطنها والهيئات التي تنتمي اليها.. إن القول و الدفع ب “أن أرض الله واسعة ” عند كل خلاف أوغضب أو تضايق ، وفي أية مرحلة يكون فيها تدافع موضوعي وطبيعي فكري وتنظيمي وحتى شخصي في إطار الطموح للقيادة ، يعتبر عنفا وشططا تنظيميا لدفع المختلف معهم للهجرة، ويعتبره البعض مبررا لها باعتماد نفس القول … إنه أسلوب غير مقبول ومرفوض شكلا وجوهرا ولو تغيرت طرق توظيفه ، والذي استعمل من بعض قياداتنا الحزبية التاريخية المحترمة في أوائل الثمانينات ونهاية التسعينات ، ووظف حتى بالقيادات المناطقية والقطاعات الجماهيرية الموازية ، ووظف بعد ذلك بصيغ مختلفة تستعمل التضييق والإستفزاز والتهجم على كل منتقد ، والتهميش والإقصاء الممنهج ، وترويج الإشاعات والأخبار المختلفة لتلويث سمعة ، أو تبرير تعسفي لأسباب الإختلاف ، حصل هذا في الستينات والسبعينات وما بعدهما .. إن الهجرة خارج الوطن ، جعلتنا وتجعلنا نسائل الدولة عن الديموقراطية وعن العدالة المجالية الترابية ، وندرس نتائج السياسات الإقتصادية والإجتماعية التي تنتج واقعا غير مطمئن يكشف عن تضخم في الأزمة وتأثيراتها ، وتشاؤم فيما يخص المستقبل والمآلات بالنسبة للشعب .. وهنا نقول إن من المصالحة الوطنية العادلة أن يسع الوطن كل أبنائه وبناته سواء من هاجر لأسباب اجتماعية ، أو اقتصادية ، أو حقوقية ، أو سياسية .. بما في ذلك استيعاب عودة المهاجرين واستقرارهم بوطنهم وادماجهم في آليات ودواليب الحركة التنموية من أجل نهضة شاملة .. و نقول إن هجرة الإتحاديين والإتحاديات لخارج التنظيم وحتى خارج الحزب ،، يجب أن يحفز فينا مساءلة وتقييم الحزب لنفسه ، وتقييم سلوكات وقرارات ومواقف وسياسات القيادات الوطنية والجهوية وإلاقليمية والمحلية والقطاعية ،، وأن يمارس الجميع نقدا ذاتيا وموضوعيا بشكل علمي ومتعقل ورصين ومشبع بقيم الوفاء والمصداقية والجدية المستدامة حتى يستطيع الحزب استيعاب كل مكونات الأسرة الاتحادية في بيت واحد لعله ينجح ويستمر في إنجاز رسالته التاريخية والمستقبلية بتشارك بين أصول الأسرة وفروعها ، بابتعاد عن المصالح الشخصية والترضيات والتوافقات التي تكون على حساب المبادئ والحكامة والجودة ، مع الحرص الدائم على ما فيه خدمة المصالح العليا للوطن والشعب والحزب .. إنه لايمكن القبول باستعمال أرض الله واسعة في مواجهة كل مخالف ومعارض لسياسات الدولة ،، كما لايحق اعتماد ذلك بشكل معلن أو خفي في سياسات الحزب وتنظيماته في مختلف المجالات .. إن المصالحة يجب أن تكون مع النفس ، ومع الإتحاد كأسرة وتاريخ ونضال وتضحيات وفكر ، ومع اليسار والحركة النقابية ، ومع المجتمع ،، ومع المستقبل .. إن معالجة ملف المصالحة في علاقة بقراءة رصينة للزمن الذي قطعه الحزب منذ التأسيس إلى اليوم أي الذكرى 60 للحزب ،، تستوقفنا عند كل محطات الإختلاف والصراع ، والإختراق والإنحراف، والإصلاح والتعطيل ، والعرقلة والتجميد والمنع، والإنقسام والقطيعة وحتى الخيانة، وتأثير كل ذلك وغيره على مسار سنوات الجمر والرصاص وانعكاسه على ما بعدها ..