الجريمة الشنيعة التي شهدتها جنوبفرنسا بمنطقة فوكليز والتي أودت بحياة مهاجر مغربي يسمى محمد الماكولي ‹(47 عاما) ونجت منها زوجته، اعتبرها المرصد الوطني لمكافحة كراهية الإسلام في بيان له، بالفعلة الفظيعة وذات الطابع المناهض للإسلام في نفس الوقت. وقتل الضحية ليلة الثلاثاء و الأربعاء الماضي بعد تلقيه 17 طعنة سكين داخل منزله، فيما أصيبت زوجته التي كانت رفقة رضيعها بجروح قبل أن تبلغ الشرطة. هذا الاعتداء العنصري والمعادي للإسلام، جاء بعد سلسلة اعتداءات تعرض لها المهاجرون بفرنسا من أصول مسلمة، أي المغاربيون على الخصوص. بعد الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها باريس في 7 من يناير ، والتي أودت بحياة 17 شخصا بالإضافة إلى الثلاثة المشتبه بهم في هذه العملية. اتهام المسلمين بفرنسا، رغم أنهم هم أيضا ضحايا التطرف والإرهاب: ومن أخطر نتائج هذه الأحداث الدموية هو تزايد الاعتداءات على مسلمي فرنسا، رغم أن الإرهاب مس كذلك المسلمين في هذا الحادث، حيث قتل الشرطي أحمد لمرابط من طرف الإرهابيين وكذلك المصحح مصطفى أوراد وهما معا من أصول جزائرية. وأحصي أكثر من 50 حادثا ضد أماكن صلاة أو تجمع منذ الأسبوع الماضي بحسب مرصد محاربة معاداة الإسلام التابع للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في كلمة أثناء افتتاح ندوة بمعهد العالم العربي حول «التجديد بالعالم العربي»بباريس في آخر الأسبوع قال «إن المسلمين هم أول ضحايا التعصب والتطرف وعدم التسامح» وأضاف « علينا أن نذكر أن الإسلام متلائم مع الديموقراطية، وعلينا أن نرفض الخلط والغموض، وان الفرنسيين ذوو الديانة الإسلامية لهم نفس الحقوق ونفس الواجبات كباقي المواطنين». هذا الكلام الذي قاله الرئيس الفرنسي سعيا منهم إلى إزالة الخلط بين المسلمين والإرهاب في عقول عدد من الفرنسيين وكذلك إعلامهم بمختلف أشكاله. أما رئيس المعهد العالم العربي فاعتبر في تصريح خص به الاتحاد « أن الاعتداء على المسلمين هو فضيحة وأمر غير مقبول، واعتبر هذه السلوكات من فعل مجانين. الغاضبين يسعون إلى ارتكاب سلوكات من هذا النوع، وهو أمر لا يمكن تصديقه،هو فضيحة وأمر غير مقبول. وأكثر من أي وقت آخر يجب القول إلى المسلمين، أصدقاؤنا، إخوتنا ومواطنونا، إنهم هنا في بلدهم، وأن أماكن عبادتهم يجب احترامها، وقد تم اتخاذ العديد من الإجراءات في هذا الاتجاه من طرف الحكومة، الجيش سوف يقوم بحراسة وتوفير الأمن قرب أماكن العبادة خاصة المساجد.» طبعا بعد توالي الاعتداءات فقد تم وضع عناصر الجيش الفرنسي أمام مختلف المعابد التابعة لليهود أو المسلمين. أخطر الجرائم المعادية للإسلام مقتل مغربي وتهديد آخر بالسكين: قتل مغربي ليل الثلاثاء الأربعاء بعد أن تلقى 17 طعنة سكين في فوكلوز (جنوبفرنسا) في جريمة ندد بها الجمعة المرصد الوطني لمكافحة مناهضة الإسلام بفرنسا. باعتبارها تندرج في إطار «كراهية الإسلام واقتحم رجل (28 عاما) مسلح بسكين منزل جاره بعد أن هشم الباب ثم سدد لجاره محمد المكولي (47 عاما) عدة طعنات قبل نزع سلاحه. وعاد إلى منزله بحثا عن سكين آخر وسدد طعنات أخرى لوالد الأسرة الذي تلقى ما مجموعه 17 طعنة. وهربت زوجة الضحية التي أصيبت عند محاولتها التصدي للمعتدي مع رضيعها وأبلغت الأمن. وندد المرصد الوطني لمكافحة كراهية الإسلام في بيان ب»الفعلة الفظيعة ذات الطابع المناهض للإسلام وبحسب رئيس المرصد عبد الله زكري، فإن زوجة الضحية شهدت بأنها سمعت المعتدي يصرخ «أنا ربك.. أنا إسلامك». وقالت نيابة أفينيون «سيتم التثبت مما إذا كانت الجريمة تندرج في سياق كراهية الإسلام في إطار التحقيق» الذي يقوم به القضاء حاليا في هذه الجريمة الشنيعة. وعثر على المعتدي غير بعيد عن مكان الجريمة وصرح لشرطة الفرنسية بأقوال متضاربة وقد أدخل مستشفى نفسي حيث أشير إلى أنه يعاني من انفصام في الشخصية (سكيزروفرينيا)، بحسب النيابة العامة . ووجهت إليه الخميس تهمة القتل العمد. وقد تم تسجيل حادث آخر في مدينة تولوز (جنوب غرب) تم توقيف شخص من جنسية رومانية الجمعة الماضي وهو يحمل سكينا بعد أن وجه تهديدات بالقتل بحق مسلمين. وقال مصدر أمني إن أحد معارفه أبلغ أجهزة الأمن بنيته التوجه «لقتل مسلم». ووضع المعني قيد الاعتقال بتهمة حمل سلاح والتهديد بالقتل. وأشار المرصد الأربعاء إلى تسجيل أكثر من خمسين عملا معاديا للمسلمين بعد الهجوم الدامي على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة.