تواجه فرنسا تحدياً أمنياً جديداً مع اقتراب استضافتها قمة مجموعة السبع، فبينما يقوم متظاهرون بإنشاء مخيمات في بلدات بالقرب من الحدود الإسبانية للاحتجاج على ما يسمونه الظلم الاقتصادي وعلى تداعيات تغير المناخ وغيرها من المخاوف، أعلنت السلطات الفرنسية عن حشد 13200 عنصر من الشرطة والدرك تدعمهم القوات العسكرية لتعزيز الأمن في بياريتز ومحيطها، المدينة التي ستعقد فيها القمة. وفي تصريحات لوزير الداخلية كريستوف كاستانير الثلاثاء عن الإجراءات الأمنية المكثفة المقررة لمجموعة السبع في بياريتز في الفترة من 24 إلى 26 أغسطس قال كاستانير «لن نتسامح مع أي تجاوزات، إذا حدثت، سنرد». وكان وزير الداخلية قد زار لأول مرة مع لوران نونيز سكرتير الدولة لدى وزارة الداخلية في أوائل شهر يوليو المكان الذي ستقام فيه الفعالية الدولية، وعادا الثلاثاء إليه مرة أخرى قبل أربعة أيام من انعقاد القمة ليفحصا النظام الأمني لجنوب غرب البلاد من أجل التأكد من سلامة الأمن و توفر الخدمات الصحية والإغاثية في المنطقة. من جهة أخرى تتضمن الإجراءات الأمنية المكثفة تشديد الرقابة على الحدود وإغلاق حركة المرور الجوي والبري المؤدية إلى بياريتز لتمهيد الطريق أمام قادة الدول القادمين لحضور القمة. وفي غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستزف كاستانير إن أكثر من 13 الفا من رجال الشرطة تدعمهم قوة عسكرية، تم حشدهم لضمان أمن قمة مجموعة السبع التي ستعقد في بياريتز جنوب غرب فرنسا آخر الأسبوع. وأضاف كاستانير،اثناء توجهه إلى هذه المدينة الساحلية حيث ستعقد القمة من 24 إلى 26 غشت «لن نسمح بحدوث أية مشاكل، وسنتحرك في حال حدوث ذلك». وقال إن مجموعة السبع تبقى هدفا محتملا ل «ثلاثة تهديدات رئيسية» بدءا من «الأفراد العنيفين الذين هناك فرق بينهم وبين المتظاهرين المسالمين». وحول انعقاد القمة المضادة في إرون، في شمال إسبانيا، وفي هنداي البلدة الفرنسية التي تواجهها في الجانب الآخر من الحدود، قال إنه «يجب أن تعقد بحرية (…) ليس واردا منع التعبير الحر وغير العنيف للآراء». وتحدث الوزير عن «تهديد إرهابي» قد تكون «قمة دولية هدفه» رغم تأكيده عدم وجود «تحذير خاص» بهذا الشأن حاليا. كما أشار الى هجمات محتملة على الإنترنت. وشدد على «التعاون الاستثنائي»، وخصوصا في المسائل الاستخباراتية مع إسبانيا التي ستقوم بتعبئة القوات على جانبها من الحدود. على صعيد عمليات الطوارئ أكد الوزير وجود 400 من عناصر الإطفاء و13 فريقا متنقلا للطوارئ والإنعاش الطبي. احتجاز 5 أشخاص ورغم تطمينات كاستانير بإمكانية السيطرة على الوضع في المنطقة وبعدم وجود تهديد إرهابي إلا أن السلطات سجلت أول حادثة تتعلق بالجانب الأمني، حيث تم احتجاز خمسة أشخاص الثلاثاء يُشتبه في أنهم أطلقوا دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لمهاجمة رجال الدرك خلال القمة التي تضم الدول السبع الأغنى في العالم وقد رصد المحققون خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 24 و 25 عامًا تعرفهم أجهزة الاستخبارات على أنهم ينتمون إلى مجموعات فوضوية وأخرى تطالب بالاستقلال الذاتي (في إقليم الباسك الواقع على جانبي الحدود الفرنسية-الإسبانية). وكشف التحقيق جزءاً من رسالة منشورة على إحدى شبكات التواصل تم فيها تحديد هدف المجموعة وهو الهجوم على فندق يضم عناصر أمنية من ضمن القوة التي