وتجعلنا نقف بافتخار عند كل النجاحات والمبادرات التنظيمية والفكرية الشريفة والمواطنة والجماهيرية .. إن غير المنطقي هو أن نعمل وطنيا ومناطقيا على تدبير المفاوضات والحوار والتوافقات وتأطير المهادنات والمصالحات مع السلطات العمومية الممثلة للدولة في علاقة بقطاعات وزارية وتقدم الدروس والتجربة للآخرين ، وفي نفس الوقت نعمل بنقيض ذلك في تدبير القضايا والإهتمامات الحزبية فيما بيننا لدرجة يكون الاتحاديون فيها أشداء على أسرتهم وأنفسهم، ورحماء ومحاورين متعقلين مع خصومهم وأعدائهم .. إن كل تصعيد يعرفه الإختلاف والصراع في العمل السياسي يكون نتيجة مبالغة البعض في التعصب لتصورهم وقناعاتهم كانوا بالقواعد أو القيادات السياسية أو النقابية وحتى الجمعوية ،، وعدم إعمالهم التوافق الموضوعي والرصين في صياغة خلاصاتهم وقراراتهم ، دون أن نغفل من كانت لهم سوء نية ممن إندس في الحزب لخدمة أجندة أو أجندات معينة والذين يتخصصون في صب الزيت على النار ونشر الأكاذيب والأخبار الزائفة الملفقة ، وتأليب البعض ضد البعض ، وتسريب المداولات الداخلية إلى من هب ودب من متصيدي معلومة أو سبق مع علمهم بسوء ذلك وعواقبه الوخيمة على تماسك البيت وفقدان الثقة في مجالس الحزب بالخلية أو الأجهزة أو حتى اللقاءات الأخوية.. كما لايجب أن نتغافل على أن الغالبية من الأسرة الإتحادية سواء من بقي مرتبطا بالأنشطة الحزبية أو من ابتعد عنها ، أو الصامتين المتتبعين لكل ما يقع، يشتركون في حسن نيتهم وصدقهم وتألمهم عند كل كبوة أو فشل أو صراع نكون أحيانا من أسبابه، ونتحمل ونتقاسم قسطا من المسؤولية فيه… إنهم يرغبون بشكل فعلي في أن تطوى الصفحات السوداء والسيئة والمعطلة طيا حكيما إيجابيا ينجح كل خطوات المستقبل ليتفرغ الجميع للمهام والمبادئ التي من أجلها وفي سبيلها قدمت التضحيات الجسام طوال 60 سنة الماضية.. …إن تحول الإختلاف إلى صراع وإقصاء وتخوين وأحيانا إلى عداء وإستعداء أصبح مرئيا في التنظيمات بما فيها الموازية ، وانتقل إلى تأليب متبادل للرأي العام ضد قادة التوجهات التي تشكلت داخل الإتحاد طوال مساره ، بل وتفنن منا البعض في تبخيس نضالات كبيرة وشريفة ، والإستهزار بمواقف تاريخية مشرقة ، والإساءة لرموز تاريخية قدمت من التضحيات ما يعجز البعض منا عن تصور كيف تحملوا وصمدوا وبقوا أوفياء .. إننا بسوء تدبيرنا للإختلاف، والتسرع، والغضب المولد للعنف نقع أحيانا في الأسوأ حيث تسببنا في تفرق بعض المناضلين والمناضلات والمتعاطفين والمتعاطفات وتوزعهم إلى شيع وأحزاب ونقابات وجمعيات… إن العديد من العوامل ساهمت في زرع وبث سلوك التآمر والكيدية والعمل الإقصائي في العلاقات التنظيمية، ففي العديد من المحطات تطورت نقاشات واختلافات ومنافسات إلى صراعات ومواجهات عنيفة وقع ضحيتها العديد من أفراد الأسرة الإتحادية ،، فاعتزلت وابتعدت نسبة مهمة عن العمل التنظيمي وحتى عن المقرات وبقيت مؤمنة بحزبها وتتبع ما حصل ويحصل وكلها أمل في أن تتعقل الأفكار والسلوكات والقرارات والمواقف وتلتئم الأسرة الإتحادية الكبيرة وتنظم وتعقلن