احتضنت ردهات إحدى فنادق مدينة الدارالبيضاء، مساء يوم الجمعة 20 شتنبر الماضي، ندوة صحفية من تنظيم المنظمة المغربية لحقوق الإنسان فرع الدارالبيضاء، بشراكة مع كل من فرع المنظمة بفاس والمؤسسة الدنماركية لمكافحة التعذيب «دينييتي» (Dignity)، وذلك قصد الإعلان عن إطلاق الدليل المغربي للتوعية والوقاية من التعذيب، والذي يدخل ضمن مشروع منبني على ثلاثة مستويات: تحديد وكشف ضحايا التعذيب، ثانيا إعادة التأهيل ثم المأسسة. اللقاء الذي حضره عدد كبير من المهتمين على اختلاف شرائحهم العمرية والاجتماعية والتكوينية، كان مناسبة للتعريف بمؤسسة «دينييتي» والمشروع الذي انبثق منه إطلاق الدليل، كما حدد فيه جل الشركاء وممثليهم، مجموعة من المفاهيم المتعلقة بالموضوع الذي يتميز بالغموض في غالبية الأوساط المغربية، حيث لا يتم التمييز ما بين مفهوم العنف ومفهوم التعذيب أو المعاملة السيئة …إلخ. وفي هذا الإطار فقد جاء تركيز مراد الحمداني، رئيس فرع الدارالبيضاء للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان على أن هذا التحسيس يستهدف جميع المواطنين ضحايا التعذيب، وليس فقط السياسيين، والمتواجدين بيننا دون أن نعرفهم، وبالتالي فهو يتوجه للأطباء والأساتذة والصحفيين وغيرهم، من أجل إشراكهم في الكشف عن ضحايا التعذيب. واسترسل الحمداني موضحا بأن موضوع مكافحة التعذيب يحظى بإجماع كل جمعيات المجتمع المدني، خاصة في بلد صادق على بروتوكول مناهضة التعذيب، لكن يبقى على المؤسسات الحقوقية أن تبادر بتفعيل آليات من أجل ذلك وتنزيلها على أرض الواقع، كما لم يفته أن يذكر بأن فرع المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بالدارالبيضاء، خاض تجارب تتقاسم مواضيعها مع هذا المشروع، منها على سبيل المثال برمجة المنظمة لموعد محوره «أدب السجون». وأكد عز العرب لحكيم بناني، كاتب فرع المنظمة المغربية بفاس، التي سبق وخاضت التجربة قبل شهور، على ضرورة التمييز بين العنف والتعذيب والمعاملات السيئة خلال الكشف عن ضحايا التعذيب وأبرزعدة مفاهيم من بينها شروط إثبات عملية التعذيب. من جهته استحضر الأستاذ المحامي فهد الوزاني، خلال عرضه المعنون ب»التعذيب وأخواته»، القوانين المغربية التي تتطرق لهذا الموضوع . عبد الكريم المانوزي، الكاتب العام للجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، خلال عرضه تطرق ل» أهمية تأهيل الضحايا»، كما أدلى بمعطيات ناتجة عن تجربة مؤسسته بحيث تكفلت الجمعية، بمساعدة أطباء متطوعين، بالضحايا الذين استقبلتهم، كما قامت بالتنقل عبر قوافل جالت بها في عدة مدن، من أجل الكشف عن الضحايا وجمع شهاداتهم وقاموا بدفع الناس لملء استمارات بأسمائهم وأنواع التعذيب التي تعرضوا لها، لكي يتمكنوا من تحديد نوعية المساعدة التي يجب تقديمها، سواء أكانت نفسية، جسدية أو إدارية. وداد التوزاني، ممثلة منظمة «دينييتي»، شكرت كل المنظمين وكل من شاركهم في إنجاز العمل، معرفة في تدخلها بالعملية التحسيسية التي يستهدفون منها المجتمع، أرفقتها بقصة تم إطلاقها بالصوت والصورة، مأخوذة من الدليل الذي تم إنجازه والذي تضمن مجموعة من المفاهيم فضلا عن قصص مصورة. ومن بين المبادئ الأساسية التي يدونها الدليل ويقترحها التكوين الذي يضعه المنظمون بين أيدي مجموعة من المهتمين، كيفية التعامل مع ضحايا التعذيب والشروط التي يجب أن يتوفر عليها الممارسون… إلخ. التدخلات ركزت أيضا على الدعوة إلى استقطاب مجموعة من جمعيات المجتمع المدني في هذا الشطر من المشروع واختتمت بتبادل الآراء وتفاعل الحاضرين .