ستضمن أمن المشاركين في الاجتماع الدولي. وينتمي الموقوفون إلى مجموعة «بلاك بلوك» (الكتلة السوداء)، في فرنسا لدعوتهم على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الهجوم على «مراكز إقامة عناصر» الشرطة خلال قمة مجموعة السبع في بياريتز، كما أكد الثلاثاء مصدر مقرب من التحقيق. ولا يزال أحد هؤلاء، وهو رجل، قيد الاحتجاز بعد ظهر الثلاثاء، بسبب «التحريض على ارتكاب جنحة أو جريمة بوسائل إلكترونية» في منطقة باريس في حين تم إطلاق سراح الأربعة الآخرين بعد ظهر الثلاثاء، بحسب مصدر قضائي. وبعض الموقوفين من «بلاك بلوك» وقد أدين احدهم سابقا باعمال شغب خلال تظاهرة، وفقا للمصدر القضائي. وبدأ التحقيق الذي أدى إلى التوقيفات من رسالة نشرتها امرأة تعيش في المنطقة، وهي من بين الموقوفين، تشير فيها إلى فندق حجز لإقامة عناصر الشرطة الذين تمت تعبئتهم من أجل المناسبة. يأتي هذا التوقيف في سياق أمني متوتر مع اقتراب قمة مجموعة السبع، التي تعقد بين يومي 24 و26 أب/غشت في مدينة بياريتس الساحلية الواقعة جنوب غرب فرنسا، مع مواجهتها للعديد من التهديدات خصوصا من «مجموعات عنيفة». ومن المقرر أن يزور وزير الداخلية كريستوف كاستانير المكان بعد ظهر الثلاثاء لاستعراض الترتيبات الأمنية. ومنذ أيام، تخضع هذه المدينة المزدحمة خلال الصيف لحراسة مشددة. ويتوقع وصول 5 آلاف شخص بين موفدين وصحافيين وفنيين إلى المدينة خلال القمة. ومنذ صباح الاثنين، بدأ مناهضون للرأسمالية ومدافعون عن البيئة وغيرهم من المعارضين والمناهضين للعولمة التجمع في مقرهم في أوروني على بعد نحو 20 كلم من بياريتس، تحضيرا لأسبوع من التحركات التي تعهدوا بأن تكون سلمية. ومن المقرر إجراء مظاهرة كبيرة مناهضة لمجموعة السبع في هنداي في الباسك الفرنسية السبت، بمناسبة افتتاح القمة. قمة مجموعة السبع ومن المنتظر أن تبدأ السبت قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في مدينة بياريتز الساحلية المطلة على المحيط الأطلسي حيث ستستمر ثلاثة أيام. وتضمّ المجموعة بريطانياوكنداوفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولاياتالمتحدة، وكانت المجموعة ضمّت بدءاً من العام 1997 روسيا ليصبح اسمها مجموعة الثماني لكن الدول السبع جمدت عضوية روسيا بدءاً من العام 2014 إثر إقدام موسكو على ضم شبه جزيرة القرم. ترامب يؤيد عودة روسيا وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يؤيد عودة روسيا إلى مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى بعد استبعادها منها عام 2014. وقال ترامب للصحافيين في/البيت الأبيض/الليلة الماضية «أؤيد ذلك بالتأكيد», وذلك قبيل أيام من انعقاد قمة مجموعة الدول السبع في/بياريتز/بفرنسا… مضيفا «من الأنسب إشراك روسيا… يجب أن تكون مجموعة الثماني, لأن الكثير من القضايا التي نتحدث عنها تتعل ق بروسيا». واتهم ترامب سلفه باراك أوباما بأنه «هو الذي قرر إقصاء روسيا من مجموعة الثماني لأن رئيسها فلاديمير بوتين «تفوق عليه بدهائه» موضحا «أعتقد أن الرئيس أوباما ظن أنه ليس مناسبا وجود روسيا (في المجموعة) لذلك أراد إخراجها منها». وأضاف «من هنا يمكنني بالتأكيد أن أرى المجموعة تعود مرة أخرى «مجموعة الثماني» وإذا ما تقدم شخص ما بهذا الاقتراح فسأكون على استعداد للتفكير في الأمر بشكل إيجابي للغاية». وانضمت روسيا للمجموعة عام 2002 بعضوية كاملة