اختلافاتها، وتقوى إيمانها وممارساتها الديموقراطية، وتحترم التمثيلية على مستوى النخب والكفاءات والقواعد وطنيا ومناطقيا من أجل تحويل الحزب إلى مؤسسة حقيقية قادرة على ترجمة مبادئه وبرامجه في الواقع، في ارتباط بالجماهير الشعبية، ووفاء لأرواح الشهداء وضحايا القمع بكل أشكاله، وفي علاقة ببناء دولة المؤسسات بالحق والقانون والأنسنة …الخ ولهذا نجد في تاريخ الإتحاد بعدد محطات الصراع لدرجة الإنفصال هناك عدد من محاولات التوفيق والمصالحة لم تكتمل حلقاتها إلا مع حالات محدودة .. إن الصراعات داخل الإتحاد أفرزت ” توجهات” عديدة داخل التنظيم بامتدادات أجهزته سواء في الستينات أو السبعينات أو ما بعدهما تختلف قوتها وامتداداتها وطروحاتها التي لايمكن الإستهانة بها أو تبخيسها برمتها ، لأن الكل يمتلك جزءا من الحقيقة وشطرا من الصدقية ، وقدرا من حسن النية ،ونسبة من عدم الثقة،،، فإذا كان الإتحاد قد قاد مصالحات عدة مع الدولة توجت بما أطلق عليه المصالحة والإنصاف وطي صفحة الماضي والتي لم تكتمل بعد ..حيث أنجزت العديد من مراحلها في عهد حكومة اليوسفي التي اعتبرت تجربة رائدة يحتدى بها لكنها لم تسلم من انتقادات ومؤاخذات ،،، فإن سعي الإتحاديين اليوم لانجاح المصالحة ولو بالتعامل معها بروح نقدية واحترازية من أجل وضع كل الضمانات والآليات التي ستنجحها لان التعثر او الفشل سيزيد من عمق الاختلاف والصراع وسيعقد الخطوات المقبلة وسيكون لذلك انعكاس خطير على قوى اليسار والديموقراطية والحداثة .. إن لم الشمل لايمكن أن نسقط عليه مفهوم وآليات المصالحة التي تمت مع الدولة لأن الأمر : – من جهة داخلي باعتباره يعني الأسرة الإتحادية المنظمة والمتعاطفة والنصيرة منذ التأسيس أو على الأقل ممن كان وراء مقررات 30 يوليوز 1972 فالمؤتمر الإستثنائي 1975 إلى اليوم .. – ويعني العمل النقابي ومنظمات المجتمع المدني الرائدة التي بناها الإتحاديون والإتحاديات من بدايات الإستقلال إلى اليوم … – كما يعني أسرة اليسار التي يعتبر جزء مهم منها أبناء للإتحاد الكبير حيث يوجد العديد من المناضلين الإتحاديين بقيادات تلك المنظمات … – ومن جهة أخرى مهمة جدا الأمر يعني الشعب لأن الإتحاد في ملك الوطن و المواطنين والمواطنات ، ويعتبر نفسه وفيا لهم تأسيسا منذ زمن مواجهة الإستعمار ، إلى الإستقلال ، إلى اليوم … إن المصالحة لها علاقة ب : – وضع منهجية ديموقراطية لبناء المصالحة .. – حوار داخلي .. – اعتماد الشفافية في كل الخطوات والمبادرات المرتبطة بها .. – الإعداد للمؤتمر القادم للحزب أن لم يكن استثنائيا في تاريخه أن يكون استثنائيا بروحه ومضمونه ومؤتمريه يجسد روح المصالحة والوحدة والتدبير المشترك ولم الشمل التنظيمي .. – أن تصبح المصالحة بمضامينها وخطواتها ومبادراتها ومبانيها صدمة إيجابية تحبط وتفشل كل أعداء وخصوم الحزب وكل الذين لن يهنا بالهم إلا بمحوه من الخريطة السياسية او على الأقل جعله رقما تافها يؤثث ويكمل نصاب اغلبية ان كان ذلك ضرورة مرحلية .. – إن تقوية الحزب ستسهل على الوطن أن يخرج بسرعة مما