وصف مرصد الشمال لحقوق الانسان المقاربة المغربية المتبعة لمواجهة الإرهاب والتطرف بأنها تبقى عاجزة ما لم تتم معالجة الاسباب المؤدية الى انتشارها. مشددا على ضرورة وضع سياسة تنموية مستعملة قائمة على محاربة الاقصاء والتهميش الاجتماعي ومعالجة أسباب الهدر المدرسي، وأيضا القضاء على الفقر والبطالة وتحقيق التنمية المستدامة، والحد من الفساد والتوزيع العادل للثروات واحترام حقوق الانسان. وحسب بلاغ مرصد الشمال لحقوق الانسان، فإن الدولة المغربية مطالبة بتبني استراتيجية وطنية واضحة في مواجهة التطرف والارهاب، وتتضمن آليات عملية يشارك فيها إضافة الى الجهات الرسمية، مفكرون وخبراء ورجال دين وإعلاميون. وكان مرصد الشمال لحقوق الانسان، قد أنجز بحثا ميدانيا حول هجرة مغاربة من الشمال الى سوريا والعراق للقتال في صفوف ما يسمى بالدولة الاسلامية »»داعش« «، حيث سلط الضوء على العوامل التي أدت الى تجنيد الشباب بمنطقة الشمال المغربي من طرف التنظيمات الارهابية بسوريا والعراق، إذ أكدت الدراسة أن الاسباب الرئيسية التي دفعت هؤلاء الشباب للذهاب الى القتال في سوريا والعراق هي عوامل دنيوية رئيسية مقابل الاسباب الدينية المتمثلة في الرغبة في الجهاد ونصرة الشعب السوري كأسباب ثانوية، كما كشف البحث الميداني أن أغلب الملتحقين من العينة هم من شباب نفس الاحياء الذي تجمعهم صداقات أو توطدت لاحقا عبر شبكات التواصل الاجتماعي »الفيسبوك،« حيث أغرت الصور المنشورة للمقاتلين بسوريا في مراكز التسوق والمطاعم وركوب السيارات الفاخرة، ومزاولة الرياضة والصيد التي تعبر عن حياة الرفاهية والترف في »جنة الارض« ، أغرت العديد من الشباب. كما كشف مرصد الشمال لحقوق الانسان أن ثلث المغاربة المقاتلين بسوريا والعراق ينحدرون من الشمال، موصيا بتبني استراتيجية وطنية تتضمن مجموعة من الآليات العملية لمحاربة آفة التحاق الشباب المغربي بجبهات القتال ومناطق الصراع، سواء حاليا أو مستقبلا.