وتم تغيير اسم المجموعة إلى «مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى» إلا أنه تم استبعادها عام 2014 بعد ضمها لشبه جزيرة/القرم/في أوكرانيا. وأعلنت روسيا رسميا ضم شبه جزيرة القرم إلى سيادتها بعد استفتاء شعبي في مارس 2014 صوتت فيه الأغلبية الساحقة من سكان شبه الجزيرة لصالح الانضمام إلى روسيا وذلك على خلفية أزمة سياسية حادة في أوكرانيا شهدت الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وقد فرضت الولاياتالمتحدة ودول أوروبية عقوبات على موسكو بعد ضمها /القرم/. وفي عام 2015 وقعت روسياوأوكرانيا بوساطة ألمانية فرنسية, اتفاق /مينسك/ الذي يقضي بوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا بين «المتمردين» والقوات الأوكرانية. أجواء توتر بشأن الضرائب على شركات الإنترنت وقبيل الاجتماع، يلتقي وزراء مالية دول مجموعة السبع منذ أمس الأربعاء ويومه الخميس قرب باريس وسط توتر فرنسي أميركي حول مسألة فرض ضرائب على شركات الإنترنت الكبرى، إنما كذلك لبحث مشروع فيسبوك لإطلاق عملته الافتراضية. وأوضح مصدر فرنسي أن الهدف الرسمي للاجتماع الذي يعقده وزراء المالية في شانتيي شمال باريس تحت عنوان «جعل الراسمالية أكثر عدلا»، هو «فتح الطريق بين الدول السبع الأقوى اقتصاديا في العالم في اتجاه الحد من التباين وتحقيق العدالة الضريبية». غير أن هذا الاجتماع التحضيري لقمة رؤساء الدول السبع المقرر عقدها في بياريتز بجنوب غرب فرنسا في نهاية آب/أغسطس، سيتيح لحلفاء الولاياتالمتحدة أن يبحثوا في الكواليس مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحرب التجارية التي تهدد النمو الاقتصادي العالمي، ومسألة فرض ضرائب على شركات الإنترنت. وبعد أسبوع على فتح تحقيق في الولاياتالمتحدة حول الضريبة التي أقرتها فرنسا على عمالقة الإنترنت، يعقد وزير المال الفرنسي برونو لومير اجتماعا ثنائيا مع وزير الخزانة ستيفن منوتشن بعد أقل من شهر على لقائهما خلال قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في نهاية حزيران/يونيو. وسيغتنم لومير هذه الفرصة ليذكر نظيره الأميركي بأن فرنسا تعهدت بإلغاء هذه الضريبة عند إقرار اتفاق دولي حول الضرائب على الشركات الرقمية في إطار منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي حددت مهلة حتى 2020 لتحقيق ذلك. وإن كانت المصادر الفرنسية تشدد على العلاقات «الجيدة جدا والمنتظمة للغاية» بين الوزيرين، فإن مصدرا في وزارة المالية أفاد أن لومير سيؤكد لمنوتشين أن فرنسا «ستستمر في اتخاذ قراراتها سياديا بشأن النظام الضريبي للدولة الفرنسية». وقال المصدر «سندعو منوتشين إلى تسريع الجهود للتوصل إلى تحديد النظام الضريبي للقرن الحادي والعشرين بدل تهديدنا بالفرع 301 (من قانون التجارة الأميركي) وبعقوبات وتدابير رد، لا تمثل بالضرورة أفضل السياسات بين حلفاء». والتحقيق الذي فتحته واشنطن بشأن الضرائب الفرنسية على شركات الإنترنت عملا بمادة من قانونها التجاري تعرف ب»الفرع 301»، قد يؤدي إلى تدابير رد أميركية، بحسب الاستخلاصات التي سيتوصل إليها. وحددت فرنسا هدفا لرئاستها لمجموعة السبع هذه السنة الحد من «الفارق بين الواقع الاقتصادي العالمي والواقع الضريبي» مع صعود شركات الإنترنت العملاقة المعروفة بمجموعة «غافا» (غوغل وأمازون وفيسبوك وآبل) خلال العقود الماضية. وقال المصدر «إننا