يطلق عليه ” التناوب الديموقراطي ” الذي يحتاج الى إصلاح سياسي ودستوري جديد يحمي الديموقراطية ويمنع النكوص والتراجع عن المكتسبات والتحديث وكرامة الشعب .. – إن قبول الحزب بمخاطرة ومغامرة المشاركة في حكومة التناوب وترؤسها من أجل مصلحة الوطن ، فإن المصالحة الحقة الصادقة ليست بالمغامرة بل ضرورة لابديل عنها لمصلحة الوطن والحزب والقوى الحرة عالميا .. – بإعادة تقويم وبناء العقلية الإتحادية المشتركة العنيدة والقاسية على أصحابها أكثر من خصومها وأعدائها..، – بضرورة تقوية وإرساء الإيمان بالديموقراطية واعتمادها بإخراجها من الحيز النظري إلى التطبيقي .. ، والإنفتاح على من يخالفهم الرأي والتوجه داخل التنظيم وخارجه ..، – بإقرار فهم علمي لأهمية ودور التنظيم في علاقة بالتأطير والعمل الميداني وتكوين الكفاءات المتمرسة على خدمة مصالح الشعب .. – بالوضوح الأيديولوجي الذي يثمن العقل والممارسة الإتحادية في مختلف المجالات الحزبية والمجتمعية والمؤسسات العمومية .. – بعدم تبخيس عمل الإتحاد وتاريخه النضالي لأن النجاح والفشل مشترك بنسب مختلفة بين الجميع ولكل منهما نصيب من المسؤولية .. – بتجديد الخطاب الإتحادي الفردي والجماعي ليرتقي إلى مستوى يشرف الجميع صياغة وألفاظا ومعاني وغايات حتى يتفاعل معه الرأي العام والقوات الشعبية..، والإبتعاد عن لغة الخشب، والشعبوية، والتشكيك والكيد ونظرية التآمر والتلاسن، وتجنب كل ما يبعد الحزب عن الناس ويبعد الناس عن الحزب … إن نجاح إعادة بناء وتأهيل الحزب مرتبط ب : – باعتماد نقد بناء وموضوعي تجاه الذاث والمؤسسات ، – وتجنب تضييع الزمن وتأخير الإصلاح والتغيير، – و تسجيل الرأي العام الإتحادي والعام لمواقف ملموسة وعملية وجدية وفاعلة تهم الوضع الحزبي وعلاقاته باليسار والحركة التقدمية والنخب المثقفة والجماهير الشعبية التي هي خلاصة اسم الحزب والصفة والمهمة التي تميزه ” الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية “.. إن من الأسئلة المطروحة عند المتتبعين إذا كان الإتحاد قادرا على التنازلات والتوافقات في تحالفات وتنسيقات مع الدولة ومع قوى تتعارض معه جزءا أو كلا، ومنها من ناصبه العداء وبيننا وبينهم دم شهيد و أكثر..؟ فلماذا يعجز ويفشل أحيانا في بناء تنازلات وتوافقات داخل أسرته الوطنية العريقة التي اجتمعت وتأسست للنضال والتضحية وليس للمصالح والنفوذ والجاه..؟؟ الجواب العملي بيد كل الإتحاديين والإتحاديات وهم قادرون على تجاوز كل المعيقات والإشكالات والإكراهات والخلافات ، وقادرون على أن يعيدوا لمقدمة الواجهة الوطنية وللشعب الحزب الذي انشغل بمشاكله لحد أنه ساهم بغير قصد في اختلال التوازن اللازم لبناء وطن حر وديموقراطي …و ليبني بالتدافع الإيجابي كل ما يجمع وكل نناضل من أجله ،ويشق الطريق نحو مجتمع المعرفة والحداثة والديموقراطية والعدالة الإقتصادية والإجتماعية .. ولنكون مترجمين للمبادئ والشعارات التي كنا بها ولن تستقيم الأمور إلا بروحها وتوهجها في كل الواجهات ..لانه لاتغيير يتم إلا بحزب حر وتنظيم قوي..