في الحوار مع رئيس الوزراء، نبّه عدد من الصحفيين والكتاب إلى أهمية الارتقاء بمستوى الإعلام الرسمي ليصل إلى مستوى الأداء السياسي للدولة الأردنية، فالإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء تحتاج لقرارات تعيين يُعطلها القانون الذي يفرض التنافس لشاغلي الوظائف العليا، وهو إجراء وإن بدا عليه ما يوحي بالديمقراطية والشفافية في الاختيار ولكنه يحمل مخاطر اختيار قيادات قد تكون على قدر من الكفاءة المهنية ولكنها قد تفتقد للخبرة والتجربة السياسية، فهذه المؤسسات تحتاج لكوادر مؤهلة مهنياً وسياسياً في نفس الوقت، وعلينا أن نتوقف أمام هذه المؤسسات لأنها لا شك الأقدر على فرز كوادرها من رحم إنتاجها وخبراتها، بل ويمكن الاعتماد على بعث عاملين من صفوفها لدورات مهنية متقدمة لبلدان عربية وأجنبية استزادة في الخبرة واكتساب المزيد من المهارات كي تتوفر لهم ولديهم ما نحتاجه في عملية التطوير، مع أن السؤال الجوهري الموجب هو: لماذا يتفوق المهني الأردني في الإعلام والصحافة، لدى المحطات العربية والأجنبية، ويتقدم الصفوف بعد أن تعلم في مدرستي الإذاعة والتلفزيون، وهذا ما نراه ونشاهده لدى كبريات المحطات العربية والأجنبية، حيث العنصر الأردني يُسجل تفوقاً في إدارة هذه المؤسسات بل وعمل على تطويرها؟ وهو حال الصحف الوطنية الأردنية التي شغل من تركها مواقع متقدمة أيضاً لدى صحف الخليج العربي، مما يدل على أننا لا نفتقد للكوادر والخبرات بل نفتقد الإدارة ورفع منسوب الحرية والتعامل بثقة مع الخبر والتقرير، ومع كوادرنا الصحفية والإعلامية ليكون المنتوج بما لدى بلدنا من قدرات ومواهب والتزام. صحفنا اليومية وخاصة المملوكة للقطاع المشترك تعاني من أوضاع مالية صعبة وهي تؤدي مهمة وطنية للدفاع عن خياراتنا السياسية، بل هي حائط الصد باتجاهين الأول تسويق مواقف الدولة والثاني الدفاع عنها، ودورها لا يقل أهمية عن خطوط الدفاع الأمنية المتقدمة على حدود بلادنا لمواجهة عمليات التسلل والتخريب والتهريب، وهو الدور الذي يؤديه الإعلام داخل جبهتنا الداخلية، حيث يقف الإعلام بكل شرائحه ومقتنياته وأدواته، في الخندق الأمامي الإعلامي والسياسي المتصادم مع كل ما يمس أمن بلادنا واستقرارها، مما يستحق العناية وتوفير مستلزماته وتغطية احتياجاته وأن لا يكون نهباً للحاجة والضعف والترهل وعدم الاكتراث. رئيس الوزراء يتباهى بدور الإعلام والصحافة بشكل عام والإعلام الرسمي بشكل خاص رغم ملاحظاته عليه، وما دام كذلك فهذا الإعلام يحتاج لروافع حتى يواصل واجباته بل ومن أجل أن يتطور لما هو أفضل.