عاشت مدينة سلا حالة استنفار قصوى من طرف رجال الأمن والقوات المساعدة، استباقا لأي انفلات أمني قد تتسبب فيه الألترات العسكرية، التي رافقت فريقها إلى مدينة سلا، الذي استعار ملعب بوبكر اعمار، بعد أن أصبح الجيش الملكي يجد نفسه مرغما على اللعب خارج قلعته /المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، الذي مازال مغلقا، وسيظل كذلك إلى أجل غير مسمى، بعد فضيحة الموندياليتو. الألترات العسكرية لم تدخل مدينة سلا في صمت ولم تغادرها في هدوء، وهذا راجع بالأساس لأن لها الكثير من المطالبين بالثأر، وهذا ما جعل بعض الألترات بمدينة سلا تدخل في مواجهة قوية مع المشجعين العسكريين، الشيء الذي أربك حركة السير، وفرض تغيير مسار الجولان في أكثر من نقطة، وهذا ما خلق الكثير من المشاكل للسائقين، الذين وجد البعض منهم نفسه محاصرا بين «المتحاربين « بالحجارة، حيث أصيبت العديد من السيارات، كما أصيب سائقوها بالهلع وخاصة النساء. أما عند انتهاء المباراة، فإن الأحياء المجاورة للملعب كبطانة وحي السلام، حيث تمت مهاجمة صغار فريق الجمعية السلاوية والذين كانوا يتدربون بأحد ملاعب القرب هناك. الصغار - وأمام تقاطر الحجارة عليهم - لم يجدوا من ملاذ غير الهروب إلى الغابة المجاورة، والتي لم تكن مكانا آمنا نظرا لحلول الظلام. ولولا تدخل رجال الأمن والقوات المساعدة في الوقت المناسب - لأنهم كانوا يخفرون بعض مشجعي فريق الجيش الملكي - لوقعت إصابات في صفوف صغار الجمعية السلاوية. تقع هذه الأحداث المسيئة لكرة القدم المغربية، والإلترات العسكرية طرف فيها، خاصة وأنها تأتي بعد انصرام العقوبة التي عانى منها فريق الجيش الملكي، والتي حرمته من جماهيره لأربع مباريات، كما تأتي بعد أسبوع واحد على أحداث الشغب، التي عرفتها مدينة الحسيمة، والتي تميزت باعتراض سبيل مشجعي فريق الجيش الملكي، وكان من نتائجها إصابة العديد من المشجعي العسكريين بإصابات، كانت واحدة منها بليغة، وتتعلق بحالة الشعبي الذي لازال طريح الفراش، بعد إصابته على مستوى الظهر، إثر انقلاب السيارة التي كانت تقله صحبة آخرين نتيجة تعرضها للرشق بالحجارة من طرف بعض مشجعي فريق شباب الريف الحسيمي، والتي انتهت باعتقال مجموعة منهم. السؤال المطروح هو إلى متى سيبقى بعض المحسوبين على الإلترات العسكرية يسيئون إلى فريق الجيش الملكي، صاحب الأمجاد الكثيرة، والمعروف بانضباطه الكبير لأن إدارته المنتمية إلى الدرك الملكي تؤمن بالانضباط وتفرضه على كل مكوناتها.