منذ مجيء المشير السيسي إلى السلطة في مصر،عرفت العلاقات المصرية الغربية مسارا دبلوماسيا حذرا، ففي يوم تكليفه الرسمي بعد الانتخابات، بعث جلالة الملك بوزير الخارجية صلاح الدين مزوار، حيث استقبل من طرف عبد الفتاح السيسي ، بقصر الاتحادية بالقاهرة، ونقل رسالة شفوية من جلالة الملك محمد السادس الى الرئيس المصري. وأبلغ مزوار الرئيس المصري تحيات وتقدير جلالة الملك، ومتمنياته لمصر، دولة وشعبا، بأن تنعم بكل الخير والتقدم، كما نقل دعم جلالته الكامل لمصر ولكل ما يرتبط بتحقيق استقرار ورفاهية الشعب المصري. كما عبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون بالمناسبة عن طموح المغرب من أجل توسيع مجالات التعاون الثنائي وتعزيز العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين عبر استعجال عقد اللجنة العليا المشتركة بينهما، واضطلاع القطاع الخاص في كلا البلدين بدور متميز من أجل وضع أسس شراكة نموذجية . وطلب الرئيس عبد الفتاح السيسي ، من جهته، من مزوار، نقل تحياته وتقديره الكبير إلى جلالة الملك، مشيدا بما بلغه المغرب من تقدم اقتصادي وإصلاحات سياسية واستقرار في عهد جلالته ، وحضور فاعل على الساحتين الإفريقية والدولية، مؤكدا أن مصر ترى في المغرب شريكا أساسيا لدعمها دوليا وإقليميا. وتداول الطرفان بالمناسبة، في القضايا ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأوضاع الإقليمية بما في ذلك الوضع بسوريا والعراق و المنطقة المغاربية والساحل ألإفريقي، فضلا عن التحديات الأمنية بالمنطقة وضرورة تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف. ورغم بعض التوترات التي تنسب للصحافة في البلدين تظل العلاقات المصرية المغربية جيدة وهناك اتفاق، في القضايا الأساسية، خاصة العربية وقضية الشرق الأوسط،، ومواجهة الإرهاب، كما يرتبط المغرب ومصر السيسي بعلاقة وطيدة بدول الخليج ما عدا دولة قطر التي عاشت تشنجا في علاقتها بمصر بسبب دعمها للإخوان المسلمين الذين اطيح بهم من اعلى هرم بلاد الكنانة على يد السيسي، وقد عادت المياه إلى مجراها بسبب ضغوطات خليجية وصلت حد سحب السفراء من قطر وعزلها سياسيا ، مما يرسي تحالف عربي من الخليج إلى مصر والمغرب على شاكلة حلف كبير يتعاون ويتكامل دبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا. وتسير السياسة المغربية تجاه مصر، في اتجاهات متعددة من أجل التعاون في عدد من القضايا الاقتصادية والثقافية، لذلك رد المغرب على ما أتى من نزلة برد إعلامية مست العلاقة بين البلدين، بحيث أكد مصدر دبلوماسي مغربي مسؤول أن الموقف الرسمي المغربي تجاه الأوضاع السياسية فى مصر كما هو لم يتغير، متمثلاً فى دعم الرئيس عبد الفتاح السيسى كرئيس شرعي منتخب لمصر وزاد المصدر في تصريحات لوسائل إعلامية مغربية. ردًا على ما أذاعته القناة الأولى بالتلفزيون المغربي، إن ما أذيع هو محاولة للوقيعة بين المغرب ومصر، مؤكدًا أن موقفنا استراتيجي تجاه الأوضاع السياسية في مصر وليس موقفًا ظرفيًا حيث يتمثل في دعم المملكة لمصر من خلال رسالة الملك محمد السادس للرئيس السيسى، حيث يشيد به وبالمرحلة الجديدة في مصر . وأشار المصدر إلى أنه يجرى حاليًا معرفة حقيقة ما حدث وتطويقه في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين. يذكر أن التلفزيون المغربي قد نشر تقريرًا عن الحياة السياسية والمرحلة الانتقالية التي اجتازتها مصر، موجهًا انتقادات للقيادة المصرية الحالية وثورة 30 يونيو ووصفت القناة الأولى الرسمية بالتلفزيون المغربي في نشرتها الإخباريَّة، مساء الخميس، الرئيس، عبد الفتاح السيسي، ب»قائد انقلابا«، بحسب ادعائها، في الوقت الذي وصفت فيه الرئيس المعزول محمد مرسي بالرئيس المنتخب. وحسب مصادر إعلامية فإنه يتوقع أن يقوم السيسي بزيارة رسمية للمغرب في الأسابيع القادمة من أجل الدفع بالعلاقة المتميزة بين البلدين، كما لاحظت مصادر مطلعة أن الإعلام المصري المعروف في جزء منه بأنه اندفاعي ويعتمد مهاجمة كل من يقترب من التجربة الحالية، لم يهاجم المغرب ولم يكن له رد فعل كما جرى في عدة حالات سابقة، وكانت وسائل إعلام مصرية هاجمت المغرب في عدة مناسبات واحتج المغرب وكان الاعتذار. العلاقة بين مصر السيسي والمغرب علاقة استراتيجية ضمن استراتيجية عربية محورية لا يمكن أن تتعرض لأية هزة رغم محاولات الجزائر ابتزاز موقف سياسي مقابل الغاز إلا أن هذا التغيير لم يحدث من مصر التي تساند الوحدة الترابية للمغرب ..