بحاجة إلى نظام ضريبي للقرن الحادي والعشرين يناسب النموذج الاقتصادي للقرن الحادي والعشرين». وسارعت منظمتا «أتاك» و»أوكسفام» غير الحكوميتين الى مطالبة وزراء مجموعة السبع ب»العمل لإقامة نظام مالي دولي أكثر عدلا»، وبفرض ضرائب «أكثر فاعلية» على شركات الإنترنت العملاقة. خلافة لاغارد على رأس صندوق النقد الدولي كما يتداول وزراء مالية القوى الاقتصادية الكبرى ملفا شائكا آخر هو مشروع مجموعة فيسبوك لإطلاق عملتها الافتراضية «ليبرا»، وهو مشروع يثير مخاوف كبرى بين الوزراء وحكام المصارف المركزية. وقال المصدر في وزارة المالية الفرنسية «نؤكد مجددا عزمنا على عدم السماح لأي شركة خاصة بحيازة وسائل تمنحها السيادة النقدية». وسبق أن أعرب لومير علنا عن معارضته لهذه العملة الافتراضية. كما أكد المصدر أن لومير ونظيره الألماني أولاف شولتز «مصممان على إحراز تقدم على صعيد تحقيق نتائج ملموسة، ولدينا الدعم التام من الولاياتالمتحدة»، ولو أنه يبقى من المستبعد التوصل إلى أي اتفاق في شانتيي حول حد أدنى ضريبي للشركات يكبح التجنب الضريبي. وحذر المصدر بأنه «لن يكون من الممكن خلال الاجتماع تحديد نسبة. هذا سابق لأوانه. المطلوب على الأرجح الاتفاق على المبدأ». وسيبحث الوزراء أيضا في شانتيي خلافة الفرنسية كريستين لاغارد على رأس صندوق النقد الدولي، بعد ترشيحها لتولي رئاسة البنك المركزي الأوروبي. ويتم تقليديا تعيين أوروبي في هذا المنصب. قمة بدون بيان ختامي.. وللمرة الاولى في تاريخها قد تضطر قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى «G7» إلى اختتام اعمال اجتماعاتها السنوية من دون إصدار بيان مشترك، الأمر الذي يعكس الخلاف الواسع بين الولاياتالمتحدة الأميركية وأوروبا حول قضايا مثل: التجارة الحرة وتغير المناخ. وقالت صحيفة «جابان تايمز» اليابانية ان هذه المرة ستكون الأولى من نوعها التي تنتهي فيها مجموعة السبع المقرر أن تبدأ السبت المقبل في فرنسا، من دون إصدار بيان مشترك منذ بدء الاجتماعات عام 1975. وتوقعت مصادر للصحيفة اليابانية أن يتم، بدلا من البيان المشترك، نشر وثائق ختامية لكل مجال من مجالات المناقشة، مثل التجارة الحرة والعلاقات مع إيران والبيئة وقضايا اللاجئين. وواجهت دول مجموعة السبع صعوبات في إصدار بيان رسمي في قمة العام الماضي في كندا، إلا أنها أصدرت بيانا تعهدت فيه الدول السبع «بمواصلة محاربة النزعة الحمائية»، وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب حينها وفد بلاده بالانسحاب منه، مما تسبب في حالة من الفوضى. وتواجه مجموعة السبع، التي تجتمع ما بين 26 و28 الجاري بياتريس في فرنسا، الكثير من الصعوبات من الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته وعقدة بريكست المستعصية التي تلاحق بوريس جونسون، لكن المجموعة تحاول مع ذلك أن تثبت أهميتها الجيوسياسية بمواجهة الأزمات المتعددة في العالم. وتتنوع الملفات الساخنة التي على مجموعة السبع مقاربتها، بدءا بالتوتر بين اميركا وايران، مرورا بالحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وحال الطوارئ المناخية، ولا تنتهي بتظاهرات هونغ كونغ التي قد يتم التطرق إليها. ولا يستبعد كذلك أن يحضر ملف كشمير في اللقاءات، فرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مدعو إلى مدينة بياريتس الساحلية، التي وضعت تحت حراسة أمنية مشددة.